لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- احتفالية عيد الميلاد.. أبناء الإنجيلية في حضرة "الكانتاتا"

01:36 م الخميس 27 ديسمبر 2018

احتفالية "الكانتاتا" بالكنيسة الإنجيلية

كتب- إسلام ضيف وشروق غنيم:

تصوير- شروق غنيم:

شوقٌ داخل النفس، وانتظار بشغف من عام لعام، إذ لا يستقيم الاحتفال بعيد الميلاد في الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة دون "الكانتاتا"، التي تُردد فيها الترانيم والأناشيد الدينية، تألفها الآذان والقلوب منذ منتصف سبعينات القرن الماضي حين عرفت طريقها إلى الكنيسة الإنجيلية في مصر لأول مرة.

مساء الأحد الماضي، داخل الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، كانت أمارات الفرحة على الوجوه، حنين يعتمر قلب فادية بهنام، التي تبدأ عامها الجديد، كما اعتادت طيلة 44 سنة بـ"الكانتاتا"، حُبٌ جمع بين منال وستيفن فحضرا لأول مرة الحدث سويًا بعد زواجهما، ومسيرة 25 عامًا تتمثل في سعاد سليم، مايسترو فريق "الكانتاتا".

1

منتصف سبعينات القرن الماضي بدأت الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة استخدام فن الكانتاتا، لتروي من خلاله قصصًا دينية عن ميلاد وقيام السيد المسيح.

منذ أن كانت هايدي في أوائل العشرينات من عمرها، كانت تَقدُم إلى الكنيسة؛ للمشاركة في ترانيم الكانتاتا رفقة فريق الكنيسة، لكن: "من ساعة ما خلّفت بنتي مش مخلياني عارفة أغني". تحرص على الحضور سنويًا للكنيسة بصحبة عائلتها: "باجي مع بابا وماما وزوجي وبناتي الاتنين".

2

تتذكر الفتاة الثلاثينية موضوع كل عام في الكانتاتا "كل سنة الثييم مختلف، في سنين لما كان في اضهاد كتير وضرب في الكنايس كان الموضوع عن السلام، وسنين تانية عن رحلة الرجاء زي السنة دي، وكمان بيكون عن الفرح والمحبة". تُمثل ترانيم الكانتاتا لهايدي "تسبيح وتقديم ذبيحة حمد لربنا كهدية له".

لم يَدخُل هذا الفن الأوبرالي الغربي مصر إلا في أوائل السبعينات بالكنيسة الإنجيلية بالفجالة "كان فيها أقوى فريق ترنيم في مصر، وانتشر منها لباقي الكنائس الإنجيلية الأخرى" يقول القس يوسف سمير راعي الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة.

3

ظهرت الكانتاتا في أواخر القرن السابع عشر بأوروبا "بدأت كأنشودة عادية في إيطاليا والدول الغربية، وبعد كده دخلت الكنيسة، لاستخدامها كأنشودة دينية تحكي من خلالها قصتي الميلاد والقيامة" يُضيف راعي الكنيسة.

حينما وطأت أقدام فادية بهنام الكنيسة الإنجيلية بحي مصر الجديدة لأول مرة عام 1974، كانت لاتزال في العشرين من عمرها، تستمسك بأيدي والدها ووالدتها في طريقهم إلى المكان. هُنا تُرد إليها الروح، تشعر بأنها طفلة كما زارته لأول مرة قبل 44 عامًا بينما تتكيء الآن على أيادي أبنائها للوصول إلى الكنيسة.

4

قبل أن تأتي صاحبة الستين عامًا إلى ليلة الاحتفال برحلة رجاء السيد المسيح، تُصلي في منزلها، تُناجي الله بأن ينفتح قلبها لحديثه، أن تتجاوب معه فتتغير دّفة حياتها حيث يوجد المسيح "ونبقى زيه في العطاء والتسامح والتنازل وفي خدمة الناس".

الصلاة رِفقة العائلة مُقدس بالنسبة إلى بهنام "ربنا بيقول وأما أنا وبيتي فنعبد الرب"، تشعر أنها تريد اصطحابهم معها في رحلتها إلى الرجاء مثلما ينتابها الإحساس ذاته تجاه "ناس كتير معندهمش سلام في بيوتهم".

5

جاءت إلى الكنيسة مساء الأحد مُثقلة بحُزنها، غير أنها ألقت به على عتبات المكان "قولت لربنا أنا همشي رحلة الرجاء وهاخد الناس اللي زعلانة عليهم" فتتمنى أن تتبدّل حياتهم "وربنا يعدلها للأحسن".

قبيل بدء ترانيم الكانتاتا، يطلب راعي الكنيسة من الحضور ألا يفقدوا آمالهم وأن يلتفوا حول "رحلة الرجاء"، بيَّن راعي الكنيسة أن "كلمة الرجاء غائبة في الآن وسط ألحان اليأس الصاخبة، وأبواب الأمل المُغلقة". رَبط القس يوسف بين الزمن الحالي وزمن السيد المسيح "كانت الأحوال وقتها يائسة، الفشل وموت الرجاء يحتلان المشهد" لكنها لم تكن الكلمة الأخيرة "ظل صوت الله يحمل الرجاء ويرفض اليأس".

6

حين ترتفع أيادي المايسترو سعاد سليم مُعلنة بدء الترانيم، يُخيّم الصمت على الكنيسة، الكُل مصغٍ، البعض ترتفع أعينه على شاشة مثبتة تحمل كلام الترانيم، والبعض الآخر يقرر غلقها ليسرح في عالم الله الذي جاء من أجله إلى الكنيسة.

طيلة 25 عامًا تُقدم سليم الكانتاتا في الكنيسة الإنجيلية، كل عام تتغير الحكاية غير أن جميعها تدور في فلك قصة الميلاد والقيام، تُكتب خصيصًا في الخارج، تبحث المايسترو عن النص الملائم ثم يترجمها أحد أعضاء الفريق إلى العربية.

7

كنائس قليلة في مصر تُعد على أصابع اليد الواحدة تستخدم الكانتاتا "مش مهضومة أوي في مصر، والناس مش بتحب أوي النوع ده من الفن"، لكن رُغم ذلك يحضره المئات من المُصلين سنويًا، يقول راعي الكنيسة.

في الكانتاتا تُسمع خمس طبقات صوتية، موزعة بين الرجال والنساء "في العرض حسب الترنيمة، ممكن يرتلوا كلهم مع بعض، أو أخلي البنات تقول الأول وبعدين الرجالة أو العكس" تقول سليم.

8

للكلمات إيقاع، يحرص صاحب الترجمة عليها "بنترجم بالظبط حسب الموسيقى"، ثم تبدأ المايسترو تدريب أعضاء الفريق المكون من 30 شخصًا على مدار أربعة أشهر "مرتين في الأسبوع، كل مرة 3 ساعات". لكن كل مجموعة أصوات تُدرَب على حدة "خصوصًا إن كلهم متطوعين مش محترفين موسيقى". تتباين الأصوات بين الغليظ المتوسط والرفيع "ولما كل مجموعة تحفظ بجمعّهم على بعض يرنموا سوا".

في الكنائس أفنت المايسترو -خريجة المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار"-حياتها. أحّبت أن تَكبُر موهبتها في ظِل الرَب، فتنقلت من الكنيسة الإنجيلية بالكويت إلى وطنها مصر تعزف الكانتاتا والترانيم "لإنك لما بتكبر مع ربنا بتحس إنك عاوز تديله أكتر، هنا نقدر نصلي له ويتجاوب معانا، ونحب نسمع عنه، عشان كدة اخترت النوع ده من الموسيقى".

9

ستيفن ومنال رمزي، أول مرة لهما بعد الزواج يحضرا الكانتاتا رفقة ابنتهم جوزالين. طيلة ثلاث سنوات يحرصان على القدوم إلى الكنيسة الإنجيلية "بنيجي الكانتاتا واحنا مخطوبين وبعد ما بقى عندنا جوزي أول مرة نجيبها ونيجي".

يُحب الزوجان أجواء ترانيم الكانتاتا شأنهم شأن الأسر الحاضرة للاحتفالية "بنستناها كل سنة، جوها جميل وفي سلام بنحسه دايمًا مع وقت الكريسماس".

10

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان