لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قائد الدفاع الجوي يكشف أسرار عجز إسرائيل أمام حائط الصواريخ المصرية (حوار)

03:27 م الجمعة 29 يونيو 2018

كتب- عمر مصطفى:

30 يونيو 1970 بداية استرداد الأرض من إسرائيل بإقامة حائط الصواريخ

العدو الإسرائيلي فقد أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه في أول 3 أيام من حرب أكتوبر

نحاول الحصول على أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية ونواكب التكنولوجيا الحديثة

"أسعد أوقاتي حينما أكون وسط الضباط والصف والجنود سواء بالقيادة أو مواقع القتال".. هكذا يتحدث الفريق علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي، عن طبيعة عمله، معتبرًا ذلك بأنه يعطي المؤشر الحقيقي والواقعي لأداء القوات.

وتحتفل قوات الدفاع الجوي غدًا السبت بعيدها الـ 48، والذي يعد البداية الحقيقية لاسترداد الأرض بإقامة حائط الصواريخ الذي منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية في 30 يونيو 1970.

والفريق علي فهمي هو نجل المشير محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي إبان​حرب أكتوبر. وكشف في حواره عن الكثير من أسرار تفوق القوات الجوية خلال نصر أكتوبر، وحائط الصواريخ المنيع. تلك الأسرار التي لا تفارق مخيلته، ويتذكرها بكل فخر ويستدعيها كلما حلّت ذكرى سعيدة لقوات الدفاع الجوي.. وإلى نص الحوار:

* ما سر الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوي في 30 يونيو؟

طبقًا للقرار الجمهوري رقم 199 الصادر في الأول من فبراير 1968، تم البدء في إنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة، وإنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط هجمات العدو الجوي المتواصلة بأحدث الطائرات "فانتوم، وسكاي هوك"، ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة في ذلك الوقت.

ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف، تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970، من إسقاط العديد من الطائرات طراز "فانتوم، وسكاي هوك"، وآسر العديد من الطيارين الإسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم، وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوي.

ويعتبر يوم 30 يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذي منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة، فاتخذت قوات الدفاع الجوي هذا اليوم عيدًا لها.

* "حائط الصواريخ".. ماذا تعني هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟

حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة "رئيسية، وتبادلية، وهيكلية"، قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي للتجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كم شرق القناة، وهذه المواقع تم إنشائها وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها.

وتم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولي لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في ظل توفير دفاع جوي عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات.

* كيف صمدتم أمام محاولات العدو لإسقاط حائط الصواريخ؟

رغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوي بالدراسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة، وكان الاتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين، وهما إما "القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، أو الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات، أطلق عليها (أسلوب الزحف البطيء)، وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له وهكذا"، وهو ما استقر الرأي عليه.

وفعلًا، تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة واحتلالها دون أي رد فعل من العدو، وتم التخطيط لاحتلال 3 نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام في تناسق كامل وبدقة عالية وفي التوقيت المحدد كسمفونية متكاملة تعزف أعظم الألحان، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوي، وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال في الصبر والتصميم والتحدي، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوي على الاقتراب من قناة السويس، فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوي.

*كيف حطم الدفاع الجوي المصري أسطورة الذراع الطولي لإسرائيل في حرب أكتوبر؟

الحديث عن حرب أكتوبر 73 لا ينتهي، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها، يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوي كافة الأحداث، وسنكتفي بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي في هذه الحرب، ولكي نبرز أهمية هذا الدور، فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية، وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية، وقامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا، وتعاقدت مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى 600 طائرة أنواع مختلفة.

قوات الدفاع الجوي كان عليها التصدي لهذه الطائرات، وقام رجال الدفاع الجوي بتحقيق ملحمة في الصمود والتحدي والبطولة والفداء، واستكملوا إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوي المستمرة، وخلال شهر إبريل ومايو ويونيو ويوليو وأغسطس عام 1970، استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من 12 طائرة فانتوم وسكاي هوك وميراج، ما أجبر إسرائيل على قبول "مبادرة روجررز"، لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970، وبدأ رجال الدفاع الجوي في الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة "سام - 3 البتشورا"، وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970.

وخلال فترة وقف إطلاق النار، نجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني "الإستراتوكروزار" صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ "سام-2 وسام-6"، لاستكمال بناء حائط الصواريخ، استعدادًا لحرب التحرير، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة، لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية.

* كيف كان الوضع في الأيام الأولى للقتال؟

اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، ونجحت في إسقاط أكثر من 25 طائرة، إضافة إلى إصابة أعداد أخرى وآسر عدد من الطيارين، وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم.

وفي صباح يوم 7 أكتوبر 1973، نفذ العدو هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار، ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين.

وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب، فقد العدو الجوي الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذي كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر، ما جعل موشي ديان يعلن في رابع أيام القتال في تحديده للمشاكل التي تواجه القوات الإسرائيلية، وثمة مشكلة أخرى تواجه طيراننا فهو عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر في أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73، أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها القليلة الماضية ثقيلة بدمائها.

* كيف تحافظ قوات الدفاع الجوي على استعدادها القتالي العالي؟

كرجال عسكريين نعمل طبقًا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أننا في ذات الوقت نهتم بكل ما يجري حولنا من أحداث ومتغيرات في المنطقة، والتهديدات التي تتعرض لها كافة مسارات السلام الآن، وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل، ليست بعيدة عن أذهاننا، ولكن يظل دائمًا وأبدًا للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها في المحافظة على كفاءتها سلمًا وحربًا، وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوي، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات، بحيث تكون قادرة ليلًا ونهارًا سلمًا وحربًا وتحت مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح، ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال مجموعة من المحددات والأسس والاعتبارات.

وتتمثل تلك المهام في الحالات والأوضاع التي تكون عليها القوات طبقًا لحسابات ومعايير في غاية الدقة، وتوفر الأزمنة اللازمة لتحول القوات لتنفيذ مهامها في الوقت المناسب، ويتم المحافظة على الاستعداد القتالي الدائم من خلال استعداد مراكز القيادة الرئيسية والتبادلية لإدارة أعمال القتال، والمحافظة على الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات، ويتم تنفيذ كل هذه العناصر في إطار من الانضباط العسكري الكامل والروح المعنوية العالية التي تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكري الذي يعتبر أحد الركائز الهامة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية.

* كيف يتم تنفيذ التعاون العسكري بين الدول العربية والأجنبية في قوات الدفاع الجوي؟

تحرص قوات الدفاع الجوي على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقًا لأسس علمية يتم إتباعها في القوات المسلحة، وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات، إضافة إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتى نحقق الهدف الذي ننشده، وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين:

الأول: التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات، وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري، طبقًا لعقيدة القتال المصرية، إضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا في خطة محددة ومستمرة.

والثاني: التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة مثل "التدريب المصري الأمريكي المشترك (النجم الساطع)، والتدريب اليوناني المشترك (ميدوزا - 5) (اليونان)، والتدريب المصري السعودي المشترك (فيصل - 11) السعودية، التدريب المصري الأردني المشترك (العقبة -3)، لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول، وقوات الدفاع الجوي تسعى دائمًا لزيادة محاور التعاون في كافة المجالات سواء التدريب أو التطوير أو التحديث.

ويتم التحرك في هذه المسارات طبقًا لتخطيط يتم إعداده مسبقًا بما يؤدي إلى إستمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوى على مستوى المعدات أو أسلوب الاستخدام.

* ما عناصر وملامح ومتطلبات بناء منظومة الدفاع الجوي؟

تتكون منظومة الدفاع الجوي من عدة عناصر، أبرزها استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوي تنتشر في كافة ربوع الدولة في مواقع ثابتة، وبعضها يكون متحركًا طبقًا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوي عنها.

ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشمل على أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والإنذار، إضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة، منها المدفعية والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.

ويتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة، وسيطرة على مختلف المستويات في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوي، وإفشال فكره في تحقيق مهامه، وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة، ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوي من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوي، إضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة.

*كيف يتم تأهيل طلاب كلية الدفاع الجوي لمواكبة التطور الهائل في تكنولوجيا التسليح الذي يشهده العالم؟

تعتبر كلية الدفاع الجوي من أحدث المعاهد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط، ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوي المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والإفريقية الصديقة، ونظرًا لما يمثله دور كلية الدفاع الجوي المؤثر على قوات الدفاع الجوي، والتي تتعامل دائمًا مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة، فإننا نعمل على تطوير الكلية.

ونحاول حاليًا تطوير العملية التدريبية، وانتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين في المجالات المختلفة، وتزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم في مجال التدريب العملي، وفي هذا المجال، تم تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوي مزودة بمحاكيات للتدريب على تنفيذ الاشتباكات بالأهداف الجوية، وتجهيز الفصول والقاعات الدراسية بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة، وتحديث وتطوير المعامل الهندسية بالكلية، فضلًا عن تنفيذ معسكرات تدريب مركز لطلاب السنة النهائية للمشاركة في الرمايات الميدانية لأسلحة الدفاع الجوي بمركز رماية الدفاع الجوي.

*ما الحل للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي مع تطور برامج الحصول على المعلومات؟

شيء طبيعي في عصرنا الحالي، أنه لم يعد هناك قيود في الحصول على المعلومات، حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، إضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية، ما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو الصديق.

وهناك شيء هام، وهو ما يعنينا في هذا الأمر، وهو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن التنفيذ الكامل في إطار الخداع والمفاجأة، وهذا في المقام الأول يحقق الإخفاء، وله درجات سرية عالية، وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة.

والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة قوات الدفاع الجوي، تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية "الفانتوم" باستخدام وسائل إلكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت، وكذلك التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ، لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني "إستراتكروزر" المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة، وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل، وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة، ومن هناك نخلص إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات، ولكن القدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.

* تواصل القائد مع مرؤوسيه من أهم أسباب نجاح القيادة والسيطرة.. كيف يتم تحقيق ذلك بقوات الدفاع الجوي؟

القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم دائمًا بأبنائها من خلال عقد اللقاءات الدورية للقادة على كافة المستويات، ويحرص جميع القادة بقوات الدفاع الجوي على تنفيذ اللقاءات الدورية بدءًا من مستوى قائد القوات حتى مستوى قائد الفصيلة ويختلف معدل تنفيذ اللقاءات من مستوى إلى آخر، حيث يتم لقاء قائد الفصيلة وقائد السرية يوميًا وقائد الكتيبة أسبوعيًا وقائد اللواء مرتين شهريًا، هذا بخلاف لقاءات القادة مع مرؤوسيهم في المناسبات القومية والدينية، وعقب تنفيذ الالتزامات التدريبية الرئيسية.

أما عن اللقاءات بالضباط والصف والجنود، فإنها مستمرة دائمًا دون انقطاع وفي مناسبات متعددة، منها الذي يتم بقيادة القوات شهريًا مع القادة والضباط بجميع مستوياتهم القيادية بغرض شرح أبعاد الموقف السياسي العسكري وتوعية الضباط بالموضوعات الهامة من خلال محاضرات للرؤساء المتخصصين.

وهناك لقاءات تتم بقيادات التشكيلات لأكبر عدد ممكن من ضباط وصف وجنود التشكيل للاستماع إلى المشاكل والمصاعب واتخاذ القرارات لحلها.

وأحرص أثناء مروري على الوحدات والوحدات الفرعية حتى مستوى نقطة المراقبة الجوية، بالنظر على تنفيذ لقاءات مع الضباط والصف والجنود لتوعيتهم، والتعرف على مصاعب العمل وتذليلها، والاستماع إلى المشاكل الشخصية وحلها فورًا.

وأعتبر أسعد لحظات عملي ومهام وظيفتي التي أقضيها بين الضباط والصف والجنود سواء بالقيادة أو مواقع القتال، لأنها تعطي المؤشر الحقيقي والواقعي لأداء القوات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان