لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

غرائبية إبراهيم نصر الله تقوده للبوكر (بروفايل)

09:17 ص الأربعاء 25 أبريل 2018

الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله

كتب - محمد عاطف

"كلما ابتعدنا عن الواقع بغرائبية الروائي، كلما اقتربنا إليه بكل ما فيه من عبثية"؛ هكذا علق ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، على فوز رواية "حرب الكلب الثانية"، بالجائزة، مضيفًا: "من هذا المنطلق ترسم لنا الرواية عالمًا انهارت فيه الضوابط، وانحسرت فيه منظومة القيم التي يُحتكم إليها في الفصل بين المعقول واللامعقول. يحيك إبراهيم نصرالله خيوط روايته هذه بلغة تحاكي الموضوع بكل غرائبيته، وبنفَس يلتقط المضحك المبكي، وكأنه بهذا يعبر عن عمق المأساة التي نواكبها من داخل الرواية إلى خارجها وبالعكس؛ فهنيئًا له وللرواية العربية على هذا الإنجاز".

نجح "نصر الله" في أن ينقل القارئ في رواياته، ومن خلال استخدامه لتقنيات السرد المتصل المنفصل إلى تفاصيل الرواية، كما جاءت الفصول القصيرة المعنونة بعناوين فرعية دافعة للقارئ لكي يتابع التعرف على أحداث الرواية، أضف إلى ذلك اعتماده في الرواية على الحوار المطول بين أبطال الرواية، والذي كان حوارا فاضحا لنفسيات أصحابه إلى حد بعيد مما أضاف حيوّة للرواية وجعل القارئ شغوفا بمتابعتها والتعرف على ما تخبئه كل شخصية من أسرار.

تتناول الرواية في إطار خيالي فانتازي، قصة رجل باع كلبه لرجل آخر بعد أن اتفقا على مبلغ دفع الشاري نصفه، وأبقى النصف الآخر لنهاية الشهر، ولكن المشتري لم يدفع النصف المتبقي في موعده، فذهب صاحب الكلب وطالبه بالأموال، فوعده أن يدفع نهاية الشهر التالي، لكن ما أغاظ البائع كثيرا أن كلبه نبح بشدة عليه، وكان على وشك أن يهاجمه، فرأى في ذلك انحيازا فجا ليس من صفات الكلاب في شئ، وبسبب هذا الكلب اندلعت حربين متتاليين بين الطرفين، وهو ما يعكس حالة العبث التي يحياها العالم كله في إطار غرائبي.

يمزج نصر الله في "حرب الكلب الثانية"، الصادرة عن الدار العربية للعلوم ـ ناشرون ببيروت، بين "الخيال العلمي"، والرؤى الاستشرافية للمستقبل بالاتكاء على ما يحدث في واقعنا الحالي، خاصة ما يتعلق من حالة البطش التي ترافق الحروب بطريقة منفرة، لرسم خريطة عالم قادم يسيطر عليه توحش الإنسان، سواء في مواجهة الأغيار أو الأضداد، أو حتى من يشبهونه شكلاً، وربما مضموناً.

وخلال كلمته أثناء تسلم الجائزة قال نصر الله: إننا نكتب لنهز العالم، لا لنمثل فئرانه، فعالمنا اليوم ليس قطا أليفا"، مضيفا: لا شىء يأتى من فراغ مثل حرب الكلب الثانية، بل من معاناة كبرى عشناها، فى زمن احتلات لا حصر لها، احتلال العدو المباشر، والعدو المستتر، والعدو الساكن فينا، ويضاعف من وضع هذا، إصابة عدد كبير من دول العالم بانتصارات الغطرسة والجشع الذى يلتهم هذا الكوكب وما عليه من كائنات.

إبراهيم نصر الله من مواليد عمان عام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام 1948، عاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان٬ الأردن. بدأ حياته العملية معلما في المملكة العربية السعودية، عاد إلى عمّان وعمل في الصحافة، ومؤسسة عبد الحميد شومان، وتفرغ للكتابة عام 2006. أشرف نصرالله على دورتين من الندوة (ورشة إبداع) التي تنظمها الجائزة سنويا للكتاب الشباب الواعدين، في عامي 2014 و2016.

تُرجمت أربعة من رواياته وديوان شعر إلى اللغة الإنجليزية، منها "زمن الخيول البيضاء" المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 و"قناديل ملك الجليل" المرشحة للقائمة الطويلة عام 2013. وفي مقال عن رواية "زمن الخيول البيضاء" كتبت في العام 2012، أشادت صحيفة النيو ستيتسمان البريطانية ب"صوت نصرالله الذي يلقي الضوء على حيوات المهمشين".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان