وزيرة الثقافة تروي ذكرياتها لـ"مصراوي" عن ٣٠ يونيو: معركة مصيرية
كتب- محمد عاطف:
يصادف اليوم السبت، الذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو، تلك الثورة التي انطلقت شرارتها الأولى من وزارة الثقافة، حيث تكاتف وتعاون المثقفون في مواجهة الوزير الإخواني علاء عبد العزيز، الذي تولى الوزارة لفترة قصيرة، محملا بأجندة تهدف لأخونة الوزارة، وفي هذا الإطار أصدر عدة قرارات للتخلص من بعض قيادات الوزارة مثل الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، ولكن قراره بإقالة الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، آنذاك فجر أطلق شرارة الثورة ضده وضد الجماعة التي ينتمي لها.
خلال هذه السطور؛ تتذكر الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة الحالية، هذه الأيام التي شغلت الرأي العام المصري والعالمي كله وقتها.
تقول الدكتورة إيناس عبدالدايم، إنني أعتقد أن ما سنقوم به اليوم السبت من افتتاح مسرح طنطا، وهو أحد أهم منارات الإشعاع الثقافي والتنويري في مصر خلال فترة طويلة، لهو أحد منجزات ثورة 30 يونيو التي بدأت توتي ثمارها على المستوى الثقافي، ردًا على هذه الجماعة المتطرفة التي سعت خلال فترة حكمها إلى اختطاف الدولة في اتجاه خاطئ.
وحول كواليس ما حدث قبيل ثورة 30 يونيو، أكدت الوزيرة أن مكتبها في دار الأوبرا المصرية، شهد الكثير من الاجتماعات بينها وبين الكثير من الفنانين الذين تضامنوا معها بلا استثناء، مشيرة إلى أن الفنانين التشكيليين تصادف وجودهم في قصر الفنون المجاور لمكتبها بسبب وجود مشكلة في المعرض العام للفنون التشكيلية، فإذا بهم يتوافدون للتشاور في الخطوة المقبلة والتي ينبغي أن تتضمن تصعيدا كبيرا بعد الخطوات التي اتخذها الوزير الإخواني.
وأشارت الوزيرة، إلى أن قرار الاعتصام في مقر الوزارة كان قرارًا بديهيا، باعتباره سلاح بتار يجب علينا استخدامه، وبالفعل نجح الاعتصام في التصدي للمخطط الإخواني بعد أن بدأوا مخطط تخريب مؤسسات كثيرة في الدولة، مؤكدة أن ما حدث في الأوبرا كان جزءا بسيطا مقارنة بما كان مخططا للقطاعات الأخرى في الوزارة.
وتابعت عبدالدايم: لقد ظهرت القوة الناعمة للأوبرا والمؤسسات الثقافية الفنية المختلفة في هذا الوقت بشكل جلي للجميع، ولم يكن عرض أوبرا زوربا وغيرها من العروض الفنية الفنية بالشارع، رغم أنها تقدم عادة في أهم دور الأوبرا بالعالم كله ما هو إلا استخدام لما في أيدينا من قوة لم تستطع القوى الظلامية أن تقف أمامها فانهارت بعد أن قال الشعب كلمته في مثل هذه الأيام الخالدة مكن تاريخ مصر.
وحول ذكرياتها في هذه الأيام وتقيمها لهذه التجربة قالت: لقد كانت أياما قاسية وتجربة صعبة، لأنها كانت محفوفة بالمخاطر، إلا أن الجميع كان يعتبرها معركة مصيرية إما أن نكون أو لا نكون، ورغم ذلك كانت لها آثار إيجابية لا تنكرها عين على الأوبرا والثقافة المصرية بشكل عام، فقد خدم الإخوان الفن دون أن يشعروا، مشيرة إلى أن أهم ما فازت به الأوبرا بعد هذه التجربة هو اشتعال النفوس بـالحماس وإظهار معدن المصريين، حتى أن ردود فعل الجمهور تغيرت، وتم وضع الأوبرا في بؤرة الضوء والاهتمام.
فيديو قد يعجبك: