باحثون عن مبادرة "الهلباوي" للتصالح مع الإخوان: مرفوضة من البداية
كتب- عمر مصطفى ومحمد نصار وإسلام ضيف:
شن عدد من الباحثين في شؤون جماعات الإسلام السياسي، هجومًا على الدكتور كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان؛ بعد دعوته لمصالحة شاملة في مصر تضم جماعة الإخوان "الإرهابية".
وقال سامح عيد، القيادي الإخواني المنشق والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "الهلباوي لم يوضّح تفاصيل الدعوة في كلامه، خاصة وأنها جاءت بعد طلب الإعلامي عماد أديب خلال حواره بأحد البرامج التليفزيونية، بفتح حوار مع بعض المتعاطفين مع جماعة الإخوان الإرهابية ممن لم ينضموا إلى الجماعة أو تتلوث أيديهم بالدماء"، مضيفًا أن تكرار الحديث عن دعوات المصالحة خلال تلك الفترة يشير إلى وجود توافق دولي عليها.
وأضاف عيد، في تصريح لمصراوي، الجمعة، أن فكرة المصالحة "مرفوضة من البداية"، لكن من الممكن أن يتم التصالح مع الشباب المستعد للخروج عن التنظيم، وإعادة تأهيله فكريًا بعيدًا عن الأفكار التي تربوا عليها في الجماعة.
وأشار الباحث في شئون الحركات الإسلامية إلى أنه يجب تجميد نشاط التنظيم وحله، قبل الحديث عن مصالحة أو عقد مجلس حكماء.
وأوضح "عيد" أنه يجب تأهيل شباب جماعة الإخوان الذين لم ينخرطوا في التنظيم، وما زالوا في السجون، نفسيًا قبل أن يخرجوا ويعاودوا ممارسة حياتهم.
وقال النائب مصطفى بكري، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن المبادرة التي أعلن عنها الهلباوي، مرفوضة تمامًا على مستوى النظام السياسي الحالي والشعب المصري.
وأضاف بكري، في تصريح خاص، أن شخصية الهلباوي "إخوانية"، ومواقفه في الفترة الماضية "تمثيلية" على الشعب المصري، مضيفًا: "عملية انشقاقه عن الجماعة لعبة معروفة من الساسة والأجهزة الأمنية".
وأشار عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إلى أن المطالبة بالتصالح مع الإخوان تأتي من خلال شخصيات غير وطنية ولا تعلي مصلحة الدولة ولها مآرب خاصة.
ورفض أحمد كامل بحيري، الباحث بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية، فكرة طرح مبادرة للمصالحة بين الدولة والنظام، واصفًا إياها بمحاولة إبرام صفقات سياسية، وليس التهدئة أو الاستقرار.
وأضاف بحيري في تصريح خاص، أنه بدلًا من طرح مبادرات، يجب تفعيل النص الدستوري الذي يدعو لإصدار قانون للعدالة الانتقالية، يأخذ ما حدث في السبع سنوات الماضية في الحسبان.
وأوضح الباحث بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية أنه يمكن التناقش حول إعادة تأهيل العناصر الإرهابية في السجون، وكيفية إعادة دمجهم مرة آخرى في المجتمع، مشيرًا إلى أن هذا الأمر معروف في العلوم الأمنية.
ورد الهلباوي على منتقدي مبادرته للمصالحة، في منشور على حسابه بـ"فيسبوك"، قائلًا إن مبادرته تهدف لما أسماه بـ "نشر للسلام المجتمعي" مع الجميع، وليس مع الإخوان فقط، وأنها تهدف لـ"الخير".
وأوضح القيادي الإخواني المنشق، أن مبادرته طرحها للمصالحة والإصلاح المجتمعي، والتعامل مع المعارضة جميعًا من شتى التوجهات، وأنه استثنى منها أهل العنف والإرهاب.
وقال إنه تعجب كثيرًا من ردود الفعل على مبادرته المطروحة والواضحة والمباشرة، لافتًا إلى أنهم لم يفهموا مبادرته وقصروها فقط على الإخوان، مضيفًا أنه لم يذكر أبدا اتصاله بعمرو موسى، رغم احترامه له، وأنه من المرشحين لعضوية مجلس الحكماء، ومن المرشحين من سيقبل ومنهم من لن يقبل هذا الأمر.
وشدد الهلباوي، على أن المبادرة ليس لها علاقة بالإخوان، وأنه قطع صلته بهم منذ عام 2012، لأخطاء قياداتهم الكارثية، رغم أنهم كانوا وقتها في صعود وليسوا في محنة.
فيديو قد يعجبك: