"مصراوي" يحاور مخترع "الهراس أمير": لا صيانة للطرق بعد اليوم
حوار- عمر مصطفى:
قبل أيام، وقعت وزارة الإنتاج الحربي، اتفاقًا يقضي بتصنيع اختراع لعالم مصري يدعى عبدالحليم عمر، ويعمل أستاذ هندسة النقل بجامعة كارلتون.
الاختراع يدعى "الهراس أمير"، يساعد في خلق جيل جديد من معدات رصف الطرق بدون تشققات في الأسفلت مستقبلًا، وطلبت وزارة الإنتاج بحسب الاتفاق، الإنتاج في مصانعها بنسبة تصنيع محلي تصل لـ60%.
المخترع المصري: جامعة الإسكندرية فصلتني.. ونفذت اختراعي في كندا
"مصراوي" حاور المخترع عبدالحليم عمر، الذي قال إن الابتكار ليس للطرق فقط، بل أيضًا للمطارات الأسفلتية، وبالتالي حماية الطائرات من أي إصابات تنتج عن حجارة وركام أو عيوب الممر الجوي، كاشفًا عن مفاجأة بفصله من جامعة الإسكندرية دون أي سبب قانوني أوعلمي، تزامنًا مع حصوله على جائزة أحسن بحث في مجال النقل في كندا.. وإلى نص الحوار..
بداية.. من هو الدكتور عبدالحليم عمر؟
أنا ابن مدينة الإسكندرية، ومتزوج ولدي ثلاثة أبناء وابنة، عينت معيدًا في تخصص السكك الحديدية بهندسة الإسكندرية، وكتبت رسالة الماجستير، لكني لم أستكمل الدرجة في مصر.
فكرت في السفر إلى كندا عام 1977، والتحقت بجامعة تورنتو بمدينة تورنتو، وحصلت على ماجستير في اقتصاديات النقل الثقيل في الدول النامية عام 1979، وانتقلت لجامعة ووترلو عام 1980 لدراسة الدكتوراه، وكان موضوعها تطوير تكنولوجيا حديثة لتسليح الطرق الأسفلتية باستخدام شباك بلاستيك خاصة، وأنهيت رسالتي عام 1983.
فصلتني جامعة الإسكندرية دون أي سبب قانوني أو علمي، تزامنًا مع حصولي على جائزة أحسن بحث في مجال النقل في كندا، وكذلك جائزة أحسن معيد في جامعة ووترلو، ونتيجة فصلي اضطررت لقبول وظيفة أستاذ مساعد بجامعة كارلتون عام 1983، وهي الجامعة التي طورت الهراس أمير بها، إضافة إلى أجهزة أخري في مجالات النقل والأمن الدولي.
حصلت على درجة الأستاذية عام 1994، وتوليت رئاسة قسم الهندسة المدنية والبيئية بين 2003 و2009، وأعدت بناء القسم وطورته بإضافة برنامجين جدد أحدهما في الدراسات العليا والآخر لطلبة البكالوريوس، وتضاعف عدد الطلبة، وأصبح القسم أحد اشهر الأقسام بالجامعات الكندية.
حصلت على 28 جائزة كندية ومصرية ودولية، أشهرهم علي الإطلاق جائزة الابتكار "أنوفا" للهراس أمير عام 1999، وجائزة صانع الأخبار بمجلة الهندسة الأمريكية عام 2000، وعدد من الجوائز البحثية والمهنية، وأشرفت على 93 رسالة ماجستير ودكتوراه لطلبة من جميع أنحاء العالم بينهم ما لايقل عن 60 مصريًا وعربيًا.
حصلت على 28 جائزة كندية ومصرية ودولية.. وإنتاج أول "أمير" تجاري في مصر خلال شهرين
متى جاءت لك فكرة "الهراس أمير"؟
بدأت الفكرة مع إنهاء بحثي في رسالة الدكتوراه في شهر يونيو 1982.
متى يجري البدء في تصنيع "الهراس أمير" بمصر؟
جرى توقيع العقد بين وزارة الإنتاج الحربي والشركة الكندية، ومن المتوقع العمل لإنتاج أول "أمير" تجاري خلال شهرين.
لماذا اخترت اسم "أمير" للهراس؟
أمير هو اسم ابني الأكبر، وفي أحد المؤتمرات طلب مني الحضور اختيار اسم آخر له علاقة بمجال عملي، لذلك اخترت أن يكون اسم أمير اختصارًا لأربع كلمات باللغة الإنجليزية، هي: "أسفلت، متعدد، متكامل، أسطوانة"، لتكون معًا: "الأسطوانة الإسفلتية المتعددة المتكاملة".
هل معدات تصنيع الهراس متاحة في مصانع الإنتاج الحربي؟
مصانع الإنتاج الحربي مجهزة بمعدات حديثة وخبراء ومهندسين وتقنيين قادرين على تصنيع الأجزاء المطلوبة وتطويرها مستقبلًا.
مصانع الإنتاج الحربي قادرة على تصنيع "الهراس أمير" وتصديره لدول العالم
ما الفارق بين "الهراس أمير" وغيره من الهراسات المتواجدة؟
منذ عام 1950 إلى الوقت الحاضر، لم يحدث أي تطوير في الهراسات من الناحية التكنولوجية، والعيوب الصادرة عن استخدام الهراسات الحالية تتسبب في تدهور سريع للطرق الأسفلتية، حيث إن الوزن العالي للأسطوانة الحديدية يتمركز على نقطة تماسها مع الطريق، والذي ينتج عنه إجهادات ذات قيمة عالية جدًا تقترب من إجهادات انهيار مادة الأسفلت، والتي تسبب الشروخ.
هذه الشروخ الرقيقة تزيد مع الوقت تحت تأثير الأحمال المتتالية للعربات والعوامل المناخية سواء المطر أو دورات الحرارة المنخفضة، والتي تعجل بنمو هذه الشروخ الرقيقة إلى فشل كامل للطريق، ما يعجل بأعمال صيانة أو إعادة بناء الطريق بأكمله من جديد.
والهراس أمير جرى تصميمه بناء على تعديل أنجزته لنظرية الصلادة النسبية والمعروفة بمعادلة "هيرتز"، وأدت تبني النظرية المعدلة في تغيير الشغل الأسطواني للهراس، وعزل مادة حديد الهراس عن الأسفلت باستخدام حزام من المطاط المصمم خصيصًا ليحقق عدة خواص منها مقاومة درجات الحرارة العالية للخلطة الأسفلتية وعدم الالتصاق بالخلطة وقت دمكها.
وبذلك، أمكن تحويل الشكل الأسطواني والذي يلامس الطبقة الأسفلتية في نقطة، إلى طبقة أفقية تفصل تمامًا بين الأسطوانات، وتساعد على توزيع الإجهادات الواقعة على الخلطة الأسفلتية لإجهادات منخفضة، وتظل في ملامسة الطبقة الأسفلتية لمدة طويلة بالمقارنة بمدة تلامس نقطة على الأسطوانة الحديدة مع نفس الطبقة الأسفلتية.
"مفيش حلاوة من غير نار".. وأسعى لتطوير جهاز قياس مسامية الطرق الحديثة باستخدام المستشعرات
ما هي الفوائد التي يجنيها المواطن من "الهراس أمير"؟
استخدام مثالي لطرق متميزة لا تحتاج للصيانة كل عام، وآمن يقلل الحوادث والأخطار، كما يمكن تحويل جزء كبير من الاعتمادات الموجهة لصيانة الطرق إلى أكثر من أنشطة أخرى، على سبيل المثال بناء طرق جديدة لمناطق جديدة أو استثمارات في التعليم والصحة وخلق وظائف جديدة.
وفي حالة تصنيع الوحدات بمصانع وزارة الإنتاج الحربي، ستخلق مصر سوقًا عالمية لمنتج مطلوب في جميع دول العالم.
هل توجد اختراعات أخرى ستقدمها في الفترة المقبلة؟
نعم.. يوجد جهازان أعمل على تطويرهما مع زميل مصري من قسم الكمبيوتر والنظم الهندسية، وهو لقياس مسامية الطرق الحديثة باستخدام المستشعرات.
هل وجدت صعوبات في حياتك حتى تصل لهذا الاختراع؟
"مفيش حلاوة من غير نار".. قابلت فشلا في مراحلي الأولية، وكان هذا حافزا لي، وقمت بتصنيع أول هراس في العالم، وبدأت مشاكل مواجهة الشركات العملاقة، والتي تريد إما شراء الابتكار أو دفنه، أو منعك عن نشر أبحاثك في دوائر العلم والبحث العلمي، ولكن ثقتي بقدراتي والعمل بإخلاص ووقوف العائلة بجانبي وفي الأول والأخير توفيق من الله، نجحت في إخراج اختراعي للنور.
فيديو قد يعجبك: