إعلان

"الكفراوي" يحكي تفاصيل 16 سنة مع مبارك: "الحاجة السليمة فيّا دماغي" - حوار

01:50 م الثلاثاء 26 يونيو 2018

حوار- محمد عمارة:

كشف حسب الله الكفراوي، وزير الإسكان في عهد مبارك، كواليس 16 عامًا خدمها مع الرئيس الأسبق، قائلًا إنه استقال 3 مرات في عهده، بسبب ضغوط البنك الدولي وقتها، وكثرة الحديث عن الخصخصة والاقتصاد الحر.

وقال "الكفراوي"، في حوار لمصراوي، إن مبارك لا يتحمل وحده أزمة سد النهضة، ملقيًا اللوم في هذا الملف إلى كل المسؤولين السابقين من عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وإلى نص الحوار:

ماذا عن صحتك؟

"الحمد لله، حصلت لي حادثة ودخلت مستشفى 16 يومًا، وكنت باخد مخدر عطّل كل الأجهزة، والجهاز الوحيد اللي لسه سليم دماغي بس".

لماذا وجهت للرئيس السيسي الشكر بشأن ملف سد النهضة على صفحات جريدة الأهرام؟

ملف سد النهضة أنا متابعه من 40 سنة أو أكثر، الرئيس الراحل أنور السادات، أعطى هذا الملف لبطرس غالي، وأوصى رئيس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بضرورة التواصل مع رئيس الكنيسة الإثيوبية بخصوص هذا الملف.

تولى بعدها الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولم تنته القضية، ثم جاء محمد مرسي، الرئيس المعزول، وأضاع كل حقوقنا من خلال إذاعة اجتماع على الهواء مع مستشاريه، وهدد بضرب السد، والاجتماع كان فضيحة لكل المصريين، إزاي رئيس الدولة يقول هذا الكلام الفارغ؟، الاجتماع عار على كل المصريين.

لكن حين جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذهب بنفسه إلى أديس أبابا مع الرئيس السوداني عمر البشير، وحاول مع رئيس الحكومة الإثيوبي، ودخل في مناورة سياسية، و"يطول باله لغاية ما ربنا يزيح رئيس الحكومة اللي كان هناك، ويجي واحد جديد يقسم يمين أمام المصريين والدنيا كلها بأن يحافظ على مياه النيل للمصريين، يا فرج الله، أنا في قمة السعادة"، وهذا يدل على صبر السيسي وشجاعته.

هل تلقيت اتصالًا من السيسي بعد ما نشرته في الأهرام؟

لا.. مش مهم يكلمني، أنا بشكر ربنا وبشكره أمام المصريين، كان ممكن أرسل برقية شكر من خلال تليغراف، لكن أردت أن أشكره على الملأ، لكي يفهم الجميع ما حدث.

هل تعتقد أن ما حدث يعد نهاية لأزمة ملف سد النهضة؟

لما رئيس الحكومة الإثيوبية يقسم بالله إنه يحافظ على حصة مصر من مياه النيل "ده بالدنيا كلها"، وأيضًا اجتماع المسؤولين، الاثنين المقبل، في مصر وإثيوبيا لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه.

في جملة واحدة.. من تحمله أزمة ملف سد النهضة؟

"من الآخر كدا، عفا الله عما سلف".

لكنها شهادة للتاريخ.

حدثت أخطاء صغيرة، من أيام الرئيس عبدالناصر، بالتأكيد لم يقصدها.

هل الرئيس الأسبق مبارك يتحمل الجزء الكبير من الأزمة؟

مبارك لم يستطع أن يسير على نهج السادات، وبالتأكيد لم يفعل ما يفعله السيسي حاليًا.

هل يتحمل مبارك مسؤولية هذا الملف؟

لا يتحمل.. كل مصري مسؤول عن هذا الملف.

لكن البعض يحمله باعتبار وجود مبارك في السلطة أكثر من 30 عامًا؟

عملت مع مبارك 16 عامًا، منهم 4 أعوام وهو نائب رئيس، و12 عامًا وهو رئيس جمهورية، الله شاهد في هذه السنين بأنه وطني وملتزم وأمين وعاقل وهادئ ويتناقش، ويتخذ القرار الصحيح، لغاية ما دخلت سوزان مبارك ونجلها جمال مبارك "منهم لله"، وساعدهم كمال الجنزوري وعاطف عبيد، رئيسي الحكومة السابقين، فضلوا السبيل.

هل تقصد أن الجنزوري وعبيد عملوا على تمكين جمال مبارك في توريث الحكم؟

حسني مبارك "تاه في إيدين جمال وسوزان والجنزوري وعبيد".

أنا استقلت 3 مرات مع مبارك "لما لقيت ريحة العك والشياط بدأت تبان".

أول استقالة، رفضها بشدة وقال لي: "إيه الكلام الفارغ اللي إنت كاتبه ده يا كفراوي، رجلي على رجلك لغاية ما نخرج".

الاستقالة الثانية قالي لي: "والله يا كفراوي البنك الدولي ضاغط علينا، وإنت عارف البنك والتزاماتنا، وكنت وقتها بعمل قروض الإسكان الاجتماعي بفائدة 4%، والشقة كانت بـ6 آلاف جنيه، ومساحتها 85 مترًا، يدفع 600 جنيه، ويقسط الباقي على 27 عامًا، ومجلس الوزراء وقتها أراد رفع نسبة الفائدة إلى 9%، ورفضت وقدمت استقالتي أمام 32 وزيرًا، وقلت مش هرجع إلا إذا القرار ألغي، ولم يلغ، وبالتالي أرسلت استقالتي، فجاءني اتصال تليفوني من مبارك يقول: البنك الدولي ضاغط علينا، راجع نفسك، طب هل ممكن نخلي الـ4% تبقى 5% عشان نراضي البنك الدولي ونتجاوز الموقف ده، قولتله توكل على الله يا ريس، وربنا يوفقك".

مبارك "تاه" بسبب هؤلاء.. وهذا ما طلبه أسامة الباز

المرة الثالثة، جاءت بسبب كثرة الحديث عن الخصخصة والاقتصاد الحر، وجمعت كل الملفات وأرسلت استقالتي، فوجئت بالدكتور أسامة الباز - مستشار الرئيس وقتها - يزورني في منزلي ومعه الاستقالة، وقال لي: "الرئيس وافق على الاستقالة وطالب إنها تكون بدون أسباب"، قلت له: "الأسباب للتاريخ".

أسامة كان أخي وصديقي منذ الطفولة، حتى افترقنا ودخل هو حقوق القاهرة، والتحقت أنا بهندسة الإسكندرية، وكان صديقنا الثالث عبدالرؤوف الريدي، السفير المعروف، وعدلت استقالتي وجعلتها بدون أسباب، ثم أرسلت الاستقالة المسببة إلى الوزير عمر سليمان، مدير جهاز المخابرات وقتها، وتلقيت منه اتصالًا يقول فيه: "والله يا كفراوي الكلام اللي إنت كاتبه بنقوله، معلش طول بالك"، قولتله: "كل بني آدم له قدرة على الاحتمال".

"الكفراوي" يكشف كواليس استقالته 3 مرات: "عمر سليمان قال لي معلش"

هل تحدثت مع مبارك بعد سجنه؟

لا.. بكيت عليه، بكيت في بيتي وحزين على ما جرى له من زوجته ونجله وصفوت الشريف وزكريا عزمي والحواريين، وهم يعرفون كل التفاصيل.

وما رأيك في اختيار الدكتور مصطفى مدبولي رئيسًا للوزراء؟

ربنا يوفقه، هو مجتهد.

هل ترضى عن مشروعات الإسكان الحالية؟

السياسة والخطوط الرئيسية يرسمها رئيس الدولة، وحين كنت نائبًا لوزير الإسكان لشؤون التعمير، ودوري هو دراسة المشروعات، كانت أول مدينة ننفذها هي العاشر من رمضان، واجتمع بي الرئيس السادات، وممدوح سالم، رئيس الوزراء وقتها، وحضر الاجتماع مبارك -نائب الرئيس في هذا الوقت- إضافة إلى وزير الإسكان وقتها، و"قالي هنبيع المتر بـ50 قرشًا، فقولتله يا ريس المتر بيتكلف 14 جنيه ترفيق، قالي 50 قرش يا كفراوي".

الشقة كانت بـ6 آلاف جنيه.. والسادات قال لي "هنبيع بـ50 قرش"

اتصلت بعدها برئيس بنك مصر وقتها أحمد فؤاد، ورئيس البنك الأهلي في ذلك الوقت، وطلبت إعلان عن مليون متر، وخلال أسبوع تم حجز 18 مليون متر، لأن المتر بـ50 قرشًا "يا خبر أسود"، ذهبت على الفور إلى ممدوح سالم، رئيس الحكومة، قولتله بنخسر كتير، وطلب أن أنقل هذا الكلام إلى الرئيس، وبالفعل ذهب للسادات، وقالي لي: "مبروك يا كفراوي، الولاد اللي ببعتهم سيناء، إذا مكنش ليه حتة أرض يسكن فيها، وأرض يشتغل فيها، وأرض يدفن فيها، يبقى له ولاء للبلد ليه يا كفراوي؟.. هذا حق المواطن".

"الشقة اللي 85 متر كانت بـ6 آلاف جنيه، دلوقتي بـ 230 ألف جنيه تقريبًا، الدولة عليها ديون داخلية وخارجية كبيرة جدًا، ولازم تسدد هذه الديون من المجتمع، لأنه هو اللي هيتحمل، وأخف الضرر هو الدين الداخلي، وده سبب زيادة تكلفة الوحدة السكنية وزيادة أسعار الأسمنت والحديد، المجتمع يسدد ديونه، وهذا طريق لازم نتحمله جميعًا لاجتياز المرحلة، والحمد لله الموقف بيتحسن، الاحتياطي يزيد والبطالة تقل، وقريبًا سعر الجنيه سيرتفع".

برأيك، من هو أفضل رئيس وزراء؟

"اللي عشت معاه وشوفته، وربنا شاهد، كان ممدوح سالم، وبكيت عليه ونزلت معاه المقبرة أثناء دفنه، وبكيت عليه بحرقة، لأنه كان عاقل ومتزن ووطني ونظيف، وكان يعمل 16 ساعة يوميًا، كنت أدخل عليه وقت العمل ألاقيه بياكل فول وطعمية وبيشتغل، كان مجتهد جدًا، وبيسأل في التفاصيل ويأخذ القرار الصحيح".

ومن هو أفضل وزير إسكان بعدك؟

"بكل حزن وأسى، محمد إبراهيم سليمان شوه اسم الوزارة، الله يسامحه، في مرة جاء علاء مبارك، وربنا شاهد على ما أقول، وكنت وقتها عامل حزام أخضر على حدود كل مدينة، عرضه 2 كيلو، يتم زراعتها من مياه الصرف الصحي بالشجر الخشبي زي الكافور، وعلاء طلب مني 1000 فدان في الحزام الأخضر، وهزرت معاه وقلت له: حد بيبيع حزامه يا علاء؟ إنت قلت للرئيس قبل ما تيجي، قوله وخليه يكلمني"، أول حاجة عملها إبراهيم سليمان إنه أعطى علاء مبارك الـ1000 فدان، هذا تاريخ.

علاء مبارك طلب مني 1000 فدان.. وسألته: "إنت قلت للريس قبل ما تيجي؟"

وما هو المشروع الذي تراه يمثل نهضة حقيقية لمصر؟

"كل المشروعات مهمة، خاصة مشروعات البنية التحتية من كهرباء وطرق، اتفق معها 100%، واختلف في بعض المشروعات، مثل العاصمة الإدارية، مش وقته، مينفعش أخسر المكان اللي بتتعمل فيه دلوقتي، كنت مختار موقع القرية الذكية الحالي، ولما ننقل بعض الوزارات، هنقدر نربط الصعيد بالشمال".

"مكان العاصمة الجديدة الحالي سيخدم القاهرة فقط، لو اتاخد رأيي كنت هختار موقع القرية الذكية الحالي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان