"مصراوي" داخل مغارة "العائلة المقدسة": "هنا اختبأ المسيح"- صور
كتب- إسلام ضيف:
تصوير- أحمد جمعة ونادر نبيل:
يجلس منتظرًا غير عابئًا بالوقت، يتكئ على عكازه البني رفيقه لسنوات، ينظر يمينًا ويسارًا لربما يجد ما يطمأنه آثناء انتظاره.
قدُم عادل - بشغف كبير- كغيره من أبناء إيبارشية المطرية للأقباط الكاثوليك، إلى كنيسة العائلة المُقدسة بالمطرية، متوسمًا خيرًا في دخول المغارة المقدسة التي تقع في باحة الكنيسة لأول مرة في حياته.
رغم كسره حاجز الستين عامًا، وتواجده بمنطقة المطرية لسنوات لم تتسنَ الفرصة لعادل ميخائيل أن يُصلي في المغارة التي اختبأت فيها السيدة العذراء ووليدها: "بقالي 35 سنة عايش في المطرية، وبصلي في الكنيسة الكبيرة اللي جنب المغارة، لكن عُمري ما صليت في المغارة".
وكان من المقرر أن يفتتح المغارة برفقة بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، وزير الآثار ووزيرة السياحة، لكنهما لم يظهرا.
تقع المغارة ضمن مسار رحلة العائلة المقدسة داخل مصر، اختبأت فيها واحتمت من بطش الجنود الرومان وملكهم هيرودس الذي كان يحاول قتل يسوع المسيح، مكثت العائلة فيها قرابة الثلاثة أشهر كما يقول كاهنها لمصراوي.
استمرت أعمال الترميم في المغارة لمدة عامين، بسبب غرقها المتكرر بالمياه الجوفية، الأمر الذي هدد سلامة بنيانها.
يفتخر عادل بابنه بيشوي عضو فريق الكشافة، الذي ينظم احتفالية افتتاح المغارة: "ابني في فريق الكشافة اللي هيقودوا الموكب مارش لحد المغارة عشان يدخلوها".
أخيرًا، يخرج بطريرك الكاثوليك من الكنيسة، برفقة ضيوفه من الكنائس الأخرى والمسؤولين وأعضاء من مجلس النواب لافتتاحها، يستعد أعضاء الكشافة من قارعي الطبول، وعازفي البوق، لانطلاق موكب الافتتاح.
يهم عادل في انتظار خروج المسؤولين ورجال الكنيسة ليدخل، ويصلي في البقعة المقدسة: "حاسس براحة نفسية من قبل ما أدخل المغارة، مستني أطلب إن ربنا يرحمني ويغفرلي ذنوبي".
زحام، وإقبال من قاطني حي المطرية ومن خارجه على دخول المغارة لطلب البركة أو لقضاء حاجة: "الناس بتيجي هنا تحتمي من مشاكلها وهمومها وأمراضها.. وفي معجزات شفاء كثيرة تمت" يوضح كاهن الكنيسة.
تريزه وبيشوي، متزوجان حديثًا، ما إن عرفا بالافتتاح، جاءا للصلاة وطلب البركة لمولودهما القادم في الطريق. "أول مرة نصلي هنا، رغم إننا من مواليد المطرية، إحساس جميل أوي، مبهورين بالمكان، كإنك رايح تزور القدس" يقول بيشوي.
تلمس تريزه آثار وجود الأسرة المقدسة: " المكان يخليك تحس إن الطفل يسوع كان بيجري هنا، ويلعب هنا زي أي طفل من الأطفال العاديين"، أمنية واحدة تبتغيها الزوجة الشابة: "بتمنى إن عليتنا الصغيرة تكون زي العائلة المقدسة.. كل حبة رمل هنا كنز كبير جدًا لينا كمسيحيين وكمصريين".
يأتي المصلين من كل مكان للصلاة والتشفع بالعذراء: "في ناس بيصلوا هنا عادي.. وفي مسلمين بيجوا عادي، وبيتشفعوا في ستنا العدرا، ولو واحدة ما بتخلفش بتصلي وتطلب إنها تخلف فالعدرا تعمل معاها معجزة وتخلف" يقول أندرو أحد خُدام الكنيسة التي تحوي المغارة.
"حسيت لما صليت كإني كبيت عليا مياه باردة" تصف السيدة ليزا باسيلي -67 عام- شعورها بالصلاة، لتؤكد "كنت حاسة إن المسيح حلّ عليا".
قدسية المكان تصل خارج مصر كما يوضح كاهن الكنيسة: "الأفارقة يبدأون الحج للقدس من مصر من مغارة العائلة المقدسة، ثم سانت كاترين، ثم القدس، هما عارفين أن هنا طريق العودة لفلسطين".
البركة ممتدة للأرض المحيطة بالمغارة: " المكان طاهر، والأرض حلوة.. أي حاجة تحطها فيها تطلع.. دي حاجة بتاعت ربنا.. الزرع بيتخضّر أوام بمجرد ميتحط، لو نقلت زرع من مكان ليها أوام يتخضر بردو" يقول نصيف عزيز جنايني الكنيسة لمصراوي.
فيديو قد يعجبك: