إعلان

على ضفاف النيل.. السفارة الإسرائيلية تحتفل بذكرى "نكبة فلسطين" (صور)

01:19 ص الأربعاء 09 مايو 2018

كتب - محمود الشوربجي:

ربما لم يكن اختيار المكان والموعد مصادفة، فلا شيئ عند الإسرائيليين يأتي مصادفة؛ ففندق "ريتز كارلتون" الذي اختارته السفارة الإسرائيلية وأصرت عليه ليكون مقرًا لاحتفالها بذكرى "نكبة فلسطين" التي هي عند الإسرائيليين ذكرى تأسيس دولتهم، يقع على بعد أمتار من جامعة الدول العربية، وتطل واجهته الرئيسية على نهر النيل، وخلفه هناك ميدان التحرير، رمز ثورة 25 يناير.

وقف السفير الإسرائيلي ديفيد جوفرين وزوجته على يسار مدخل قاعة ألف ليلة وليلة في الطابق الثاني من الفندق القريب أيضًا من ميدان الشهيد عبد المنعم رياض، أحد أبطال حرب الاستنزاف الذي قتله الإسرائيليون في التاسع من مارس 1969، يرحب بضيوفه من الدبلوماسيين الأجانب وحفنة من المسؤولين المصريين ورجال الأعمال المغمورين.

الاحتفال الإسرائيلي جرى في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث طوقت قوات الأمن مداخل ومخارج الفندق، كما انتشرت عناصر أمن بملابس مدنية على كورنيش النيل.

وتولى الإسرائيليون تأمين مدخل القاعة عبر تفتيش دقيق ومرور من بوابات إلكترونية تم تركيبها خصيصا لهذه الاحتفالية التي أثارت كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي ووصلت صداها إلى قاعة مجلس النواب الذي أعلن عبر رئيسه الدكتور علي عبد العال رفضها، وحذر النواب من حضور الاحتفالية.

عند المدخل، وزع الإسرائيليون "دبوسًا" مؤلف من العلمين المصري والإسرائيل ليعلقه الحضور في ستراتهم. كما وزعوا حقائب ورقية بيضاء مكتوب عليها "الذكرى السبعين لتأسيس دولة إسرائيل"، وبداخلها بعض التمور.

داخل القاعة وضع الإسرائيليون شاشتي أرض تعرضان لقطات من فلسطين القديمة منها حيفا والقدس المحتلة على اعتبار أنها إسرائيل. وتوافد الحضور على مائدة طعام مفتوحة من الأطباق الشرقية والإسرائيلية أعدها الطاهي الشهير شاؤول بن ادرت الذي يزور القاهرة للمرة الأولى.

قبل بدء الاحتفالية قبيل السابعة مساءً، عُزف النشيد الوطني الإسرائيلي، ثم وقف السفير الإسرائيلي أمام منصة ووراءه علمي مصر وإسرائيل. استهل جوفرين كلمته التي ألقاها بالعربية ثم الإنجليزية، بتوجيه الشكر إلى "السلطات المصرية وأجهزة الأمن لإتاحة الفرصة لإقامة الحفل البالغ الأهمية وذلك بعد مرور فترة طويلة تعذرت فيها إقامته في القاهرة".

ثم تحدث عن السلام بين مصر وإسرائيل، وقال "أننا نقف هنا اليوم بفضل جهود زعيمين راحلين كبيرين وشجاعين ألا وهما الرئيس السادات ورئيس الوزراء بيغين وبفضل من كمّل طريقهما في دفع رؤيا من التعاون والنمو الاقتصادي والاستقرار والابتعاد عن الكراهية وويلات الحرب."

واعتبر أن "الشراكة المتينة بين مصر وإسرائيل تشكل قدوة ومثال لحلّ صراعات إقليمية ودولية في العالم أجمع حتى يومنا هذا".

ووجه السفير الإسرائيلي انتقادات مبطنة لثورات الربيع العربي واعتبر أنها "سطّرت الفرق بين الدول التي تعمل من أجل الاستقرار والرفاهية وبين تلك التي تفككت وحلّت محلها جماعات تستخدم العنف والدين لفرض أفكارها".

وقال إن هناك تغيرا في معاملة الدول العربية لإسرائيل: لا تعتبر عدوا بل شريك في صياغة واقع جديد وأفضل في المنطقة واقع يستند الى الاستقرار والنمو الاقتصادي".

وأضاف أن "انضمام ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان) إلى دعم هذه الرؤيا من الاستقرار والنمو الاقتصادي إلى جانب مصر وإسرائيل يشكل معلمًا مهمًا وعلينا أن نعمل على توسيع المشاركة في هذه الرؤيا لتضم دول أخرى وذلك من أجل دفع المصالح المشتركة ومواجهة الدول المتطرفة والمنظمات الإرهابية التي تعمل بإيحاء من إيران".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان