مفارقات في جائزة "بوكر 2018".. أبرزها غياب الروائيين المصريين
كتب- محمد عاطف:
شهد إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر هذا العام، مفارقات كثيرة أهمها خروج الكاتبين المصريين أحمد عبداللطيف ورشا عدلي، كما ضمت القائمة القصيرة كلا من شهد الراوي من العراق وعزيز محمد من السعودية وهما أصغر كتاب القائمة الطويلة سناً، كما أنّ الروايتين هي أول عمل روائي لكلا الكاتبين، وتم ترجمة رواية "ساعة بغداد" لشهد الراوي إلى الإنجليزية وستصدر في يونيو من هذا العام عن دار وون ورلد.
ومن بين الكتاب الآخرين المتنافسين على الفوز بالجائزة، كاتبان سبق لهما الوصول إلى القائمة القصيرة وهما الكاتب السوداني أمير تاج السر المرشح في القائمة القصيرة عن روايته "صائد اليرقات" عام 2011، والروائي الفلسطيني/ أردني إبراهيم نصرالله المرشح عن "زمن الخيول البيضاء"، عام 2009. كما أن تاج السر ونصرالله قد أشرفا على ورشة إبداع (الندوة) التي تنظمها الجائزة سنوياً للكتاب الشباب الموهوبين.
وأثار خروج الكاتبين المصريين أحمد عبداللطيف ورشا عدلي من القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، العديد من التساؤلات بين المثقفين المصريين.
الكاتب حمدي نوار قال في تصريحات خاصة: "من المؤسف خروج المصريين من القائمة القصيرة لجائزة البوكر، وهذا إن دل فإنما يدل على تراجع الخيال الأدبى عند المصريين وهذا يعكس مدى الانحطاط الذى وصلت إليه فنون الكلمة فى مصر".
وأضاف: "شئ طبيعي أن ينعكس تدنى التعليم بمستوياته المختلفة من الابتدائية حتى الجامعة وانعدام الأهتمام بتفعيل الأنشطة الأدبية والفنية داخل منظومة التعليم ككل مما يؤدي إلى وأد المواهب الشبابية من الطلاب فى مهدها فالمدرسة والجامعة هى الحاضنة الأولى لميلاد واكتشاف المواهب الإبداعية فى هذه المرحلة المبكرة من عمر هذه المواهب".
وتابع نوار: "ربما يدلل خروج مصر من قائمة البوكر على تأخر تصنيف التعليم المصرى وترتيبه الأخير على مستوى الدول النامية فما بالك على مستوى العالم!".
أما الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق انتقد اعتراض البعض على خروج الروائيين المصريين من القائمة، وقال: "من المؤسف أن نرى كل هذا الجدل بسبب خروج مصر من القائمة القصيرة لأننا أكبر من هذا الذي نراه فمصر التي علمت أغلب لجان تحكيم هذه الجوائز وبالتالي فلا يقلل من شأننا أن نخرج في عام من الأعوام بلا جوائز، طالما ارتضينا حكم المحكمين، خاصة أن قبولنا دخول مثل هذه الجوائز هو شرط ضمني بما ستقره لجنة التحكيم".
وأضاف عصفور في تصريحات خاصة لمصراوي: "خروج مصر من الجائزة لا يعني تدهور الأدب لأنه قد تختلف ذائقة اللجنة أو معاييرها في الاختيار من عام إلى آخر، وقد يتصادف في أي عام بأن يكون الروائيين المتقدمين ليسوا من الكفاءة بمكان يسمح لهم بالمنافسة وبالتالي فليس ضروريا أن تفوز مصر في كل عام لأن هذه الجائزة عربية ويشارك بها حوالي 21 دولة".
وتابع عصفور: إن تمسكنا بأن تفوز مصر كل عام هو نوع من العنصرية الذي لا يليق بنا، ولذا لا أرى داعي لكل هذه الهستيريا التي يقوم بها البعض لأن مكانتنا وريادتنا لا ينكرها أحد.
كانت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، فى دورتها الـ11، لعام 2018، أعلنت أسماء الروايات الست التى وصلت إلى القائمة القصيرة، وهى كالتالي: رواية "زهور تأكلها النار" للكاتب السودانى أمير تاج السر، الصادرة عن دار الساقى، ورواية "الحالة الحرجة للمدعو ك" للكاتب السعودى عزيز محمد السعودية، رواية "ساعة بغداد" للكاتبة العراقية شهد الراوى الصادرة عن دار الحكمة – لندن، رواية "حرب الكلب الثانية" للكاتب الفلسطينى إبراهيم نصر الله، والصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، رواية "الخائفون" للكاتبة السورية ديمة ونّوس، رواية "وارث الشواهد" للكاتب الفلسطينى وليد الشرفا.
وذكرت لجنة التحكيم، أن اختيار رواية "ساعة بغداد" ذاكرة المكان والهوية، تصوغ في بساطة وعمق المصير الإنساني في علاقة المحلة البغدادية بالزمان مع تقلبات الشخصية الرئيسية، بينما "زهور تأكلها النار" تصور ثراء المشهد الإنساني في طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة الجهل والأحادية.
أما رواية "وارث الشواهد" فتمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية، بينما رواية "الحالة الحرجة للمدعو ك"، فتصف في سرد ذكي يُعنى بالتفاصيل الدقيقة صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق.
في حين تتناول رواية "حرب الكلب الثانية" من منظور عجائبي وغرائبي النفس البشرية وتحولات المجتمع والشخصية بأسلوب فانتازي، يفيد من أسلوب الخيال العلمي. وفي رواية "الخائفون" تصور ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.
جاء ذلك خلال مراسم الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، فى مؤسسة عبد الحميد شومان، فى العاصة الأردنية، عمان.
فيديو قد يعجبك: