لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سيد البحراوي.. أستاذ النقد الذي لم يجامل في العلم -(بروفايل)

11:16 م السبت 16 يونيو 2018

سيد البحراوي

كتب- محمد عاطف:

"احتمال الموت يجعلك أكثر قدرة على مراقبة تمثيليات الأحياء لترتيب مستقبل حياتهم، وما فيها من سذاجة وطفولة".. هكذا عبر الناقد الراحل سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية، عن تجربته في مقاومة المرض اللعين، الذي هاجمه مرتين إلى أن انتصر عليه وصار ملازمًا.

أستاذ النقد، باغته المرض مرة أخرى ودخل على إثره العناية المركزة الأسبوع الماضي إلى أن سلم اليوم الجسد إلى بارئه.

كان سيد البحراوي على موعد مع الألم، ولكنه لم يستسلم له ولم تنهار قواه في مواجهته، وإنما اتخذه طريقا لإبداع كتابه الأشهر "في مديح الألم"، الذي سطر من خلاله سيرته الذاتية وعبر عن تجربته مع السرطان، مؤكدا أن نظرة المريض الذي تتمثل كل أمانيه في الهروب من الألم، مختلفة عن الشخص الطبيعي، حيث تتضاءل الحياة أمام المريض، وتتغير نظرته إلى ملذات الحياة الدنيا.

لا تجد إجماعا على أحد من أساتذة النقد الأدبي مثلنا تجده على الدكتور سيد البحراوي، فقد كان صديقا لطلبته من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وتولى الإشراف على عشرات الرسائل العلمية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في مصر والجزائر وفرنسا.

و"كان البحراوي مثالا للأستاذ الملتزم الذي وهب نفسه لعلمه وجامعته، الاستاذ الذي أعطى وقته لكليته ولتلاميذه وتخصصه، الأستاذ المتواضع الذي تحلق حوله كل من اقترب منه وعرفه، الأستاذ الذي لم يجامل في العلم مهما كانت الظروف".. هكذا نعاه الدكتور أحمد الشربيني عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة، في تصريحات لمصراوي.

"يجمع الدكتور البحراوي بين سمتين لم تتوافرا في كثير من أساتذة الجامعة كـ"ناقد ومبدع" وهو ما انعكس على مشروعه النقدي أولا ثم على نتاجه الإبداعي ثانيا، تقدم الناقد ليكون خبرته بالعالم لتتاح الفرصة للمبدع أن يكونه على وعي من أمور أمسك الناقد بزمامها من قبل طرحا لتجربة حياة يكون من الأمانة أن تنقل للأجيال وللآخرين من المعاصرين، وهو ما كان أحد دوافع الكتابة السردية أن تفرض نفسها بعد اكتمال الخبرة الإنسانية".. هكذا لخص الدكتور مصطفى الضبع سيرته الذاتية وتاريخه الأدبي.

ظل البحراوي، طوال حياته مخلصا للقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية لدى أدباء جيله في السبعينات والثمانينات، وضرب أروع الأمثلة على التمسك بدوره كمثقف عضوي يعرف أن للمجتمع حقوقا عليه وأن دوره يتمثل في ممارسة التنوير، ومساعدة المجتمع في التخلص من التيارات المتطرفة والأفكار الهدامة.

كان البحراوي غزير الإنتاج، وأصدر عشرات الكتب التي ستعيش أجيالا طويلة قادمة وسيكون لها تأثير كبير على المستوى الأكاديمي وعلى الفضاء الثقافي العام، في مقدمتها:

- علم اجتماع الأدب – لونجمان – القاهرة 1992.

- العروض وإيقاع الشعر العربي – الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1993.

- البحث عن المنهج في النقد العربي الحديث. دار الشرقيات القاهرة 1993

- في البحث عن لؤلؤة المستحيل. دار شرقيات – القاهرة 1996.

- محتوى الشكل في الرواية العربية -الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة 1996.

- الإيقاع في شعر السياب – دار نوارة للنشر – القاهرة 1996.

- كتاب العروض للأخفش - تحقيق ودراسة- دار شرقيات القاهرة 1998.

- المدخل الاجتماعي للأدب. دار الثقافة العربية. القاهرة 2001.

- صناع الثقافة الحديثة في مصر، مبدعون ونقاد. مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة 2002.

- الشعر العربي الحديث في مصر دارسة ومختارات. أمانة عمان الأردن 2002.

- الأنواع النثرية في الأدب العربي الحديث. مكتبة الأنجلو. القاهرة 2003.

- الحداثة التابعة في الثقافة المصرية. دار مريت للنشر. القاهرة 2008.

- في نظرية الأدب، محتوى الشكل مساهمة عربية – الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة 2008.

وللبحراوي أربع روايات، هما: (ليل مدريد) دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع، و(طرق متقاطعة) دار شرقيات للنشر والتوزيع، القاهرة، (هضاب ووديان) آفاق للنشر والتوزيع، القاهرة، (شجرة أمي) آفاق للنشر والتوزيع، القاهرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان