"نزيف السحاب".. القبطان فريد وحديث الأيام "1-5"
رأى خليل مطران، الكون يبكي، دمًا، اختلط بدموعه لرثائه لنفسه، حينما قال:
وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّراً وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاء
فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي
وكما رأى مطران الكون يبكي لجراحه وألمه، رأت الأديبة "نهاد صبيح" السحاب ينزف لألمها ورفضها لما حدث في مجتمعها الذي كان هادئًا، يغلف أركانه الحب والألفة.
ما بين القبطان فريد، ونجله عمرو، حكاية مختلفة، عن أوضاع اجتماعية بدت "مقلوبة"، في عصر اعتقد فيه الشباب أنهم يصنعون عالمًا جديدًا، لكنهم كادوا يدمرون أنفسهم بأيديهم لو رحمة الله بهم.
القبطان فريد، رمزٌ لجيلٍ قوي، يعي ما يفعل، وعمرو لجيلٍ آخر، يظن أنه الأفضل، فيخلط المعايير؛ ظنًا بأن هذا هو التطوير.
الدكتور فايز، شخصية أخرى أستاذ اللغويات المقارنة ورئيس قسم اللغات والعلوم الاجتماعية، والدكتورة وفاء المدرس المساعد بالقسم، يعانيان من جيلٍ رفض اللغة العربية، ورأي التطور في كتابتها بأحرف إنجليزية، ليتحول امتحان اللغة العربية إلى الإجابة بحروف إنجليزية.
د. وفاء: شوفت الكارثة يا دكتور فايز ؟!
د. فايز : خير يا دكتورة وفاء ...فى إيه ؟!
د. وفاء ( تلقى بما تحمله من أوراق على المكتب وكأنها تلقى بدلو ممتلئ حتى حافته بالهموم وتعرض عليه أحد الاوراق التى كانت تحتضنها بخوف أم ):
شوف حضرتك بنفسك كدا ، شوف بعض الطلبة كاتبين إجابة الإمتحان إزاى !!!!.
د. فايز : يا خبر ...إيه ده !!!!.
د. وفاء : الطلبة كاتبين الإجابة بحروف إنجليزى والمنطوق عربى وبيسموه "فرانكو".
د. فايز : كارثة ...اللغة العربية !! ...لغة القرآن ...يتعمل فيها كدا إزاى ...دى لغة حافظنا عليها من قرون ..ومصر كانت بترسل المدرسين وأساتذة الجامعة للدول العربية على نفقتها الخاصة عشان الحفاظ على اللغة ... أولادنا يضيعوها كده ليه ؟!!! وعشان إيه ؟!!.
بين هؤلاء يطل جانب آخر، سيد حارس الشاليه، و"أم منة"، بائعة المشروبات في الجامعة.
هؤلاء يقصون حكاية مصرية خالصة، بطعم أصيل، يعرض لنزيف السحاب.
فيديو قد يعجبك: