فاروق الباز: المواطن المصري أصبح "مُهلهلاً" ويجب إصلاحه (حوار)
حوار- أسامة عبد الكريم:
قال الدكتور فاروق الباز، عالم الفضاء، إن خطة بناء الإنسان المصري التي يُنادي به الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبدأ بالتعليم الجيد وتغيير الثقافات الخاطئة للأجيال القادمة.
ويرى "الباز"- في حواره لـ"مصراوي"- أن التعليم المصري أصابه "الخيبة" وبدأ في التراجع منذ الخمسينيات.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى حالة الطلاب المصريين بشكل عام؟
"متدهورة".. بعدما كنا نترجم الكتب من اللغة الإنجليزية إلى العربية لكل الدول المجاورة، وكنا نمتلك عقولًا عظيمة، أما الآن اندثر الفكر واندثرت المعرفة فـ"خيبنا" وتراجعنا.
بم تفسر هذا التراجع؟
لازم نقر إن "الخيبة" جاءت لأن التعليم "خاب" منذ بداية الخمسينيات، ولم ندرك قيمة التعليم وقتها، في ظل زيادة التعداد السكاني، وكان الاهتمام بـ"المنظرة"، وأهملنا القرى والأرياف وركزنا على المدن، وتركنا المهمة الرئيسية للدولة وهي تعليم الناس، وكان والدي يقول: "من يَعلم فعليه أن يعلم الناس وإلا فلا نفع في علمه".
ونسينا أننا لو لم نهتم بالتعليم سنُخرج أجيال "خيبانة"، ولا نستطيع إعادة الدولة لكيانها، وسنكون "شحاتين"، ونشتغل في الدول المجاورة.
كيف يمكن التغلب على هذا التراجع؟
لازم نصلح من فكر الشباب، ونتعلم وننتج غذائنا بأنفسنا.. جمال عبد الناصر كان بيقول هننتج من الأبرة للصاروخ، وإحنا دلوقتي مش بننتج زرار الجاكيت حتى، وأصبحنا نستلف من البنوك عشان نأكل.. "مصر بتستلف عشان تشتري قمح، بعدما كنا بنأكل العالم كله !"، لازم نصلح بلادنا وإلا منستحقش نعيش عليها.
من أين نبدأ بعملية الإصلاح؟
من التعليم، والتغيير في سلوكياتنا وثقافتنا المتخلفة.
هل تفضل تغيير الثقافات الخاطئة بالقانون أم الوعي؟
هناك قوانين عديدة موجودة في مصر ولكن لا يتم تطبيقها، ولابد من إعادة غرس الثقافات القديمة التي بدأت تتلاشى في مصر، من احترام المكان الذي نتعلم فيه "المدرسة"، والمُعلم داخل الفصل وخارجه، وكبار السن في الشارع، وأقول "القانون موجود لكن لم نطبقه، لأن الدنيا سايبة".
ما رأيك في خطة تطوير التعليم التي يقودها د. طارق شوقي؟
بداية ووسيلة جيدة، ولكن دون شك أي وسيلة جديدة أفضل مما عليه الآن، فنحن نعيش في "الحضيض"، ومستحيل أن نخسر بقدر ما نحن عليه الآن، ولكن أرى اهتمامًا من الدولة حاليًا بإصلاحه.
متى يتم الحكم على خطة وزير التعليم طارق شوقي؟
خلال 5 سنوات، بعد رؤية بوادر ناشئة من التلاميذ، ونلاحظ تغيير في سلوكياتهم وأفكارهم وتربياتهم.
كيف ترى دور المعلم في الفترة الحالية؟
دوره اختل، بعد ظهور الدروس الخصوصية، الناتجة عن تدهور التعليم، وهذا شيء لم نسمع عنه طيلة حياتنا، لكن الإهمال في حق المعلم ترتبت عليه كل هذا، وبدأ في معرفة هدف أولياء الأمور من التعليم اللي هو نجاح أبنائهم وليس التعلم، ومفيش حد عاوز ابنه يتعلم ولكن عاوزه ينجح.
الرئيس طالب ببناء الإنسان المصري.. كيف سيحدث ذلك؟
أن يصبح الإنسان مفيدًا للبلد والمجتمع، فالمصري أصبح "مُهلهلًا" ويجب إعادته لوضعه الطبيعي وإصلاح هذه الهلهلة، وزرع الثقافات المحترمة في الأبناء والأجيال القادمة.
متى بدأ الانحدار الحقيقي في المجتمع؟
مع "الاشتراكية"، وتحكم الحكومة في كل شيء، وإجبار المواطنين على السير في الطريق الذي ترسمه، ومنعت من رسم الشخص طريقا لنفسه، واللي كانوا بيرسموا الطريق مكنوش عارفين إحنا رايحين لفين، فعلى سبيل المثال تم تعيين كمال الدين حسين وزير التعليم العالي، وعمره ما دخل الجامعة، فكيف يصبح رئيسًا لكل جامعات مصر !
فيديو قد يعجبك: