رحلة العائلة المقدسة لمصر.. مصير غامض والسياحة "غير مستعدة"
كتب ـ يوسف عفيفي:
وسط أجواء احتفالية محلية وعالمية، بارك البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، أيقونة رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بحضور وزير السياحة السابق، يحيى راشد، على رأس وفد مصري رسمي رفيع المستوى، والذى ثمن وقتها الفكرة وتم إرداجها على خريطة السياحة المصرية وذلك في الرابع من شهر أكتوبر عام 2017 الماضي.
ما يقرب من 6 أشهر، مرت على الفكرة ولازال والغموض يهدد رحلة العائلة المقدسة لمصر، وفقًا لتصريحات خبراء السياحة ومصدر مسؤول بملف الرحلة لـ"مصراوي".
تجهيز 5 أماكن من 64 مزارا أثريا
وكشف هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق، عن إن وزارة السياحة بدأت تجهيز 5 أماكن لمسار رحلة العائلة المقدسة فقط من أصل 64 مزارًا أثريًا في يناير الماضي، منهم 3 في وادي النطرون، وهم "دير الأنبا بشوي، ودير السريان، ودير الباراموس"، وهي من الأماكن المهمة التي مرت بها العائلة المقدسة في رحلة القدوم إلى مصر، ثم مسارين في مصر القديمة والمعادي.
وكان من المقرر، أن تستقبل مصر أولى رحلات العائلة المقدسة في شهر إبريل الجاري أو على حد أقصى مايو المقبل، لكن حتى الأن لم يتم الإعلان عن تفاصيل الرحلات
لم يتم تطوير أي نقطة في المسار منذ موافقة بابا الفاتيكان.. والتأخر يهدد البرامج بالفشل
وكشف مصدر مسؤول بملف رحلة العائلة المقدسة، أن إدراج مؤسسة "أوبرا رومانا " المسؤولة عن ملف الحج بالفاتيكان، مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، في الكتالوج الخاص بحج الفاتيكان عام 2018، والذي شمل برنامجين لمصر أحدهما يشمل الأماكن التي مرت بها العذراء مريم والسيد المسيح بمصر، والآخر زيارة المناطق الأثرية التاريخية من أسوان للقاهرة، وتصل مدة الرحلة 8 أيام، ما زال قيد التجهيزات؛ مشيرًا إلى أن تأخر العمل يهدد البرامج بالفشل.
وكشف عن عدم تطوير أي نقطة في المسار منذ موافقة بابا الفاتيكان عليه في أكتوبر الماضي.
وأضاف المصدر، أن أول رحلة حج للمسار كانت من المفترض أن تأتي من إيطاليا في شهر يوليو المقبل، مشيرًا إلى أن أعمال تطوير البنية التحتية للنقاط الخمس المدرجة ضمن المسار، لم تنتهِ حتى الآن، رغم توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة الانتهاء منها، ولم يتم رفع كفاءة المواقع حتى تكون مستعدة لاستقبال السائحين.
وقال محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحي بالأقصر، إنه كان يجب مراجعة الأماكن التي تقف فيها رحلة العائلة المقدسة، لكن في الحقيقة مصر خسرت هدية السماء، متسائلًا: "هل وزارة السياحة فقدت الحماس لتنفيذ هذه الرحلة؟.. ولماذا توقف استعداد وزارة السياحة للإعداد لرحلات العائلة المقدسة؟".
ويرى عثمان في تصريحات لمصراوي، أن قرار صندوق السياحة بتأجيل اعتماد المبالغ المخصصة لتطوير مسار الرحلة أثار أزمة داخل مجلس إدارة الصندوق، مشيرًا إلى أن عدم ظهور الرؤية حول الرحلة يؤثر سلبًا على قطاع السياحة ككل، قائلا : "مصر بلد الفرص الضائعة".
وفي شهر مارس الماضي، قرر مجلس إدارة صندوق السياحة، إعادة دراسة ما تم اعتماده من مبالغ لرفع كفاءة مواقع مسار العائلة المقدسة والبالغ قدرها 250 مليون جنيه، بخلاف تمويلات أخرى، لتطوير 5 نقاط ضمن المرحلة الأولى.
ويشكل مجلس إدارة الصندوق من وزيرة السياحة، ورئيس هيئة تنشيط السياحة، ورئيس اتحاد الغرف السياحية، ورؤساء مجالس إدارات البنوك الوطنية المصرية.
تأجيل رحلة العائلة المقدسة "مصلحة للقطاع"
من جانبه، قال أحمد إدريس، عضو لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، لمصراوي، إن تأجيل رحلة العائلة المقدسة "مصلحة للقطاع"، وله فائدة أفضل من القيام بها حاليًا، مشيرًا إلى أن المحافظات التي ستزورها العائلة غير مؤهلة، ومن الممكن أن يكون التأجيل من الأسباب التي تؤدي إلى نجاح الرحلة.
جهود الوزارة بشأن رحلة العائلة المقدسة غير كافية
من جانبه شدد باسم حلقة، نقيب السياحيين، على أن جهود وزارة السياحة بشأن رحلة العائلة المقدسة، غير كافية، ويجب أن تكون أكثر جدية، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تصبح مصر وجهة سياحية مهمة ورئيسية للحج المسيحي، وذلك بعمل برامج مشتركة مع دير لحم بفلسطين.
وتوقع حلقة، أن يكون قرار "صندوق السياحة" بتأجيل اعتماد المبالغ المخصصة لتطوير مسار الرحلة، إدارية وليس فنية، منوهًا إلى أن عملية التأجيل ستكون مفيدة؛ معللًا ذلك بأن استقبال الرحلات بجاهزية أفضل من عدم الجاهزية لتلبية رغبات وفود الرحلة.
يشار إلى أن رحلة العائلة المقدسة التي هربت خلالها من أورشليم بفلسطين إلى مصر في رحلة طويلة عبروا خلالها الصحراء، بدأت من الصحراء الواقعة بين مدينتي العريش وبورسعيد، ومنها إلى سمنود مرورًا بوادي النطرون ثم المطرية بالقاهرة وعين شمس، ومنطقة مصر القديمة، وبعد أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة بـ"بابليون" بمصر القديمة، انتقلت إلى محطة جديدة حتى وصلت العائلة للمعادي، الموجودة فيها كنيسة العذراء حتى الآن، والتي تشتهر بمنطقة "العدوية" التي عبرت منها العائلة المقدسة النيل إلى الصعيد، خاصة في المنيا بعد أن ذهبت إلى منطقة البهنسا وتركت بئرًا أثريًا هناك وشجرة استظلت تحتها، وبعدها توجهت لدير جبل الطير الشهير.
واستمرت رحلة العائلة المقدسة، حتى وصلت إلى دير المحرق بأسيوط، وقضت السيدة مريم هناك 6 أشهر و10 أيام، وتعد هذه أهم المحطات التي استقرت بها العائلة المقدسة.
فيديو قد يعجبك: