"مصراوي" يحاور رئيس "المصرية للعلوم الفلكية"
كتب- شيماء مبارك وعبير حلمي:
بالتزامن مع موافقة البرلمان ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي على مشروع قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية، خاصة وأن العديد من الدول العربية نجحت في اختراق مجال الفضاء عن طريق كوادر مصرية، أجرى "مصراوي" حوارًا مع عصام جودة، رئيس الجمعية المصرية للعلوم الفلكية وعضو الاتحاد الأوروبي لعلوم الفضاء والفلك؛ للكشف عن تفاصيل أكثر حول مستقبل علوم الفلك في مصر ودور أقسام الفلك بالكليات المصرية في خدمة المجتمع، وتأهيل فرص عمل للطلبة المتخرجين فيها، والذي تحدث عن تفاصيل أكثر حول إنشاء وكالة الفضاء المصرية.
ما هي الجمعية المصرية لشؤون الفلك؟
هي جمعية أهلية غير هادفة للربح، وتم إشهارها كجمعية رسمية تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي في مارس 2015ن هدفها الرئيسي نشر علوم الفلك والثقافة الفلكية في المجتمع، كنوع من أنواع المساهمة في الاهتمام برفع الوعي المجتمعي بالعلم.
ما الجهات المُمولة للجمعية؟
تمويل الجمعية يكون عن طريق العائد من بعض الأنشطة، والاشتراك في المعرض الدولي للكتاب، وما يزال البحث جاريًا عن مصادر تمويل وجهات خارجية مانحة.
حدثنا أكثر عن الدور والفاعليات التي تقوم بها الجمعية؟
يتضمن دور الجمعية تبسيط علوم الفلك وتوصيلها لعموم المجتمع بمختلف تخصصاته وأعماره وخلفياته المعرفية والثقافية، من خلال بعض الأنشطة مثل الندوات العامة والمحاضرات والأمسيات الفلكية.
ما هي رؤيتك الخاصة لمستقبل الجمعية المصرية لعلوم الفلك؟
في المستقبل القريب سيتم إنشاء مجلة وويب سايت للجمعية، للتعريف بشكل أكبر بأنشطة الجمعية وفاعليتها، إلى جانب التطلع لإنشاء مرصد لغير المتخصصين للتطبيق العملي لرصد الشمس والقمر والأجرام السماوية، للرصد بشكل أكبر من مجرد رؤية المظاهر المُبهجة بالتليسكوب فقط.
ما هي أبرز المؤتمرات والمناسبات التي تشارك بها الجمعية؟
المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب تعد أبرز فرص الجمعية للظهور والتعريف بوجودها، ويتم فيها عرض كُتب لعلم الفلك بأسعار رمزية، بحيث يتم تخصيص جناح كامل للجمعية داخل المعرض لإعطاء المحاضرات وغيرها، وكان ذلك على مدار السنوات الثلاث الماضية.
ما هو مجال العمل المتاح بالجمعية لخريجي أقسام الفلك؟
محاضرون متخصصون لإلقاء المحاضرات العلمية الفلكية، ولكن إلى الآن الجمعية إمكانيتها محدودة، وكل ذلك يتم بأجور رمزية ولا توجد توظيفات رسمية في الجمعية إلى الوقت الراهن.
أين توجد أقسام الفلك المُتاحة في مصر؟
قسم العلوم الفلكية في كلية العلوم بجامعة القاهرة، وكلية العلوم بجامعة الأزهر، وقسم الطقس الفضائي في كلية العلوم بجامعة حلوان وهو متخصص في دراسة الظروف الموجودة خارج الغلاف الجوي في المناطق التي تقع بها الأقمار الصناعية لوضع ذلك في الحُسبان أثناء وضع الأقمار، إلى جانب قسم العلوم الفلكية بالجامعة الألمانية والأمريكية وجامعة زويل، ومرصد القطامية الفلكي، والذي يعد أكبر مرصد فلكي في الشرق الأوسط وشمال إفريقية، وهو تحت إشراف المركز القومي للأبحاث الفلكية والچيوفيزيقية.
ما هي فرص العمل المتاحة في مجال الفلك؟
العمل في مجال البحث العلمي في علوم الفلك هو مجال واسع التطبيق في مصر من خلال المركز القومي للبحوث الفلكية، الذي يتم فيه الرصد الفلكي عن طريق أجهزة التليسكوب التي تعمل بالضوء المرئي فقط، ولكن هناك أجهزة تليسكوب ترصد في مجالات أخرى مثل الأشعة تحت الحمراء، والراديو تليسكوب، والاستشعار عن بعد تحت مظلة هيئة الاستشعار عن بعد الموجودة بمصر.
إلى أي مدى تجد الاهتمام بالمجال الفلكي والفضائي؟
قسم الفلك من الأقسام المُهملة بشكل كبير وملحوظ في مصر، فخريجي أقسام الفلك في مصر لا يتجاوزون تقريبًا الألف طالب سنويًا، وذلك لمحدودية إمكانات البحث العلمي في مصر، وعلى الرغم من الأهمية الكبرى لهذا المجال، نجد أن كثيرًا من العاملين بالفلك والفضاء يسافرون إلى الخارج حيث فرص العمل والمناخ المناسب لهذا المجال، ومنهم الدكتور عصام حجي بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، والدكتور رامي المعمري بوكالة الفضاء السويسرية.
ما أسباب قلة الأعداد المتخصصة في المجال الفلكي؟
العلوم الفلكية من العلوم النسبية التي تتم بالصعوبة إلى حدً ما، وتعتمد بشكل رئيسي على الرياضيات والفزياء، ومن المحتمل بنسب كبيرة أن هناك عدد غير قليل لا يعرف شيئًا عن الدراسة بمثل هذا القسم، وهذا ما لمسناه حقًا أثناء الأنشطة التي كانت تقوم بها الجمعية للمساهمة في توعية الشباب المصري بالفلك.
كيف يتم تشجيع الطلاب للإقبال على دراسة هذا المجال؟
من المفترض أن الجامعات جزء من نشاطها مجتمعي توعوي، وهو ما يقوم به وكيل الكلية لشئون البيئة والتأثير في المجتمع المحيط، عن طريق المحاضرات العلمية و ورش العمل والرحلات التطبيقية العملية.
هل مصر بحاجة إلى كليات متخصصة في هذا المجال على غرار كلية العلوم والتكنولوچيا بجامعة بني سويف؟
لا يُمكننا تحديد اتخاذ هذا القرار، إلا بعد لمس نتائج واقعية أحدثتها الكلية، والتعرف على طبيعة المناهج التي يتم تدريسها للطلاب، والكودار العلمية وما لديهم من مهارات، وأهم من ذلك كله مجالات العمل للخرجيين نفسهم.
من وجهة نظرك كيف يتم النهوض بالمجال الفلكي في مصر؟
من خلال تنمية الجهود وتكثيفها بشكل أكبر في مجال البحث العلمي بشكل عام، وتخصيص جزء قيم من الميزانية من قبل الدولة للصرف على الأبحاث العلمية وإحتياجات المجال نفسه من إمكانيات مادية وبشرية.
هل مصر لديها الكوادر والإمكانات الكافية لإعداد مشروع فضائي كبير؟
نحن لدينا كودار متميزة، ومصر لا ينقصها الكوادر بل الإدارة لتشغيل الفلك وتفعيله والإنفاق عليه، ومعرفة أهميته، ومن الممكن الاستعانة بكوادر مصر الموجودة بالخارج والمتخصصة بشكل كبير في المجال، لتبادل ونقل الخبرات للخبراء المحليين في المشروعات الفضائية.
فيديو قد يعجبك: