بعد إدراجها "حسم ولواء والثورة" بقائمة الإرهاب.. خبراء: أمريكا تحتضن الإخوان
كتبت-مروة شوقي وإسلام ضيف:
أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأربعاء، لائحة جديدة للكيانات الإرهابية، وللمرة الأولى شهدت القائمة تواجد تنظيمي "حسم، ولواء الثورة"، وكيانات أخرى مُدرجة بالفعل على القائمة منذ فترة، مثل تنظيم الدولة "داعش"، وحركة حماس الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وطرح القرار الأمريكي، علامة استفهام كبيرة، حول عدم وجود جماعة الإخوان ضمن القائمة.
في البداية وصفت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إدراج الخارجية الأمريكية، حركتي حسم ولواء الثورة والقيادي بحركة حماس إسماعيل هنية، على قائمة التنظيمات الإرهابية، بالخطوة المهمة.
وأضافت الشيخ، في تصريح لمصراوي، اليوم الخميس، أن هذا القرار يساعد في حصر تلك المنظمات الإرهابية، وتحجيم حركتها، ومنع التمويل والأسلحة عنها، قائلة:"كثيرا ما تحدثنا عن التوافق الدولي فيما يتعلق بالمنظمات الإرهابية، وهو ما يساعد على تجفيف منافذ تمويها، وقرار إدراج حسم مهم لنا كمصريين، أما إسماعيل هنية، فهو ليس بجديد، فالولايات المتحدة أدرجت حماس على قائمة المنظمات الإرهابية منذ سنوات طويلة".
وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإن تأخر إدراج أمريكا التنظيم الإخواني، عائد إلى تغلغل التنظيم الدولي ورموزه في أمريكا وبريطانيا وألمانيا.
وتابعت: "هناك شخصيات إخوانية لديها أموال طائلة ونفوذ في دوائر صنع القرار بتلك الدول، ولذا فعند الحديث عن إدراج التنظيم ضمن قوائم الإرهاب تتحرك تلك الشخصيات لإحباط هذه الخطوة، فالمصالح المشتركة هي من تحكم المشهد".
ورأى الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلاقات السياسية في جامعة القاهرة، إدراج الخارجية الأمريكية، حركتي حسم ولواء الثورة والقيادي بحركة حماس إسماعيل هنية، على قائمة التنظيمات الإرهابية، ليس ذا جدوى.
وقال سلامة، في تصريح لمصراوي، اليوم، إن قرار الإدراج يجب أن يصاحبه إجراءات على الأرض، تؤكد سلامة القرارات الأمريكية، مضيفًا: "لابد أن نرى عمليات تجميد لأرصدة أشخاص مرتبطين بهذه التنظيمات أو يمثلون مصادر تمويل بالنسبة لها، فالعبرة بسد منافذ التمويل لهذه التنظيمات المتطرفة وهو ما يؤدي إلى دحضها وتوقفها عن التوغل في الدول العربية".
وأوضح أستاذ العلاقات السياسية في جامعة القاهرة، أن على الولايات المتحدة الأمريكية، إيقاف التمويل من الدول الداعمة كقطر وتركيا، إذا أرادت سد منافذ تلك الجماعات، "هناك ارتباطات بين دول تمول ودول تحرك، والولايات المتحدة تحرك وتستخدم دول أخرى للتمويل فإذا رغبت في سد المنافذ لابد من إيقاف عمليات التمويل من الدول الممولة، ولكنها تمارس ازدواجية غير مقبولة، تعلن إدراج جماعات إرهابية على قوائمها ومن ناحية أخرى ترسل سلاحًا لدول تمول الإرهاب".
وبشأن عدم إدراج الولايات المتحدة لتنظيم جماعة الإخوان، على قوائم الإرهاب، لفت سلامة، إلى أن الامر مرتبط بمصالح عدّة، متابعًا: "أمريكا ترى حتى هذه اللحظة أنها لم تفرغ من الاستفادة الكاملة من تنظيم الإخوان، فالسياسة الأمريكية بطبيعتها تخلق الديكتاتور وتنقلب عليه بعد أن تفرغ منه، فهي تصنع الجماعات المتطرفة وتتخلص منها حينما تظهر أجيال جديدة".
وبحسب سلامة، فإن هناك مصالح اقتصادية للولايات المتحدة مع جماعة الإخوان، وقرار إدراج التنظيم كجماعة إرهابية قد يضرب مصالح أمريكية في دول متعددة، وهو ما يفسر التلكؤ والمماطلة التي تتبناها الولايات المتحدة مع الإخوان.
وتابع: "هي سياستها الطبيعية في السعي لتحقيق مصالحها مع أي طرف من الأطراف، وعلى حساب أي شيء إلا المصلحة الأمريكية والإسرائيلية".
وعلق محمد جمعة، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية على إدراج "حسم" و"لواء الثورة" قائلاً: "سلوك الحكومات الغربية تجاه الإخوان انتقل من مربع التسامح إلى الحذر والتتبع".
وأضاف جمعة في تصريح لمصراوي، اليوم: "ربما العبوة البدائية التي فجرها تنظيم حسم في 30 سبتمبر من العام الماضي أمام سفارة ميانمار بالقاهرة بدعوى التعاطف مع مسلمي الروهينجا، كان لها تأثير في صدور هذا القرار، لأن تنظيم حسم كان حريصًا على إظهار نفسه بشكل جماعات معارضة، ولكن بعد التفجير الأخير ظهر بشكل الجماعات السلفية الجهادية".
وأوضح الباحث في مركز الأهرام أنه لا يقلل من أهمية القرار كخطوة معنوية مهمة، وله قيمة سياسية كبيرة.
وعن تأخر الخطوة عن نظيرتها البريطانية، أوضح أنها ترتبط بأمور إجرائية من وزارة الخزانة الأمريكية، والقرار يشمل تجميد الحسابات، وتتبع الشخصيات.
وقال النائب يحيى الكدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، إن إدراج تنظيمي "حسم" و"لواء الثورة" على قائمة الإرهاب الأمريكية يخدم مصلحة إسرائيل.
وتابع الكدواني في تصريح لمصراوي، اليوم: "المصلحة التي تستهدفها الإدارة الأمريكية خدمة إسرائيل، وليس مقاومة الإرهاب، وإلى الآن لا نشعر بجدية في دعم مصر، ومقاومة الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم".
وأوضح الكدواني أن حماس ينبثق منها تنظيم حسم، وفقًا لوجهة النظر الأمريكية، لذا عند وضعها على قوائم الإرهاب فإنهم يخدمون مصلحة إسرائيل، مطالبًا بضرورة تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله، والاستمرار في محاربة التنظيمات.
فيديو قد يعجبك: