لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الروائية نهاد صبيح: المرأة عامل مؤثر في تثبيت أركان الدولة - حوار

04:25 م الخميس 19 أبريل 2018

الروائية نهاد صبيح

أجرى الحوار- محمد عمارة:

تصوير- محمود أبوديبة:

رصدت في "نزيف السحاب"، أوضاع مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، وما جرى في هذا المجتمع من تغيرات هائلة وسريعة للغاية، ولكن كل شيء تغير للأفضل في العامين الماضيين، وأن الشعب بالتعاون مع الرئيس عبدالفتاح السيسي سيحيا تنمية حقيقية.

الكاتبة والروائية نهاد صبيح، قالت إن دور المرأة المصرية تغير كثيرًا، وأصبحت أكثر وعيًا بقضايا الوطن، وصارت تمثل رأس الحربة في مواجهة التحديات، مضيفة في حوارها لـ"مصراوي"، أن المرأة لديها مشكلات عديدة، ولكنها تختلف من فئة لأخرى، فهناك التي تعول أسرتها، بسبب موت زوجها أو أنها تعيش مع "أشباه الرجال"، مؤكدة أن أم الشهيد حباها الله مكانة عظيمة، وأنها حينما تحدثت مع بعض أمهات الشهداء وجدت أن كل الكلمات لن تكفي لوصفهن.

وإلى نص الحوار..

ما رؤيتك للانتخابات الرئاسية الماضية؟

ما تحقق في الانتخابات الرئاسية كان إنجازًا بحق، ودعني أهنئ الشعب قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، وما تحقق في هذه العملية الديمقراطية، من إنجاز يكمن في المشاركة ونزول المواطنين بكثافة كبيرة، وتصدرت المرأة المصرية المشهد التي كان للرئيس رؤية بعيدة في دعمها، وكان لها دور سياسي مجتمعي واعٍ، والمرأة المصرية إنسانة ذات قرار، واتضح ذلك من خلال مظاهر مشاركتها بشكل واعٍ.

هل تعنين أن وعي المرأة ارتفع الفترة الأخيرة؟

بالفعل، فالدولة مرت بظروف صعبة خلال السنوات الماضية، انعكست على زيادة وعي وفكر الشعب المصري ككل، وأتمنى أن يزداد هذا الأمر في الأعوام المقبلة.

وكيف تفسرين رهان الرئيس السيسي على المرأة؟

الرئيس يراهن على شيء رابح، فوعي المرأة نشأ من مدى إحساسها بالمسئولية ونظرتها الثاقبة للأمور، ونرى مدى قدرتها على الإحساس بتصرفات أبنائها، وانتباهها لأي خطر محيط بهم، ورؤيتها ستفيد المجتمع في اجتياز المرحلة الصعبة الحالية، بوعيها وخبراتها في الحياة، ويعظم دورها الفترة المقبلة بدعم الرئيس السيسي.

كيف استطعتِ عكس مشكلات المرأة المصرية في "نزيف السحاب"؟

الموضوع لم يكن تصميمًا أو توجيهًا في الكتابة، ما فعلته هو الكتابة عن الحالة المصرية الأصيلة بالرؤية الحالية، فالعمل نتج بشكل فطري طبيعي، وواقعيته نتجت بسبب حبي للحديث عن مشكلات المجتمع كله دون وجود مخطط معين.

ما المشكلات التي تعاني منها المرأة وانعكست في كتاباتك؟

ليست كل الفئات تعاني نفس المشكلات، هناك بعض المشكلات للمرأة الـ"مطحونة"؛ لأنها تعول الأسرة وتنفق عليها، ويوجد بعض أشباه الرجال الذين يعتمدون على زوجاتهم بشكل كلي وجزئي في الإنفاق على الأسرة، وهي مشكلة أحببت أن أتطرق لها بشخصية بسيطة وهي عاملة البوفيه، وأريد الحديث عن إحساس هذه السيدة وهي تعاني من استغلال زوجها لها وعدم قدرتها على الإنفاق على الأسرة، لكن في النهاية المرأة المصرية "حمولة جدا"، ومحبة لأولادها، ولزوجها، والأعمال الأدبية تحاول إلقاء الضوء على الأشياء المميزة.

الروائية نهاد صبيح

وما هي المشكلات الأخرى؟

توجد مشكلة في بعض السيدات لديهن هاجس أو خوف على قضية مجتمعية كبيرة، مثل الدكتورة وفاء، التي تحدثت عن إحساسها بوجود طمس للهوية نتيجة استخدام اللغة بشكل غير راقٍ من أولادها، وهناك بعض السيدات تعيشن بلا هدف اجتماعي وترى أنها نموذج للجمال فقط، وأن ذلك هو دور الأنثى في الحياة، وهذه بعض الأمور التي تطرقت إليها في القصة.

هل تعتقدين أن المرأة عامل مؤثر في تثبيت أركان الدولة والهوية المصرية؟

بالطبع، لا يمكن القول بأن المرأة منفصلة عن الرجل، فالاثنان شيء واحد، "إيد لوحدها مبتصقفش"، ودور الرجل جيد أيضا، وكلما كان الرجل داعما للمرأة، تكون هي الأخرى داعمة له، ومن خلال ذلك نستطيع التقدم إلى الأمام، المرأة وحدها لن تستطيع فعل شيء، ولابد من التكامل بين المرأة والرجل لكي تحدث التنمية، ودور المرأة السياسي مميز، إلى جانب دورها المجتمعي من خلال المشاركة والتوعية، وأرى أن هذا الدور سيستمر خلال الفترة المقبلة.

هل تتفقين في أن التحول الاجتماعي بمصر فاق التحول السياسي بعد 25 يناير؟

أكيد حدث تحول، لكن هذا الأمر في طرقه للاعتدال، تحديدًا منذ عامين، والوضع تغير، والثورات دائما تلحقها توابع يمكن ألا تتناسب مع طبيعة المجتمع، وثورة التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي أحدثت هزة كبيرة في المجتمع المصري، بالتوازي مع ثورة 25 يناير واستغلال الشباب للسوشيال ميديا في إثارة أو تهدئة البعض، والأصل في المشكلة استخدام الإنترنت، الذي جلب إلينا مشكلات غريبة عن المجتمع المصري، وإحساس الشباب بكامل الحرية في كتابة ما يريدون والتعبير عن وجهات نظرهم، وكان هذا أكثر شيء أحدث تغييرًا في المجتمع.

وماذا حدث بعد ذلك؟

بعد انتباه الآباء لمخاطر هذه المواقع، أصبح الأمر يسير نحو الاعتدال، خاصة بعد زيادة مخاطر الإرهاب، فبدأ الوعي من خلال تحري مصادر المعلومات للبعد عن الزيف والأوهام.

ما أكثر شخصية تأثرتِ بها؟

القبطان فريد المصري، الذي كان في صراع دائم ما بين قناعاته واجبه تجاه المجتمع، وهذه أقرب شخصية لي من حيث إحساسها بالصراع باستمرار، وكذلك زوجته التي استطاعت تفهم تصرفات زوجها والتي تنبع من إحساسه بالمسئولية والواجب الإنساني، وكذلك شخيصة الدكتورة وفاء والمشكلة الكبيرة التي وقعت فيها، وأنها تقبلت المشكلة وبدأت في التعامل معها بشكل إنساني وعقلاني، واتجهت لله ورأت أنه قادر على أن يحل مشكلتها.

ما الذي أردتِ إبرازه أكثر في نزيف السحاب بشخصية فريد المصري؟

أردت التلميح إلى أن الصعوبات أحيانا، تخلق في الإنسان البطولة، والولد حينما ذهب وشاهد تضحيات زملائه من أجل مصر، عدل من اتجاهه وتفكيره، بعد أن كان مستهترا ولا يرى سوى نفسه، لكن حينما وُضِع على المحك استخلص أن الحياة ليست في سعادته، ولكنها في إسعاد من حوله وأن يجعلهم يعيشون في أمان.

الروائية نهاد صبيح: إحساس أمهات الشهداء بالوطن فوق كل وصف

ماذا تقولين للرئيس عن جندي يحارب في سيناء، وأم شهيد؟

أم الشهيد كرمها الله، واختارها لتكون في هذه المكانة، نحن لا ندعو على أنفسنا، ولكن هذه المكانة لا يبلغها سوى أناس مميزين، وآخر ندوة شهدتها لأمهات الشهداء جعلوني أعجز عن الحديث عنهم أو معهم، لأنهم أكبر بكثير من أي كلمات، وإحساسهم بالوطن كان فوق كل تصرف أو حديث.

وماذا عن الجنود؟

بالنسبة للجنود الذين يسافرون، هناك أمثلة كثير لهؤلاء الرجال، مثل دفعة من المجندين كان من المقرر أن يخرجوا قبل العملية العسكرية سيناء 2018 لكنهم رفضوا الخروج إلا بعد استكمال العملية، وهذا كان مطلبا جماعيا، وشيئا يدعو للفخر.

الروائية نهاد صبيح

وما رأيك في اهتمام الرئيس بالشباب؟

أرى أن الرئيس يعتني بالشباب، وأي مجند حينما يتقدم بأوراق تجنيده للكشف عليه، وتحديدا المصابين بفيروس سي، ويجدونه مصابا بهذا المرض يعالجونه من المرض ثم يعفونه من التجنيد، وهذا أمر جميل ومستحدث، ومن الجميل الاهتمام بصحة المجند، ولديَّ ثقة في أننا سنعيش فترة تنمية بتعاوننا مع الرئيس.

من هو أفضل كاتب روائي حرصتِ على متابعته؟

تأثرت بعدد من الكتاب قديما، منهم توفيق الحكيم وعباس العقاد، وقرأت كل أعمال توفيق الحكيم، وفي الكتابات الحديثة أحيانا يعجبني بعض المقالات من البعض وأحيانا أرى أنهم منفصلون عن الواقع.

لماذا تبتعد مصر نوعا ما عن الجوائز في مجال الأدب؟

لو عدنا للماضي إلى جذور هذا الموضوع، نرى أن نجيب محفوظ حينما أخذ نوبل كان غارقا في المحلية، كان مصريا أصيلا ويتحدث عن الشعب المصري ومشكلاته من خلال رواياته وقصصه وأعماله الأدبية، ربما نكون ابتعدنا عن إحساسنا بالهوية والافتخار بها، ويوجد بعض الكتاب نتيجة لحرصهم الشديد على عرض رؤيتهم أو تطوير المجتمع يعتمدون على النقد اللاذع، ورؤيته تكون منحازة لفكره الشخصي الذي يراه الأصح.

هل يمكن اعتبار الدولة مسئولة عن هذا الوضع؟

المشكلة ليست في الدولة، تطوير الإنسان لذاته وفهمه لتصرفاته ووجود مرجعية سواء دينية أو أدبية مجتمعية، يجعل الإنسان ينتج أعمالا جيدة، وهناك بعض الناس منتظمة في الصلاة، لكن أداؤه في العمل لا يرتقي إلى مستوى عبادته، إذا كان لدينا من القناعة والفعل أن الدين المعاملة سيكون لدينا أخلاقيات عظيمة، والرسول قال إنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق، ويجب الدعوة لإعادة الأخلاقيات الجميلة، وتصوير هذا الأمر عبر الروايات والأعمال الأدبية، والأهم أن يتفاعل الناس من أجل تحقيق التنمية ما بعد القراءة.

ما هو العمل المقبل لك، وما تفاصيله؟

العمل المقبل تحت اسم "مد وجزر" وهو فكرة جاءتني للحديث بشكل أكثر دقة عن تطور النفس، وكيف يمكن تنمية المتلقي لكي يستطيع حل المشكلات المجتمعية أو على الأقل يعرف ما المشكلات التي يواجهها، لأن معرفة المشكلة يمثل 75% من حلها، وهذا العمل سيصدر عقب شهر رمضان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان