عمال "شق التعبان".. منسيون لفحت الشمس أجسادهم
كتب- محمد نصار ومروة شوقي:
ما إن تضع قدمك بالقرب من منطقة شق الثعبان، تجد موجات غبار كثيفة ومتواصلة، نتيجة لأعمال تقطيع الرخام، والذي يأتي في كتل حجرية ضخمة عبر سيارات النقل الثقيل.
أصوات مرتفعة للآلات، وازدحام بسبب كثرة السيارات من مختلف الأنواع والأحجام، في مشهد مفعم بالحياة، إلا أن هذه الضجة الكبيرة يقبع خلفها سكون أبدي للكثير من العاملين الذين يلقون حتفهم بشكل شبه يومي.
وتقع منطقة شق الثعبان شرق طريق الأتوستراد، وتحوي المنطقة ما يقرب من 1858 مصنعًا وورشة لتصنيع وتصدير الرخام.
أحمد يحيى مشرف، كان ضمن أحدث موتى منطقة شق الثعبان، يقول والده يحيى مشرف، والذي يعمل في أحد المحاجر، إن ابنه يبلغ من العمر نحو 25 عامًا، واعتاد العمل في تقطيع الرخام بالمنطقة منذ أن كان عمره 15 عامًا.
بعد أن أنهى "أحمد" عمله في نهاية شهر فبراير الماضي، كان في طريقه للعودة إلى منزله برفقة مجموعة من العاملين، لكنه القدر كان كفيلًا بإنهاء حياته، بعد سقوط حاوية عليه من أعلى سيارة نقل كبيرة على طريق الأتوستراد، بحسب والده.
والده يشير إلى أن "أحمد" حاول الهرب من الحاوية، لكن صدمته سيارة أخرى، قائلًا: "لا مفر من قدر الله"، مات "أحمد" دون أي حقوق أو نوع من أنواع السلامة، ينهي والده المكلوم حديثه لمصراوي: "مش مصدقين خبر موته لحد دلوقتي، وهو ابني الوحيد".
أيمن، أحد العاملين في ورشة بالمنطقة، يقول إن حوادث الموت تتكرر هنا كل يوم، ولا يمر أسبوع دون وقوع حالات وفاة لأسباب مختلفة سواء بسبب عربات المياه التي تدهس العاملين دون اهتمام، أو من شاحنات نقل الحجارة أو آلات تقطيع الأحجار.
ويضيف أيمن، لمصراوي، أن الأوضاع الصحية للعاملين في منطقة شق الثعبان تعاني مشكلات كثيرة، ولا توجد أي وسائل للسلامة المهنية توفرها الورش الصغيرة أو حتى المصانع الكبيرة للعاملين، مطالبًا بضرورة حصول العاملين على كافة حقوقهم الآدمية التي تتعلق بالتأمين الاجتماعي والصحي على حياتهم، وأن تنظر إليهم الحكومة باهتمام، وتحاول الالتفات إليهم بدلًا من حالة النسيان الموجودة حاليًا.
فيديو قد يعجبك: