ما هي بكتيريا "إي كولاي".. أحد أسباب وفاة سائحي الغردقة؟
كتب – أحمد جمعة:
أرجع تقرير مصلحة الطب الشرعي سبب وفاة السائحين البريطانيين بأحد فنادق الغردقة منتصف الشهر الماضي، إلى توقف عضلة القلب والتنفس، نتيجة معاناتهما من قيء وإسهال ودخولهما في حالة من الإعياء، فيما أثبت التحليل المعملي للعينات المأخوذة من جثمان السائح "جون جيمس" إيجابيتها للبكتريا الأشريكية المعوية (E-COLI).
وقال طبيبان، إن بكتيريا (إي كولاي) من الأسباب الشائعة للتلوث الغذائي، وسببها المباشر عدم النظافة الشخصية للقائمين على إعداد الطعام والتخلي عن اتباع الإجراءات الوقائية الضرورية حال إعداد الطعام في المطاعم أو الفنادق.
وأوضح الدكتور سمير عنتر، نائب مدير عام مستشفى حميات إمبابة، أن البكتيريا تعيش في القولون، وتكون متكافئة مع الجسم، وهناك أنواع ضارة منها تؤدي إلى نزلات معوية لكنها لا تكون سببا مباشرا للوفاة، مشيرًا إلى أن أعراضها تتمثل في نزلات معوية وارتفاع درجة الحرارة ومغص أو قيء أو إسهال وتقلصات في البطن ووعكات القولون.
وأضاف عنتر، لمصراوي، الأربعاء، أن المصدر الأساسي للإصابة بالبكتريا عدم اتباع القائمين على إعداد الطعام للنظافة الشخصية السلمية، بما يتسبب في نزلات قولونية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أظهرت العينات المأخوذة من 26 من العاملين بقسم الأغذية والمشروبات بفندق إقامة السائحين البريطانيين، سلامة تلك العينات عدا ثلاثة عاملين تبين إصابتهم ببكتريا (VE-STAPH – STAPH COAGAVLASE)، بحسب ما جاء في بيان النائب العام.
كما أفاد التقرير بأنه لا يوجد علاقة بين وجود الوفاة وإصابة العاملين الثلاثة؛ لاسيما وأن التحاليل المعملية للعينات المأخوذة من المتوفيين أظهرت سلبيتها لهذا النوع من البكتيريا.
بدوره، أكد الدكتور سعيد شلبي، أستاذ الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث، أن هناك أنواع من بكتيريا (إي كولاي) تؤدي إلى تقلصات معوية، وأخرى أكثر خطورة قد تسبب نزيفًا في الأمعاء وقد تؤدي إلى الوفاة.
وأضاف شلبي، لمصراوي، أن الإصابة بالبكتيريا تتوقف على النظافة الشخصية للعاملين، والتواصل مع الأشخاص الذين لا يغسلون أيديهم بعد استخدام المرحاض.
وانتهى تقرير الطب الشرعي، إلى أن وفاة السائح "جون جيمس" نتجت عن النزلة المعوية الحادة والشديدة التي تسببت من الإصابة (إي كولاي)، وما أدت إليه من إسهال وقيء، واختلال في مستوى الأملاح بالدم، وساهم في زيادة شدة النزلة المعوية وتأثيرها الحالة المرضية الشديدة في القلب المتمثلة في ضيق الشرايين التاجية الثلاثة؛ مما نتج عنه نقص في الإمداد الوعائي في القلب، مترافقًا مع تأثيرات العدوى المرضية وهو أمر يعد من عوامل الخطورة، نظرًا لكبر سن المتوفي الذي يبلغ من العمر 69 عامًا، ما أدى إلى الوفاة في النهاية.
ويعتبر الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للمعاناة من المشاكل الصحية عند التعرض لبكتيريا إي كولاي، وكذلك أكثر عرضة لظهور مضاعفات الإصابة بها، حسب قول الطبيبين.
وعزا تقرير الطب الشرعي وفاة زوجته "سوزان" إلى إصابتها ببداية متلازمة الانحلال الدموي اليوريمي (HUS)؛ ما أدى إلى وفاتها، ويرجح أن يكون ذلك كله بسبب إصابتها ببكتريا (إي كولاي)، كونها مقيمة مع زوجها المتوفي بذات الغرفة، وملازمتها له في التنقل وتناول ذات الطعام.
وأثارت وفاة السائحين جدلًا واسعا خلال الأيام الماضية. وقررت شركة توماس كوك البريطانية، إجلاء عملائها البالغ عددهم 301 من الفندق الذي شهد الوفاة، وتخييرهم بين العودة إلى بلادهم أو استكمال رحلتهم.
والتقى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، نهاية الشهر الجاري، المدير التنفيذي لمجموعة "توماس كوك"، بيتر فانكهاوزر، وأكد له التزام الحكومة المصرية بإعلان النتائج النهائية للتحقيقات بشفافية.
فيديو قد يعجبك: