"متساويش 3 مليم".. القصة الكاملة لأزمة برلماني وطبيب بمستشفى مدينة نصر

كتب - أحمد جمعة وهند الشامي:

نشبت مشادة بين النائب حاتم عبدالحميد، عضو مجلس النواب، والطبيب عمرو حلمي بمستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي، أمس الأربعاء، فيما فشلت جهود وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد؛ لإنهاء الأزمة التي جرى تصعيدها إلى رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال.

وأصدرت رئيسة هيئة التأمين الصحي، سهير عبدالحميد، قرارًا بإيقاف الطبيب عن العمل بعد ساعات من الواقعة، ما أثار استياء العاملين بالمستشفى، قبل أن تلغي الوزيرة القرار وتُعيد الطبيب إلى العمل، ما دفع النائب حاتم عبدالحميد لرفض طلبها بمقابلته اليوم الخميس.

وكشف الدكتور مصطفى شكري، مدير مستشفى مدينة نصر، تفاصيل الواقعة لمصراوي، قائلًا: "النائب اعتاد التواجد داخل المستشفى لإجراء غسيل كلوي بشكل منتظم منذ 4 سنوات"، مضيفًا: "وخلال إجراء الغسيل الكلوي أمس، تحرك حركة خاطئة والكانيولا اللي في إيده اتفكت وتسببت في نزيف للدم".

وأضاف "شكري": "النائب بمجرد رؤيته للنزيف بدأ في توجيه السباب والشتائم إلى الفريق الطبي، رغم أن الممرضة المتواجدة في الغرفة ذهبت بسرعة لإيقاف النزيف، وهو ما حدث بالفعل، وعندما سمع الأطباء صوته المرتفع، ذهبوا تدخلوا لتهدئته، لكنه واصل توجيه الشتائم لهم وتهديدهم".

وواصل: "الدكتور عمرو حلمي لم يكن نوبتجيًا في هذا الوقت، وجري عليه يساعده، لكنه شتمه وهدده، الأمر الذي أدى لرد الدكتور عليه وقال له: متقدرش تعمل حاجة، ما أثار غضب النائب بشكل أكبر، واتصل بالشرطة وحرر محضر سب وقذف، وتمسك بأنه سيضيع مستقبل الدكتور".

وأوضح مدير مستشفى مدينة نصر، أن رئيسة هيئة التأمين الصحي حاولت تهدئة الموضوع، وأجرت تحقيقا داخليا أعقبه قرار بإيقاف الدكتور عمرو حلمي عن العمل.

ولفت إلى أن وزيرة الصحة تواصلت معه صباح اليوم لمعرفة تفاصيل الأزمة، مضيفًا: "الوزيرة قابلتنا الصبح، وأصدرت قرار عودة الدكتور إلى العمل، وقالت محدش يجي جنب ولادي والناس تشتغل وهيّ مطمنة وفي نفس الوقت نعامل المرضى بشكل جيد، ونحاول نمتص غضب الناس".

وقال شكري، إن الوزيرة أكدت على التواصل مع الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بخصوص الإجراءات التي تتخذ في وقائع الاعتداء على المستشفيات، مضيفًا: "الوزيرة قالت إن هذه الإجراءات لا تناسب الأطباء لأن الشرطة ترفض تحرير المحضر باسم منشأة، وتجعله محضرًا شخصيًا وفي النهاية يتم وضع الطبيب تحت ضغط ويتنازل عن المحضر".

واختتم الدكتور مصطفى شكري، بأن الدكتورة هالة زايد ستتواصل مع رئيس مجلس النواب، بشأن النائب الذي هدد الفريق الطبي بمستشفى مدينة نصر.

بدوره، قال النائب حاتم عبدالحميد، إنه يعكف على كتابة مذكرة بما حدث بالمستشفى وإرسالها إلى الدكتور رئيس مجلس النواب للتحقيق فيها.

وأضاف: "اعتد الذهاب لإجراء الغسيل الكلوي على نفقة الدولة، بصفتي مواطنًا وليس نائبًا، إلا أنه خلال الجلسة الأخيرة أجبرتني الممرضات على إجراء الغسيل بالغرفة المخصصة لمرضى فيرس "سي" رغم امتلاكي تحاليل تثبت سلامتي، رغم أنها صادرة من مركز الكبد بالمنصورة الذي يرأسه الدكتور جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب".

وبحسب عبدالحميد، فإنه دخل المستشفى منذ الخامسة فجرا، منتظرا موعد الغسيل الذي تم في العاشرة صباحا، ولمدة ساعتين، وأسفر الغسيل عن نزيف شديد له ما دفعه للصراخ في الممرضات: "انهرت عصبيا لأنني كنت معرضًا للموت، وحاولت إحدى العاملات أن توقف الدم ومنفعش، حتى جاء طبيبان وتعدى عليا أحدهما بالقول: "إنت ملكش لازمة ومتساويش 3 مليم".

وأضاف: "اتصلت بالنجدة دون الاستعانة بصفتي النيابية، وحررت محضرًا بالواقعة، وجاءت عقب 30 دقيقة رئيسة هيئة التأمين الصحي التي أوقفت الطبيب ومدير المستشفى عن العمل، إلا أن وزيرة الصحة أعادتهم للعمل مرة أخرى".

وأكد أنه رفض مقابلة وزير الصحة التي طلبت منه الحضور خلال اتصال هاتفي اليوم، بعد علمه بقرار عودة الطبيب للعمل: "القانون سيأخذ مجراه".