"الأضخم منذ حرب أكتوبر".. لماذا تختلف "العملية الشاملة" عن "حق الشهيد"؟
القاهرة - مصراوي:
نفذت القوات المسلحة خلال السنوات الماضية، عدة عمليات للقضاء على العناصر الإرهابية في كل أنحاء الجمهورية، وأطلقت عملية "حق الشهيد" في سبتمبر 2015، واستمرت 3 سنوات متتالية، حتى الإعلان صباح اليوم عن إطلاق العملية الشاملة 2018 التي تعد الأكبر من نوعها بعد حرب 1973، ويشارك فيها كل أفرع القوات المسلحة والشرطة في وقت واحد، حسبما تحدث خبراء لمصراوي.
ويقول خبراء عسكريون، إن عملية "حق الشهيد" التي أطلقتها القوات المسلحة خلال الأعوام الماضية كانت بهدف محدد هو الثأر لشهداء الوطن، واستهدفت التنظيمات الإرهابية في سيناء، أما العملية الشاملة فهدفها القضاء على الإرهاب بجميع الأراضي المصرية من الداخل والخارج.
وقال اللواء ناجي شهود، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الفرق بين العمليات التي أطلقتها القيادة العامة للقوات المسلحة خلال السنوات الماضية "حق الشهيد" و"الـعملية الشاملة" التي تتم اليوم، أن الأولى عملية جزئية في مناطق محددة وأهداف واضحة، أما العملية الشاملة فليس لها نطاق محدد في تنفيذها سواء بالداخل أو على الحدود.
وأطلقت القوات المسلحة، في سبتمبر 2015، عمليتها الأولى وسميت بـ"حق الشهيد" في شمال سيناء، موضحة أن الهدف منها "القضاء على البؤر الإرهابية في شبه جزيرة سيناء بالكامل، وإحكام السيطرة الأمنية الكاملة على مدن رفح والشيخ زويد والعريش".
وأوضح "شهود"، في تصريح لمصراوي، اليوم، عدم وجود فروق جوهرية للعمليتين، وهما يكمل بعضهما بعضًا، موضحًا: "العملية الشاملة سيناء 2018" بمشاركة قوات الجيش والشرطة بكامل طاقتهما، بعد فترة إعداد وجمع معلومات ونشر قوات في المناطق المحددة لأهداف العملية.
ولفت الخبير إلى أن مناطق تنفيذ العملية الشاملة، تضمنت شمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل، وشتى أنحاء الجمهورية بغرض تشديد إجراءات التأمين على الأماكن الحيوية وقطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية.
وتابع: "القوات المسلحة والشرطة المدنية المكلفة بتنفيذ مهام الخطة تتحلى بأقصى درجات الحيطة والحذر للحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة لأهالينا من شعب سيناء البطل، إلى جانب تطبيق كل المعايير الأخلاقية والإنسانية لتجنب تعريض المدنيين لأضرار قد تنجم عن الحملات الأمنية ضد بؤر الإرهاب والتطرف".
وأوضح اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب، والخبير العسكري، أن إطلاق اسم "العملية الشاملة" يأتي لانتشارها الواسع بمناطق متعددة في وقت واحد.
وأضاف بخيت، في تصريح لمصراوي، أن القوات المسلحة لم تطلق عملية بهذا الحجم منذ حرب 1973، لافتًا إلى أن العملية ستستمر وقتًا طويلًا حتى تقتلع جذور الارهاب من منابعها بجميع محافظات مصر، والقوات المشاركة بالعملية الشاملة، لها مواصفات خاصة، وتستخدم في الحروب فقط.
من جانبه، أشار اللواء حسام سويلم، الخبير الأمني، إلى أن الفرق بين العمليتين اللتين أطلقتهما القوات المسلحة، ينحصر في الشمول بالحرب على الإرهاب بالداخل والخارج، موضحًا أن العملية الشاملة تعمل على عدة محاور داخلية وخارجية منها الهجومية والدفاعية لتحقيق هدف واحد، وهو تطهير أرض سيناء من العناصر الإرهابية.
وأضاف سويلم، أن العملية الشاملة تعني أن هناك تنسيقًا بين كل فروع وأسلحة القوات المسلحة، والشرطة المدنية، والمؤسسات المعنية، وفى مختلف محافظات الجمهورية، تنفيذًا لقرار رئيس الجمهورية، بمهلة الثلاثة أشهر لتطهير سيناء والاتجاهات الاستراتيجية.
وقال اللواء طيار حسن فريد، الخبير في الأمن القومي، إن العمليات العسكرية بمختلف أنحاء الجمهورية، تهدف إلى حماية الحدود المصرية على كل الاتجاهات الاستراتيجية.
وأضاف فريد، في تصريح لمصراوي، أن العملية الشاملة لن تنتهي إلا بالإعلان عن القضاء على جميع العناصر الإرهابية في كل محافظات مصر، مشيرًا إلى أن عملية حق الشهيد كانت مقتصرة على سيناء فقط، أما العملية التي أطلقت صباح اليوم فهي الأولى في الدلتا وغرب النيل.
يذكر أن المتحدث العسكري، العقيد تامر الرفاعي، أعلن اليوم الجمعة، تنفيذ القوات المسلحة عملية شاملة بمختلف الاتجاهات الاستراتيجية للقضاء على العناصر الارهابية؛ تنفيذًا لتكليف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبدالفتاح السيسي، للقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية.
وقال المتحدث العسكري، في البيان رقم واحد للعملية الشاملة للقضاء على الإرهاب 2018: إن العملية تهدف لتطهير المناطق التي يتواجد بها عناصر إرهابية؛ لاقتلاع الإرهاب وجذوره.
فيديو قد يعجبك: