قصة إنقاذ 21 طالبا حجزتهم "الأمطار" داخل محمية "وادي دجلة" -(صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- ياسمين محمد:
رحلة مدرسية استكشافية إلى محمية طبيعية على أطراف القاهرة تحولت بفضل الطقس السيء الذي يضرب بعض مناطق البلاد، إلى مغامرة كادت أن تودي بحياة أكثر من 20 طالبا. إلا أن هؤلاء الطلاب الذين يدرسون في المرحلة الإعدادية رأوا فيما جرى مغامرة ممتعة.
بعد انقضاء اليوم الدراسي يوم الثلاثاء انطلق 21 طالبا في الصف الثالث الإعدادي بصحبة أربعة مشرفين في رحلة مدرسية تابعة لمدرسة الحياة الدولية، إلى محمية وادي دجلة في الظهير الصحراوي لحي المعادي، على أطراف القاهرة.
كانت الرحلة ضمن النشاط المدرسي. وصل الجمع إلى المحمية ونصبوا خيامهم وظلوا يلهون ويتسامرون حتى فاجأتهم الرياح المحملة بالأتربة والأمطار الغزيرة مساء الثلاثاء.
حينها كان هم المشرفين الأكبر حماية الطلاب الذين كانوا في خيامهم يطالعون مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج تلفزيونية تتهم إدارة المدرسة التي يتبعونها بالإهمال وتعريض حياة طلابها للخطر.
قال عمار الفقي، أحد الطلاب، إنها كانت مغامرة ممتعة، كانت دون خوف حتى لو للحظة واحدة نظرا لشدة اهتمام المشرفين.
كان من المقرر أن يبيت الطلاب ليلتهم في المحمية، والعودة مع طلوع الفجر صباح الأربعاء.
أضاف الفقي أن الرحلة وصلت إلى وجهتها ونصبت خيامها بحلول الخامسة مساء الثلاثاء. يقول "قعدنا مع المشرفين بنهزر وبنتكلم ومستنيين ماتش محمد صلاح علشان نروح نتفرج عليه ونرجع تاني، لحد ماظهرت الرياح حوالي الساعة 7.
ظن الطلاب في بادئ الأمر أنها رياح خفيفة، إلا أن ظنهم خاف؛ فسرعان ما اشتدت الريح وبدأت الأمطار في الهطول بغزارة.
حينها قرر المشرفون اصطحاب الطلاب إلى الحافلات التي جاءت بهم من المدرسة والتي كانت تنتظر لتعود بهم صباح الأربعاء، واضطر أحد المشرفين السير بعيدا عن المكان لأكثر من كيلومتر حتى يتمكن من التقاط شبكة هاتف جوال عله يطمئن أولياء الأمور على أبنائهم.
قال الفقي إن المشرفين قرروا المبيت في الحافلات حتى شروق شمس اليوم التالي حرصا على سلامة الجميع، فما كان من الطلاب إلى الطاعة. ظلوا داخل الحافلات حتى الثانية فجر الأربعاء، بعد توقف هطول الأمطار.
أبلغ المشرفون الطلاب بأن عليهم السير على الأقدام حتى بوابة المحمية حيث توجد حافلات تنتظرهم، وقد كان. قادهم طول تلك المسافة التي تجاوزت أربعة كيلومترات أحد الخفراء العالمين بطبيعة الطريق داخل المحمية، حسبما يروي عمار الفقي.
قبل أن يصل الطلاب ومن معهم إلى البوابة الرئيسية حيث الحافلات، قابلتهم قوات الأمن وهي طريقها للبحث عنهم. قالت وزارة الداخلية إن قوات الشرطة تمكنت من إنقاذ الطلاب ومن معهم وسط المدقات الجبلية على مسافة 3 كم داخل منطقة وعرة سالمين ولم يصبهم أي مكروه، بحسب بيان بثته على صفحتها على فيسبوك.
قال الفقي "التجربة كانت ممتعة والمشرفين كانوا مخليين الموضوع لذيذ.... محدش تعب ولا اتعور ولا حتى جاله برد لان المدرسة كانت منبهة علينا نجيب ملابس تقيلة علشان لو الجو برّد".
انتقد الطالب وسائل إعلام هاجمت المدرسة واتهمتها بالإهمال. قال "الصبح (صباح الأربعاء؟) لقينا كلام غير اللي حصل خالص، إحنا كنا كويسين والمدرسة كانت متابعة مع أهلنا كويس جدًا".
هذا ما أكدته أيضا والدته رشا هريدي. قالت إن إدارة المدرسة كانت تتابع معهم لحظة بلحظة منذ سقوط الأمطار، وحتى وصول الطلاب إلى باب المدرسة مرة أخرى.
وأضافت أن تقلب الأحوال الجوية لم يكن في الحسبان، مشيرا إلى أن أكبر دليل على ذلك أن المحمية لم تغلق أبوابها أمام الرحلات أو المبيت.
"المحمية تابعة لجهة حكومية، وفي الطبيعي لما بيكون معروف إنه فيه قلق في الطقس بتقفل وده ماحصلش".
وقالت ولاء حسين، أم أحد الطلاب، إن الرحلة تنظمها المدرسة بشكل مستمر للطلاب، ولم يكن هناك توقعات بتقلب حالة الطقس لهذا الحد، خاصة أن الأرصاد الجوية لم تذكر سوى بعض الرياح والأمطار فقط.
وأضافت "في بادئ الأمر قالوا الولاد هيفضلوا في الأتوبيس لحد الصبح ولما الإدارة وجدت إن ده مش مناسب قررت اللجوء للشرطة للمساعدة وكلموا الداخلية".
وتعتزم الإدارة التعليمية في القاهرة الجديدة التي تتبعها المدرسة إرسال لجنة يوم الخميس للتحقيق في الموضوع، حسبما قال خالد حجازي مدير الإدارة. إلا أنه أشار إلى عدم وجود شبهة تقصير من جانب إدارة المدرسة نظرا لتقلب الأحوال الجوية بشكل مفاجئ.
فيديو قد يعجبك: