إعلان

التليفزيون الأمريكي يخسر 2 مليون مشترك في عام واحد.. هل مصر على الطريق نفسه؟

02:30 م السبت 21 أبريل 2018

كتب- محمد عمارة:

في فبراير الماضي، نشرت فيلمتايك Filmtake، وهي شركة خدمات بحثية إعلامية مقرها الولايات المتحدة، تقريرًا يفيد بانخفاض عوائد الإعلانات للشبكات التليفزيونية الأربع الكبرى في 2017 بنسبة 8% لأول مرة منذ عشر سنوات، وسبقه تقرير آخر يفيد بخسارة خدمات التلفزيون الكابلي 2 مليون مشترك أمريكي في 2017، مع توقع خسارتهم مليونًا آخرين في الربع الأول من 2018. التقريران أكدا أن الإعلانات فرّت وراء المشتركين إلى الفضاء الإلكتروني.

هذا الانخفاض المستمر يمثّل ضربة قوية للشبكات التليفزيونية التي تعتمد في تمويل وإنتاج برامجها على الرعاية وعوائد الإعلانات، وبالتالي، فإن قدرة خدمات التليفزيون الكابلي على تقديم وجبة متنوعة من البرامج تقل مع قلة مشتركيه وبالتالي قلة عوائده. ومع توفير جوجل وفيسبوك خدمات أكبر للمعلنين كالقدرة على تحديد الجمهور المستهدف بدقّة في ظل قلّة تكاليف الإعلان الإلكتروني مقارنة بالتليفزيوني، فإن عوائد الشركات تستمر في الإنخفاض.

يقول محمد جودة، نائب مدير عام شركة ميديا لاين، الوكيل الإعلاني والمالكة لشبكة تليفزيون النهار، إن الأبحاث الأخيرة تشير إلى انخفاض مدة مشاهدة التليفزيون في مصر، حتى وصلت إلى ساعتين أو 3 ساعات تقريبا يوميا لكل فرد، مع تزايد مدد الجلوس أمام منصات السوشيال ميديا وخاصة الفيسبوك، بما يتراوح بـ8 ساعات و9 دقائق.

يضيف جودة لمصراوي: "لا يمكن القول أن التليفزيون لا يشاهده الملايين، لكن هناك تراجع بالتأكيد في مدد مشاهدته لصالح الإعلام الرقمي، ونتمنى أن تبدأ كل القنوات في إنتاج محتوى خاص وملائم لجمهور الإعلام الرقمي، فهل يمكن أن تكون مصر على طريق أمريكا".

السباق بين نتفليكس والاستديوهات الكبرى في الولايات المتحدة انتهى العام الماضي بما وصفته "فارايتي" بظهور بودار هيمنة خدمات وستديوهات أمازون ونتفليكس على صناعة المحتوى الترفيهي.

وتراجعت إيرادات الأفلام السينمائية في موسم الصيف بهوليود الذي وصفته "فاراياتي" بـ"الأسوأ منذ عقود"، وما تبعه لفقدان "السوق" الثقة في مجال توزيع الأفلام التقليدي، في مقابل ازدهار المشاهدة عبر نتفليكس والخدمات المماثلة.

لكن نسبة المواطنين الشرق أوسطيين الذين يمتلكون تلفازًا ويدفعون من أجل خدمات مشاهدة المحتوى عامة، بحسبArab new، لايتجاوز 10%.

وأُطلقت "نتفليكس" Netflix، مع بداية مارس الماضي، أول برنامج عربي من إنتاجها، كبداية لبث محتوى عربي خاص عبر الشبكة، بعد عامين من إتاحة خدماتها للمشتركين في الشرق الأوسط.

"لايف من بيروت" الذي يقدمه عادل كرم، الممثل والمذيع اللبناني، مجرد بداية. فبالتزامن مع إطلاق الفيديو الدعائي الخاص بالبرنامج، أعلنت الشبكة عن نيتها إنتاج أول مسلسل باللغة العربية مكون من ست حلقات بعنوان "جن"، وتجري أحداثه في مدينة البتراء، ويبدأ تصويره نهاية العام الجاي، لينضم إلى مكتبة الشبكة العام المقبل، 2019.

عندما بدأت نتفليكس تقديم خدماتها في الشرق الاوسط، خلت مكتبتها من المحتوى العربي إلا من بعض الأفلام التي استحوذت عليها كالفيلم الإماراتي Rattle the cage أو "زنزانة"، والسعودي "بركة يقابل بركة" الذي شارك في عدة مهرجانات دولية في 2017.

وفي تقرير يعود تاريخه للشهر قبل الماضي نشرته مجلة ثينك ماركتينج Think marketing المختصة بالتسويق، كشفت المجلة عن اتفاق وقعته نتفليكس وشبكة OSN، يتضمن تطوير الشركتان جهازًا لمشتركي OSN يمكنهم من مشاهدة محتويات مكتبة نتفليكس، بعد خسارة الشبكة 10.5% من مشتركيها بمجرد دخول نتفليكس للشرق الأوسط حيث وصل عدد مشتركيها 137 ألف مشترك في نهاية عامها الأول في الشرق الأوسط، 2016.

هذا الانخفاض يشبه ما حدث في الولايات المتحدة مع ظهور نتفليكس، حيث عانت الشبكات التلفزيونية الكبرى ومقدمي خدمات تلفزيون الكابل من انخفاض حاد في المشاهدين والمشتركين مع ظهور خدمات نتفليكس.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان