رئيس المرشدين: زيادة الأسعار "طفَشت" العرب.. وعودة السياحة بالكامل الموسم المقبل (حوار)
حوار- يوسف عفيفي:
تصوير- محمود أبوديبة
كشف محمد غريب، رئيس الاتحاد العربي للمرشدين السياحيين العرب، أن هناك تكتلات من الأعداء في الداخل والخارج تحاول إيقاف السياحة وإثارة البلبلة لمنع الأجانب من الدخول لمصر، مشيرًا إلى أن المشهد السياحي بدأ في التعافي وتوافد الأعداد من جديد.
وقال "غريب"، في حوار خاص لمصراوي، أن هناك أسواقًا بديلة استطاعت مصر فتحها مثل الأسواق الصينية واليابانية وأمريكا الجنوبية والهند وجنوب شرق آسيا.. وإلى نص الحوار..
ما وضع السياحة العربية في مصر حاليًا؟
نصيب مصر من السياحة العربية ضعيف جدًا بالمقارنة بالأسواق الأخرى، حيث كانت تبلغ في الماضي 3% ثم زادت لـ5%، والحديث عن وصولها لـ18% غير صحيح، ولم تصل لهذا الرقم إطلاقًا.
والسياحة العربية بها أكثر من 25 مليون سائح عربي، معظمهم يذهبون إلى أوروبا وتركيا، وهذا الملف على رأس أولويات الاتحاد العربي للمرشدين السياحيين، لرفع معدلات السياحة العربية البينية بين الدول العربية.
نصيب مصر من السياحة العربية ضعيف.. ومعظمهم يذهبون إلى أوروبا وتركيا
واستطاع الاتحاد أن يصنع في هذا الملف، عملًا جيدًا بالتعاون مع الجامعة العربية والمنظمات السياحية العربية المماثلة ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ورفع معدلات السياحة العربية إلى مصر، وأتوقع ارتفاع نسبتها من 10 إلى 15% خلال الموسم المقبل، خاصة من دول السعودية والإمارات والبحرين.
كم يبلغ عدد السياح العرب في مصر؟
السعودية والإمارات على رأس الدول العربية الأكثر إقبالًا على مصر، وفي نفس التوقيت، تبلغ نسبة العرب في مصر من 3 إلى 5%، وهي معدلات طبيعية.
ولو استطاعت مصر استقطاب 10 ملايين سائح من الـ25 مليون سائح عربي لحققنا 50% إلى 60% من السياحة العربية إلى مصر، خاصة أن السائح العربي يعادل خمسة أضعاف السائح الأوروبي في عملية الإنفاق، إضافة إلى أنه يصطحب معه العائلة ويستمر لمدة طويلة ويحجز عدد غرف كثيرة.
السعودية والإمارات على رأس الدول العربية الأكثر إقبالا لمصر
والسياحة العربية يعتبر سوقًا واعدًا وآمنًا لمصر، ولا يحتاج إلى تغيير الصورة الذهنية مثلما يحدث في دول أوربا، فهم يحبون حسن الاستقبال والفخامة والتسهيلات وتحقيق مطالبهم، لتصبح مصر قبلة أولى لهم، خاصة السعودية والإمارات والبحرين، والسوق الكويتي بدأ في التعافي إلى مصر.
كيف رأيت قرار إيقاف السياحة الروسية لمصر؟
إيقاف السياحة الروسية عن مصر، جاء إرضاءً لتركيا على أساس وجود مصالح بين البلدين، وجرى استغلال حادث سقوط الطائرة لإيقافها عن مصر، وهناك تكتلات من الأعداء في الداخل والخارج تحاول إيقاف السياحة وإثارة البلبلة لمنع الأجانب من الدخول لمصر.
والآن، الوضع تحسن بشكل ملحوظ وبدأت معدلات السياحة تعود تدريجيًا من الأسواق الأخرى، وستأتي بكامل طاقتها خلال الموسم المقبل.
هل هناك أسواق بديلة تأتي لمصر حاليًا؟
بالتأكيد، هناك أسواق بديلة استطاعت مصر فتحها مثل الأسواق الصينية واليابانية وأمريكا الجنوبية والهند وجنوب شرق آسيا.
ماذا عن استراتيجية الاتحاد العربي للمرشدين السياحيين العرب؟
الاتحاد العربي أنشئ من جامعة الدول العربية عام 2002، وفكرة طرحه كانت في مؤتمر تداعيات اتفاقية "الجاتس" على المرشدين والسياحة العربية، ونادينا بالمخاطر والتحديات التي تواجه المرشدين العرب، والمطالبة بإنشاء اتحاد، وخرجت التوصيات بالفعل بإنشائه، واتجهنا من الجامعة العربية إلى مجلس الوحدة لاجتماع تأسيسي بداية من عمان ثم القاهرة، وكان يضم في البداية 3 دول، وبعدها ضم 6 دول مؤسسين، أما الآن أصبحوا 14 دولة عربية.
ما هي أنشطة الاتحاد؟
شهد الاتحاد في الآونة الأخيرة عدة نشاطات منها، عمل دروة تدريبية في السياحة البيئية، بالتعاون مع وزارتي السياحة والبيئة، وتدريب المرشدين السياحيين على كيفية العمل، وإنشاء موقع كبير للمرشدين السياحيين، بهدف إرسال كافة الرسائل عبر البريد الإلكتروني لكل المرشدين في العالم بالصور والأماكن بكل لغات العالم، بما يعني أن هناك 31 لغة تسوق لمصر في وقت واحد.
اليوم، أصبح عدد المرشدين، مليون و922 ألف مرشدًا على مستوى العالم للحديث "أونلاين" عن السياحة البيئية، ومن المقرر وضع برامج عنها والبدء فيها.
وطبقًا لمنظمة السياحة العالمية، يبلغ عدد السياح الذين يجوبون العالم أكثر من مليار سائح، وتستحوذ السياحة البيئية على 300 مليون سائح، وللأسف نصيب مصر منها صفر%، مما استوجب علينا الاستعانة بخبرات الأشقاء العرب في الأردن، نتيجة وجود البحر الميت عندهم للعمل على تنشيط السياحة البيئية بمصر.
ماذا عن الدورات التدريبية للمرشدين السياحيين؟
في الماضي، كانت الدورات التدريبية ضئيلة، ومن خلال الاتحاد قمنا بعمل دورات تدريبية عام 2003، ومحاضرات دينية وسياسية لغرس الانتماء السياسي الأصيل داخل نفوس المرشدين، حتى أصبح المرشد مؤهلًا لإظهار الوجه الحقيقي والحضاري لمصر بالدليل والإقناع، والرد على المغالطات القائمة وتغييرها للسائح، وتعقد الدورة التدريبية أسبوعيًا بمقدار يومين أو أربعة أيام في الأسبوع بمقر الاتحاد بالجيزة بمعدل 80 مرشدًا سياحيًا.
ويجري حاليًا، عمل دورات تدريبية لتعليم تقوية المرشدين السياحيين، ومنحهم محاضرات على كيفية الانتماء للبلد، كما يجري أيضًا عمل دورات تدريبية في لغة الإشارة "الصم والبكم"، وتأهيل المرشدين السياحيين لها، على أن تعقد الدورة المقبلة عقب شهر رمضان المقبل مباشرة.
فضلًا عن ذلك، أقام الاتحاد بالتعاون مع مجلس الوحدة والجامعة العربية، عددًا من الدورات المختلفة خلال الفترة الماضية، والدول العربية كلها تعمل على تبادل الخبرات بين الجميع، ومن المقرر أن يتوجه نهاية الشهر الجاري، المرشدين المصريين إلى الأردن في رحلة تستمر 7 أيام لتبادل الخبرات.
كم يبلغ عدد المرشدين السياحيين العرب؟
يبلغ عددهم 42 ألف مرشد سياحي مسجلين فعليًا، ويتحدثون 31 لغة مختلفة، بمعدل 27 ألف مرشد للغات "الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والصينية واليابانية"، وأقل عدد اللغات للمرشدين السياحيين، دول جنوب شرق آسيا والإسكندنافية، مع العلم أن مصر أولى وأكبر الدول استحواذًا على عضوية المرشدين السياحيين العرب، بينما تسجيل موريتانيا وجزر القمر أقل الدول عضوا في المرشدين.
السياحة تعود بكامل طاقتها في الموسم المقبل.. توحيد الأسعار للسائح يخدم القطاع
كيف نعمل على رفع معدلات السياحة العربية؟
يجب وضع تسهيلات وتخفيضات على الرحلات، ووجود عوامل جذب مساعدة مثل المولات والملاهي وسياحة التسوق، وذكر لفظ الفخامة لهم، وإنشاء أماكن تشويقية وترفيهية، مع ضرورة توحيد الأسعار للسياح العرب والأجانب، وعدم زيادتها على السائح العربي دون الأجنبي، لأن ذلك يحدث نوعًا من "التطفيش لهم".
نستهدف 15% من السياحة العربية في الموسم المقبل
كما يجب على الشركات السياحية تقديم برامج تخدم السائح، وتجهيز الإقامات والابتعاد عن الاستغلال، مع التأكيد أن توحيد الأسعار للسائح يخدم السياحة المصرية، مع وجوب تغيير السلوكيات مع السياح لجذب الحركة الوافدة.
فيديو قد يعجبك: