"القاهرة الجديدة" مدينة الأغنياء تغرق في مشكلات المرافق والمياه

كتب- محمد عبدالناصر:

مدينة القاهرة الجديدة تعد من أكبر المدن داخل محافظة القاهرة، وتقدر مساحتها بـ70 ألف فدان، ويصل عدد سكانها إلى 500 ألف مواطن، ويتردد عليها أكثر من مليون مواطن يوميا، وتعتبر من مدن الجيل الثالث التي تم إنشاؤها بقرار رئاسي عام 2000، وتتكوّن المدينة من عدة تجمعات سكنية أكبرهم وأشهرهم التجمع الخامس إضافة إلى مدينة الرحاب والتجمع الأول والتجمع الثالث.

ويتخذ نجوم المجتمع من الفنانين والرياضيين مناطق القاهرة الجديدة مسكنًا لهم، كما يتواجد بها كبار المسؤولين في الدولة خاصة في منطقة التجمع الخامس الأشهر في مصر، بالإضافة إلى تواجد كل فروع الشركات والبنوك الدولة في المدينة، نظرًا لأهميتها الجغرافية والاقتصادية.

كما تعد المدينة الأغلى سعرًا في أسعار الوحدات في مصر، فيصل متوسط سعر المتر السكني الفاخر بها إلى 18 ألف جنيه، والمتوسط إلى 8 آلاف جنيه، حتى أطلق عليها البعض مدينة الأغنياء، كما يتواجد بها مشروعات سكنية لوزارة الإسكان مثل مشروع "دار مصر" و"سكن مصر".

لكن بكل ما تحويه المدينة من مشروعات وأهمية اقتصادية وسكنية، أثارت الجدل خلال السنوات الماضية، وبالرغم من كل الجهود في المدينة إلا أن بها مشكلات كثيرة، يرصدها مصراوي.

ضعف شبكة الطرق

تعاني مشروعات الطرق في المدينة من الإهمال والتجاهل بعض الشيء في مناطق التجمع الأول والثالث عن منطقة التجمع الخامس، فتغرق الطرق في مياه الصرف الصحي، بجانب انتشار مخلفات المباني بالشوارع بجانب المنازل، ومخالفة الوحدات السكنية، وتحولت بعضها إلى وحدات تجارية ومحلات.

كما تعاني بعض مناطق المدينة خاصة في التجمع الثالث من انتشار التجمعات والأسواق العشوائية، والمباني المخالفة.

ضعف المياه

يعاني المواطنون خاصة في التجمع الثالث بالقاهرة الجديدة من انقطاع مياه الشرب باستمرار طوال اليوم، كما تنقطع المياه بشكل مستمر عن باقي المدينة نتيجة لعمليات التطوير المستمرة لخطوط المياه، أو لعدم وصول خطوط المياه لأطراف المدينة بالشكل المناسب.

المنطقة الصناعية

وتفتقد المنطقة الصناعية بالمدينة إلى العديد من الخدمات التي توفر وتسهل الاستثمار للمواطنين، مثل نقص خطوط المياه، وضعف خطوط المواصلات التي تنقل العمال، تدهور أوضاع البنية الأساسية فى المنطقة، وتدهور شبكات الصرف الصحي، وضعف الطرق الممهدة، بالإضافة إلى ضعف أو شدة التيار الكهرباء والتي تتسبب في بعض الأحيان في احتراق الماكينات.

وينتقد المستثمرين في منطقة الألف مصنع في القاهرة الجديدة، من صعوبة استخراج التراخص والاوراق الخاصة بالمصانع، فيوجد روتين حكومي كبير في عملية انهاء الأوراق المطلوبة بجانب تعدد الجهات التي يتم إنهاء منها هذه الأوراق.

سوء في التخطيط

قال الدكتور محمدعبدالباقي، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، ورئيس مركز الدراسات والتخطيط المعماري، إن معظم المدن الجديدة كان التخطيط لبنائها منذ أكثر من 20 عامًا، وتعاني من تهالك البنية الأساسية لها، نظرًا لعدم تخطيطها بشكل يستوعب حجم السكان الموجودة بها الآن.

وأضاف أستاذ التخطيط العمراني، أن سوء الطرق والخدمات الأساسية لا يتعلق بالقاهرة الجديدة فقط، بل بمدن كثيرة تعاني من غياب التخطيط في البناء بجانب ووجود خلل في أعمال الصيانة.

وأوضح أن الدولة اكتسبت خبرات كثيرة في إنشاء المدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة وغيرها، فكان التخطيط لهذه المدن بشكل علمي ما يؤهل هذه المدن لتكون عالمية.

5 مليارات جنيه لتطوير شبكة الطرق

وتعليقا على ما تتعرض له المدينة من مشاكل، قال المهدس مصطفى فهمي، رئيس جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة، إن الفترات السابقة كانت هناك مشكلة في مياه الشرب؛ نتيجة لنمو المدنية السريع في ظل عدم اكتمال محطة مياه القاهرة الجديدة، والتي توقفت أثناء تنفيذها كثيرًا منذ 2007، والذي بدأ العمل فيه منذ 2007، لكن خلال الشهر الماضي تم افتتاح المرحلة الأولى من محطة المياه بطاقة 500 ألف م3 يوميًا، ولم يعد هناك أي مشكلة في قطع المياه.

وأضاف "فهمي" لمصراوي، أنه يتم التعاون مع محافظة القاهرة لتوفير منظومة نقل جماعي للمواطنين داخل المدينة وخارجها، فيوجد 12 "باص"، بعد الاتفاق مع هيئة النقل العام، ومن المقرر أن تشهد المدينة خطين من الباصات "ذات الطابقين" الجديدة، والتي تعتبر أول منظومة للنقل الجماعي الذكي في مصر.

وعن تطوير الطرق أكد "فهمي" أن هناك تطويرًا متكاملًا كل الطرق الموجودة في المدينة بحجم استثمارات وصل إلى 5 مليارات جنيه، من بينهما 4 مليارات للعام المالي المقبل، بتطوير ورفع كفاءة شبكة الطرق بالمحاور الرئيسية والأحياء السكنية، والمحاور الطولية، وربطها بالطريق الأوسطي، والمحاور العرضية، وربطها بطريق السويس الصحراوي، وطريق العين السخنة، وتوسعة ورفع كفاءة جميع طرق مراكز الخدمات بالمدينة بالأحياء، مع عمل طبقة سطحية لجميع الأحياء التي تم الانتهاء من أعمال المرافق بها، وإنشاء طرق بالمناطق العمرانية بامتداد المدينة، وإنشاء الأعمال الصناعية التي تحتاجها المحور.

وأكد العمل حاليا على الانتهاء من الباعة الجائلين، من خلال سوق تجاري لهم في التجمع الخامس، لافتًا إلى تنفيذ محطتي كهرباء، الأولى تخدم المنطقة الصناعية، والمحطة الثانية تخدم منطقة التوسعات لتقليل الضغط على شبكة الكهرباء في باقي المدينة مؤكدًا الانتهاء من المحطتين منتصف العام الجاري.​