ماذا فعل الرئيس السيسي الأسبوع الماضي؟
القاهرة- أ ش أ:
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، فقد شارك في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الأفريقي الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وفي افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول "إيجبس 2018"، وتابع عن كثب سير العمليات العسكرية في سيناء من غرفة العمليات، وعقد اجتماعا لمناقشة استراتيجية تطوير منظومة التعليم، واستقبل ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، وسيرجي ناريشيكن مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، والفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية.
واستهل السيسي نشاطه الأسبوعي بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الأفريقي الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين، فضلاً عن عدد من كبار المسئولين الأفارقة والدوليين المختصين بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
واستمع السيسي في بداية الجلسة إلى كلمة الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، التي عرض خلالها جهود تحول الاقتصاد الأفريقي إلى اقتصاد المعرفة المبنى على البحوث والعلوم التكنولوجيا، مشيراً إلى أن هدف أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، هو الحد من الفقر، ومنع انتشار الأمراض، وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في دول القارة.
كما أشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أن الرئيس السيسي وجه الحكومة بتبني مبادرة لتمكين ودعم شباب الباحثين الأفارقة عن طريق إجراءات محددة، منها زيادة عدد المنح المقدمة للدول الإفريقية في التعليم الجامعي والدراسات العليا، وإتاحة إمكانيات الجامعات للدول الإفريقية، وإجراء أبحاث مشتركة بتمويل من الصندوق المصري للعلوم والتكنولوجيا، ومضاعفة الجوائز التي تمنحها مصر للباحثين الأفارقة.
وألقى كل من الدكتور بندر الحجار رئيس البنك الإسلامي للتنمية، والدكتور أكينوومى أديسينا رئيس البنك الأفريقي للتنمية، كلمتين استعرضا خلالهما الجهود المبذولة لتعزيز الابتكارات العلمية في أفريقيا، ودعم الابتكارات العلمية لتحقيق التأثير التنموي الاقتصادي الشامل والمستدام وتعزيز الأنشطة المشتركة في القطاعات الرئيسية كالصحة والزراعة والمياه والتعليم.
كما شارك الرئيس السيسي في افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول "إيجبس 2018"، والذى يعد فرصة لتبادل الآراء والخبرات الفنية، والتعرف على أحدث التكنولوجيات المطبقة في صناعة البترول والغاز العالمية، وذلك من خلال الجلسات الفنية التي تم تنظيمها في إطاره. كما يهدف المؤتمر إلى عرض استراتيجية مصر الرامية إلى الوصول للاكتفاء الذاتي وتعظيم القيمة المضافة للمنتجات البترولية، وتحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة والتحول إلى التصدير، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير بيئة مواتية للاستثمار.
وشارك في الافتتاح المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسئولين، فضلاً عن وزراء الطاقة والبترول من الجزائر وجنوب أفريقيا وفنزويلا، وكل من أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وأمين عام منتدى الدول المصدرة للغاز، وأمين عام منظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوابك" ورئيس مجلس البترول العالمي ورؤساء عدد من كبرى الشركات الدولية العاملة في مجال الطاقة والبترول.
واستمع الرئيس السيسي إلى كلمة من محمد باركيندو أمين عام منظمة الأوبك، أشار خلالها إلى أن صناعة البترول تعد من الصناعات الرائدة في العالم، وأن مصر أصبحت أحد المصادر الرئيسية للطاقة بالمنطقة على خلفية الاكتشافات الأخيرة.
كما ألقى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية كلمة أكد خلالها أن "إيجبس 2018" يعد أحد وسائل تنفيذ استراتيجية الوزارة في مجال البترول، وزيادة التعاون مع كبرى الشركات العالمية، مؤكداً حرص الدولة على أن تكون رائدة في هذا المجال بما يساهم في توفير موارد الطاقة وتحسين مستوى المعيشة للشعب المصري.
كما أكد أن مصر تعد محط أنظار العديد من الشركات العالمية والدولية العاملة في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن مصر شهدت خلال عام 2017 العديد من الإنجازات الكبرى في هذا المجال.
وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية خلال كلمته عن عدد من المبادرات التي ستتبناها الحكومة في إطار تحديث قطاع البترول، من أهمها الإعلان عن مبادرة للتعاون مع شركات التسويق البترولية العالمية العاملة في مصر لتحسين جودة الوقود وبدء تقديم منتج متطور، وتوقيع اتفاق بين قطاع البترول وواحدة من كبرى شركات البترول العالمية لإجراء مسح في منطقة خليج السويس، وتوقيع مذكرة تفاهم بين قطاع البترول وتحالف من كبرى الشركات المتخصصة لإنشاء مشروع بوابة مصر للاستكشاف والانتاج والذي يتضمن مركز معلومات جيولوجية للمساهمة للترويج عالميا لمناطق البحث والاستكشاف بمصر، وتدشين بوابة الكترونية للتواصل مع العاملين في قطاع البترول، لتعزيز الترابط والانتماء ودعم روح الفريق داخل القطاع.
وعقب ذلك توجه الرئيس السيسي إلى مقر المعرض، حيث تفقد ما تضمنه من أجنحه لكبرى الشركات العالمية العاملة في مجال الطاقة والبترول.
وتابع الرئيس السيسي القاد الأعلى للقوات المسلحة عن كثب سير العمليات العسكرية في سيناء من غرفة العمليات.
واستقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، في زيارته الأولي الرسمية للقاهرة، أن مصر تعد شريكا مهما للولايات المتحدة، وأكد أيضا على ما يجمعهما من علاقات ممتدة تحرص الولايات المتحدة على تعزيزها وتطويرها، وعلى وقوف بلاده إلى جانب مصر والتزامها بدعمها في حربها ضد الإرهاب.
من جانبه ، أكد الرئيس السيسي على ما يربط بين البلدين من علاقات استراتيجية راسخة، مشيراً إلى أهمية الاستمرار في العمل على الارتقاء بها في مختلف المجالات بما يمكن البلدين من التصدي للتحديات المشتركة التي تواجههما.
واستعرض الرئيس الجهود التي تقوم بها مصر حالياً لمكافحة الإرهاب بشكل شامل والقضاء عليه، وذلك بالتوازي مع مساعي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، منوهاً إلى تطلع مصر لتطوير التعاون الاقتصادي بين الدولتين وزيادة الاستثمارات الأمريكية في مصر.
وتم خلال اللقاء التباحث حول سبل تطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تناول اللقاء الملفات الإقليمية المختلفة، ومن بينها الأوضاع في ليبيا وسوريا، حيث تم استعراض تطورات الجهود المبذولة للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة.
وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، أكد الرئيس السيسي موقف مصر الواضح والثابت بشأن التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن على الولايات المتحدة باعتبارها الراعي الرئيسي لعملية السلام في الشرق الأوسط أن تعيد إحياء ودفع عملية المفاوضات من جديد وفق مقررات الشرعية الدولية.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي من جانبه أن هدف الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس ترامب هو حل القضية بشكل عادل، مؤكدا أنها ستواصل جهودها لتحقيق هذا الهدف.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بالإضافة إلى محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية، واللواء عاصم عبد المحسن مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
وناقش الاجتماع استراتيجية تطوير منظومة التعليم، حيث عرض وزير التربية والتعليم خطة الوزارة في هذا الصدد، مشيراً إلى التحديات التي تواجه عملية تطوير وتحسين جودة التعليم، ومؤكداً أن الخطة تسعى إلى بناء الإنسان المصري منذ النشأة والطفولة، بالإضافة إلى الارتقاء بالأجيال الحالية لتنمية مهاراتهم وقدراتهم على التعلم المستمر.
وأشار الدكتور طارق شوقى إلى أن الارتقاء بمستوى المعلمين يعد من أهداف الخطة الرئيسية، وذلك من خلال تطوير مهاراتهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، كما أن الخطة تشمل توفير مراجع علمية في شتى المجالات للطلاب من خلال بنك المعرفة، فضلاً عن تهيئة البنية التحتية اللازمة لتطوير عملية التعليم.
وأوضح أن إعداد وتنفيذ الخطة يتم بالتعاون مع عدد من الدول المتقدمة في هذا المجال مثل اليابان والمملكة المتحدة، فضلاً عن عدد من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي ومنظمة اليونيسف، بالإضافة إلى عدد من الشركات العالمية المتخصصة.
كما أوضح وزير التربية والتعليم أن الخطة راعت تطوير نظام التعليم الحالي لحين تطبيق النظام الجديد، من خلال وضع نظام عادل للتقييم يقيس الفهم والقدرة على حل المشكلات، بدلاً من قياس مهارات الحفظ واسترجاع المعلومات.
وأكد الرئيس أهمية تنمية المهارات المطلوبة للطالب المصري في مراحل التعليم المختلفة، وذلك في إطار خطة الدولة لبناء الإنسان المصري بما يتواكب مع متطلبات العصر الحديث، وذلك لتعظيم الاستفادة من ثروة مصر الحقيقية التي تتركز في أبنائها، موجها بضرورة تطوير أساليب التعلم والمحتوى التعليمي المناسبين لتحقيق ذلك الهدف، واستخدام أحدث التقنيات التعليمية في مختلف مراحل التعليم، وأن تتواكب خطة تطوير التعليم مع أحدث المعايير العالمية في هذا المجال ليصبح الهدف من الدراسة في كافة مراحلها هو المعرفة واكتساب المهارات والكفاءة وليس فقط الحصول على المقعد الجامعي والمؤهل الدراسي.
واستقبل الرئيس السيسي سيرجي ناريشيكن مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، بحضور القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، وأكد المسئول الروسي تقدير بلاده الكبير لدور مصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، كما أشار إلى أهمية التعاون الأمني بين البلدين في تلك المرحلة التي يمثل فيها الإرهاب تحدياً كبيراً للمنطقة والعالم.
وأشاد الرئيس السيسي بالعلاقات المتميزة بين مصر وروسيا، مؤكداً حرص مصر على تدعيمها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، كما استعرض الرئيس جهود مصر في مكافحة الإرهاب بشكل شامل وعلى كافة المحاور والاتجاهات الاستراتيجية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن القضاء على الإرهاب يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي وعدم التمييز بين الجماعات الإرهابية، والعمل على تجفيف منابعه على كافة المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية والفكرية.
وتطرق الاجتماع إلى سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، فضلاً عن بحث الأزمات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم تبادل وجهات النظر حول كيفية التوصل لتسويات لهذه الأزمات، في ضوء موقف مصر الثابت بضرورة دعم الحلول السياسية، واحترام سيادة دول المنطقة ووحدة أراضيها، بما يصون مؤسساتها وينهي معاناة شعوبها ويحافظ على مصالحها العليا.
وأصدر الرئيس السيسي قرارا جمهوريا بتعيين خيرت أحمد بركات رئيسا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بدرجة وزير.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، بحضور الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بالإضافة إلى القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة، حيث تركز اللقاء حول الدفع والارتقاء بالتعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة، وكذلك التطرق إلى آخر التطورات العسكرية والسياسية على الصعيد الإقليمي، في ضوء الأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة.
وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الممتدة لعقود، ولاسيما فيما يتعلق بالتعاون العسكري، وذلك في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، والتي تتطلب تضافر كافة الجهود لمواجهة والتصدي للتحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
كما استعرض الرئيس جهود مصر الحالية لمكافحة الإرهاب على كافة المحاور والاتجاهات الاستراتيجية، لاجتثاث الإرهاب والقضاء عليه.
وأشاد قائد القيادة المركزية الأمريكية من جانبه بقوة ومتانة العلاقات العسكرية بين البلدين، مشيراً إلى حرص بلاده على استمرار تطوير علاقات الشراكة مع مصر وتعزيز التعاون معها، مثمناً الجهود التي تبذلها مصر في مكافحة الإرهاب باعتباره تحدياً مشتركاً يواجه البلدين والعالم، ومشيداً بمحورية دور مصر في المنطقة، وجهودها في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: