"التعليم" تبحث أزمة مدارس STEM.. وطلاب: المشكلات تهدد التجربة
كتبت- ياسمين محمد:
قال مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم، إن هناك اجتماعًا بين كل من: الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، وخالد عبدالحكم، مدير عام إدارة الامتحانات، والدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون المعلمين، لبحث أزمة مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، بعد رسوب أكثر من 44% من الطلاب.
وتقدم عدد كبير من طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM، بتظلمات بسبب رسوبهم في الامتحانات العام الدراسي الحالي 2017- 2018.
وقال سيد الجنزوري، نائب رئيس مجلس أمناء مدرسة المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بالسادس من أكتوبر، إن امتحانات مدارس المتفوقين هذا العام جاءت في غاية الصعوبة، لدرجة أن عددًا من المعلمين المتخصصين في مادتي اللغة العربية، والكيمياء، اجتمعوا لحل الامتحان ولم يتمكنوا من الإجابة عن الامتحان بالكامل.
وأكد الجنزوري أن واضعي الامتحانات، لا يعرفون حدود المناهج المقررة على الطلاب، فبمجرد معرفتهم أن الدراسة بهذه المدارس تعتمد على البحث والاطلاع، وليس على المنهج الموحد، يضعون امتحانات فوق مستوى الطلاب الذين هم في الأساس متفوقون.
ويعتبر طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، من أكثر الطلاب تفوقًا على مستوى الجمهورية، إذ يشترط لقبولهم بهذه المدارس الحصول على نسبة 98% والدرجة النهائية في مادة من ثلاث مواد هى: اللغة الإنجليزية، العلوم، والرياضيات، أو 95% والدرجة النهائية في مادتين من المواد المشار إليها، إضافة إلى اجتياز العديد من الاختبارات ومنها اختبار الذكاء.
وقال محمد حمدي، أحد أولياء الأمور، إن هناك طالبة حصلت على نسبة 92.5%، وهذه النسبة بالنسبة لمدارس المتفوقين مؤهلة للالتحاق بكلية الطب البشري، إلا أن أسلوب التقييم، جعل الطالبة راسبة في مادة الكيمياء: "إزاي جايبة 92.5% وساقطة؟"، موضحًا أن هناك 3 درجات تحكم نجاح الطالب، الأولى درجته في الامتحان، والثانية، أعمال السنة، والثالثة امتحان القدرات في المادة، وإذا نجح الطالب في امتحان القدرات وأعمال السنة، ورسب في الامتحان النهائي يعد راسبًا.
ولفت حمدي، إلى أن الحد الأدنى للنجاح بهذه المدارس ليس 50% شأن الثانوية العامة، ولكنه 60%، موضحًا أن ابنته عائشة، تعرضت لموقف غريب جدًا، إذ وصلتها رسالة إلكترونية من المدرسة بنجاحها وحصولها على نسبة 85%، ونسبة نجاح في مادة الفيزياء وصلت إلى 81%، وحينما ذهبت للمدرسة لسحب الاستمارة فوجئت بحصولها في الفيزياء على 50%، بما يعني أنها راسبة بالمادة: "بنتي جايبة 85% وساقطة في الفيزياء والمفروض تدخل دور ثان".
بعض الطلاب ضاعت عليهم فرصة الحصول على منح للدراسة بالخارج، تقول تقى إسماعيل، موضحة أن طلاب المدرسة بذلوا مجهودًا شاقًا للحصول على منح للدراسة في الخارج، ولكن بعد رسوبهم، ضاعت عليهم هذه المنح نظرًا لارتباطها بوقت وشروط.
ولفتت الطالبة إلى أن الكثير من الطلاب يسعون للحصول على المنح بأنفسهم، نظرًا لأن الوزارة لا توفر منحًا مناسبة لعدد الطلاب هذا العام والذين تجاوز عددهم 650 طالبًا وطالبة.
يشير الطالب محمد رمضان، أحد طلاب مدارس المتفوقين، إلى أن المنح الداخلية والخارجية المقدمة لطلاب مدارس STEM، قليلة مقارنة بعددهم، رغم أنها المسار التعليمي السليم لاستكمال دراستهم، إذ تختلف طبيعة الدراسة في مدارس المتفوقين عن كل تجارب التعليم في مصر، وتعتمد على المشروعات والبحث والاستقصاء عبر الوسائل التعليمية المختلفة، وفقًا للمعايير العالمية.
وأوضح الطالب أن عدد المنح الخارجية التي تتاح لطلاب مدارس المتفوقين لا تزيد على 20 منحة سنويًا، إلى جانب نحو 60 منحة تقدم إلى الطلاب من فروع الجامعات الدولية داخل مصر، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات، وهذه الأعداد لا تتناسب مع أعداد الطلاب الذين تزايدوا بعد فتح وزارة التربية والتعليم عددًا كبيرًا من المدارس بشكل سريع.
وبعد أن بدأت تجربة مدارس STEM في مصر، بمدرستين فقط في المعادي و6 أكتوبر، توسعت الحكومة في التجربة ليصل إجمالي عدد المدارس حاليًا إلى 11 مدرسة بمحافظات: القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، كفر الشيخ، الدقهلية، الإسماعيلية، أسيوط، البحر الأحمر، الأقصر، المنوفية، والغربية.
الطالب محمد محمود، يخشى من المصير الغامض الذي ينتظر هذه المدارس بعد الأزمات التي واجهها الطلاب خلال العام الدراسي الماضي، سواء بسبب تنسيق القبول بالجامعات الذي ينتهي بالكثير من الطلاب إلى كليات العلوم، دون الطب والهندسة، ومرورًا بأزمات الكهرباء والإنترنت، ومشكلات في تحديد المناهج الخاصة بالطلاب، وانتهاءً بالامتحانات الصعبة التي خاضها الطلاب وأسفرت عن رسوب أكثر من 44% منهم.
ويشير الطالب إلى أن عددًا كبيرًا من طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي، اتجه للتفكير في ترك مدارس المتفوقين والتحويل لمدارس الثانوية العامة: "بمجهود أقل بكتير من اللي بنبذله بمدارس المتفوقين هيقدروا يبقوا من أوائل الثانوية العامة ويدخلوا الكلية اللي هما عايزينها"، هذا بالإضافة إلى طلاب الشهادة الإعدادية المتفوقين الذين عزفوا عن التقدم لمدارس المتفوقين خوفًا من المصير الذي ينتظرهم.
ويقول الدكتور رضا أبوسريع، أحد مؤسسي التجربة، تختلف مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا عن بقية أنظمة التعليم المصرية الأخرى، إذ تطبق نظامًا تعليميًا مميزًا يركز على اكتشاف الطلاب الموهوبين في العلوم والرياضيات ورعايتهم، مضيفًا أن فكرة إنشاء التجربة تعود إلى عام 2010، حينما أجرى مسؤولو التعليم المصري إحصاء كشفت نتائجه اتجاه 70% من طلاب الثانوية العامة للشعبة الأدبية، و30% فقط للشعبة العلمية.
وأضاف أبوسريع، أنه تم إجراء اختبار معياري في مادتي العلوم والرياضيات على عينة عشوائية من طلاب المدارس المصرية قوامها 50 ألف طالب، وكانت النتيجة سيئة للغاية، لذا جاءت فكرة إنشاء مدارس STEM بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف إحداث توازن في نظام التعليم.
ومع التطبيق، نجحت المدارس في تخريج طلاب مبدعين حصل بعضهم على مراكز متقدمة في مسابقات عالمية، مثل الطالبة ياسمين يحيى، التي حصلت على المركز الأول عالميًا في "إنتل آيسيف" Intel ISEF-International Science and Engineering Fair أو مسابقة "إنتل الدولية للعلوم والهندسة"، خلال عام 2015 بالولايات المتحدة، وأطلقت "وكالة ناسا" اسمها على الحزام الرئيسي لأحد الكويكبات التي اكتشفتها أخيرًا.
وعلى الرغم من توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتوسع في تجربة مدارس المتفوقين، وإنشاء مدرسة في كل محافظة، إلا أن المشكلات التي تحاصر المدارس تهدد استمرار التجربة.
فيديو قد يعجبك: