إعلان

"ما يتم في مصر إعجاز".. ننشر نص كلمة السيسي في ختام مؤتمر الشباب

10:47 م الأحد 29 يوليه 2018

كتب- عمر مصطفى:

قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال فعاليات الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني السادس للشباب، إعلان عام 2019 عامًا للتعليم.

ونشر السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، نص كلمة الرئيس السيسي خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الذي انعقد بجامعة القاهرة.

وجاء نص الكلمة كالتالي:

"أبنائي وبناتي.. شباب مصر الممتلئ بالحماسة والتجرد، شعب مصر العظيم، إنه لمن دواعى الفخر والسعادة، أن أخاطبكم اليوم من فوق هذا المنبر العريق، فى رحاب الجامعة المصرية الأم جامعة القاهرة، وفى وسط هذه الكوكبة الفاخرة من شباب الجامعات المصرية، ولا أذيع سرا حين أقول: إنني أشعر بمزيج من الفخر والأمل وأنا وسط شباب مصر العظيم، الذى أرى فى وجوههم لمحات الغد المشرق، وفي عيونهم بريق الأمل الساطع، وبسواعدهم يكتب لهذا الوطن مستقبل، ومن أجلهم نسعى بكل ما أوتينا من عزم لبناء الجسر القوى، الذى يعبربهم وبأحلامهم نحو الأمل والمستقبل، وبهم وبحماستهم وعزيمتهم، سيتحقق الحلم الأبدى لأمتنا ببناء وطن العزة والفخر والكرامة.

إن ثقتي المطلقة في قدرات شباب مصر، ليست نبؤات أو إرهاصات تقبل الشك أو التأويل، وإنما هى ثقة بنيت من لبنة التجربة والمعايشة لهم، ولطموحاتهم والمتابعة الدقيقة لأنماطهم السلوكية، والتى يأتى فى مقدمتها الحماس والتجرد والإرادة، وإنه من حسن الطالع أن ألتقى بأبنائى الشباب فى جامعة القاهرة، ممثلة للجامعات المصرية التى هى منابر العلم والحكمة للأمة المصرية، وصوتها الوطنى الشادى بالمعرفة والثقافة، والتى كانت على مدار تاريخها رمزا للعلم والوطنية، والتى سطر أبناؤها حروف الفخر فى كتابنا الوطنى المكنون، ولم تكن جامعاتنا منارات للعلم والمعرفة فقط، بل كانت أيضا منابر للصوت المصري الوطني في مواجهة التحديات التي تواجه مصر على مدار تاريخنا الحديث والمعاصر.

وقد خرج من أبنائها حملة ألوية الحداثة والتنوير ليعبروا عن عراقة مصر وشعبها ويضيفوا إلى ما صنعه الأجداد من إنتاج حضارى وإنسانى، فأصبحت الجامعات المصرية وفى مقدمتها جامعة القاهرة قيمة مصرية نعتز بها جميعا.

وفي هذه اللحظة التى نقف فيها نفتخر بجامعتنا العريقة، لا يفوتنى أن أتوجه بتحية تقدير وإجلال إلى روح الأميرة فاطمة إسماعيل، التى بادرت بإنشاء الجامعة المصرية الأولى فاستحقت الخلود فى قلوب المصريين، وأن يبقى اسمها قرينا بالعلم والمعرفة، وكذا أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لكل أبناء مصر فى الجامعات أعضاء هيئة تدريس وطلاب وباحثين وإداريين وفنيين على ما يبذلونه من جهود حثيثة، لدعــم مسيرة التعليم والبحث العلمى فى وطننا الغالى.

أبنائى وبناتى، شعب مصر العظيم.. إن دولتنا المصرية باتت أكثر استقرارا وثباتا بعد أن خضنا سويا غمار التحدى، وجابهنا الأزمات وواجهنا المشكلات باقتحامها، وليس بالتسكين والتسويف وكلل الله سعينا بالتوفيق، فى استعادة الدولة لاستقرار وفاعلية مؤسساتها، وحصر موجات الإرهاب المتتالية التى واجهناها بالتضحية والفداء، والدماء الطاهرة التى سالت على أرض الوطن الطيبة، وبالتوازى مع ذلك كانت الخطوات الناجحة، على طريق التنمية والإصلاح الاقتصادى، وتحسين البنية التحتية واسترجاع التأثير للدور المصرى إقليميا ودوليا، والتفاعل الإيجابى لمصر مع قضايا وهموم أمتها العربية، ودورها الأفريقى والمتوسطى المهم، وكانت جهودنا السياسية لاحتواء أزمات كبيرة، فى وسط إقليم ملتهب تواجه أغلب دوله لحظات فارقة، والوصول بقضاياه الشائكة إلى مفترق الطرق، الذى سيصل بها إلى النهايات، وهو ما استلزم أن تظل مصر هى الرقم الصحيح، فـى المعادلـة الإقليمية والدولية، بحكم التاريخ وسمــــات الجغرافيا.

وقد كانت مسيرتنا سويا على مدار السنوات الأربع الماضية، قائمة على عقد اجتماعى وقعناه سويا بأن تكون الشفافية والمصارحة، عنوان القول والتجرد والإخلاص وكان أبناء هذا الشعب العظيم مبعث الفخر واستحقوا الإشادة والامتنان، وهم يخوضون ببسالة معركة بقاء الوطن وبنائه، بصبر وثبات ويقين بعظمة مصر، وقدموا التضحيات بدماء طاهرة شريفة وتحمل لآثار الإصلاح الاقتصادى الجانبية وهذا عهد الوطن بنا، مقاتلين من أجله ومرابطين من أجل مستقبله زارعين الخير فى أراضيه، وصانعين الأمل للأبناء والأحفاد، وكاتبين للحلم اسما وعنوانا، وراسمين لوحات بألوان علم مصر الخفاق دائما.

أقول لكم بلسان الصدق المبين إن ما يتم فى هذا الوطن هو إعجاز، صنع بأياد مصرية طيبة، سيخلدها التاريخ بحروف مـن نور، إن المرحلة القادمة من مسيرة العمل الوطنى، تفرض علينا وضع الإنسان المصرى فى مقدمة أولويات الدولة وستكون صياغة وبناء الإنسان المصرى هى أحد أهم محاور العمل فى الدولة، وسيكون مشروعنا القومى الأهم هو استعادة الهوية المصرية إلى طبيعتها الأصيلة، بعد أن كادت بعض المحاولات الخبيثة تشويهها والنيل منها من أجل أجندات وأيدلوجيات تعاديها وتريد طمسها وهو ما رفضه المصريون بشكل قاطع.

وستكون عملية صياغة بناء الإنسان المصري عملية شاملة فى الشكل والمضمون وتعتمد على التناغم بين البناء الجسدى والمعنوى والفكرى والثقافى، من خلال إطلاق استراتيجية شاملة لإصلاح وتطوير منظومة التعليم تتوازى مع البدء فى تطبيق منظومة التأمين الصحى المتكامل لتحسين الحالة الصحية العامة للمصريين، وكذلك انطلاق البرامج التدريبية بالأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب والتطوير الشامل لمراكز الشباب وقصور الثقافة الجماهيرية، والربط بينهما بحيث تصبح ممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية والفنية متاحة لجميع المصريين، ولإيمانى بأن الجامعة لا يقتصر دورها فقط على تحصيل العلم والبحث العلمى بل يمتد لتكوين الخلفية المعرفية بشكل عام ولتنمية المواهب والابتكار فإننى قد وجهت وزير التعليم العالى أثناء اجتماعى بالمجلس الأعلى للجامعات بالبدء فى تفعيل الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية بالجامعات ودعم الموهوبين المبتكرين فيها فـى كــل المجـالات.

من خلال متابعتى لجلسات هذا المؤتمر، فإنني قررت الآتي:-

-إعلان عام 2019 عام التعليم.

-إطلاق المشروع القومي لتطوير نظام التعليم المصري الجديد.

-تخصيص 20 % من المنح الدراسية خارج وداخل مصر لكوادر التربية والتعليم لمدة 10 سنوات.

-إنشاء هيئة اعتماد جودة البرامج للتعليم الفني والتقني وفقا للمعايير الدولية.

-إنشاء مركز لتدريب وتأهيل المعلمين والمدققين للتعليم الفني الجديد بقا للمعايير الدولية.

-تكليف رئاسة الوزراء وبالتنسيق مع كل الجهات المعنية بالدولة لربط الخطط والمشروعات البحثية بالجامعات المصرية باحتياجات الدولة والمجتمع وتكليف الجامعات المصرية بإيجاد حلول للمشكلات التى تواجــه الدولة كل في اختصاصه.

- تكليف رئاسة الوزراء وبالتنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات لإعداد خطة شاملة على مستوى الدولة لعودة الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية بالجامعات المصرية وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة للتحقيق ذلك.

-التنسيق بين الوزارات المعنية وتحت إشراف رئيس مجلس الوزراء لإتاحة الفرصة لطلاب المدارس لممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية والفنية بمراكز الشباب وقصور الثقافة.

- إنشاء "حضانات للإبداع والابتكار" تحت رعاية المجلس الأعلى للجامعات بحيث يتم من خلالها توفير أوجه الدعم اللازم للشباب المبدعين فى كل المجالات.

- تكليف مجلس الوزراء، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع بتبني مشروع الهوية لكل محافظة ويتم دراسته وتنفيذه من خلال خطة شاملة يتم عرضها خلال ثلاثة أشهـر.

شعب مصر العظيم، إن ما نصنعه اليوم هو تاريخ الغد، وكل جهد يبذل وكل تضحية تقدم، وكل عمل ينجز، إنما هو توثيق وتاريــخ للغـــد وصياغة للمستقبل، ونحن أمة قد احترفت الابتكار وصناعة المعجزات، لذا فإن يقيني بأننا نسعى نحو الغد والمستقبل بخطى ثابتة وثقة في الله عز وجل، ويقينا بأن هذا الوطن العظيم يستحق منا أن نعمل من أجله ونموت من أجله، ونصنع له حاضرا يستحقه، ونفتح له مستقبلا يليق به، وفي سعينا هذا لا نملك إلا العمل بإخلاص، والتجرد من الهوى، وإعلاء القيم والمبادئ على ما دونها، واثقين بأن بالجهد والعمل والتجرد والإخلاص.. ستحيا مصر.

تحيا مصـــر.. تحيا مصـــــر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان