وزير الآثار: تطوير "صان الحجر" يضعها على خريطة السياحة العالمية
القاهرة- أ ش أ:
قال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إن مشروع تطوير منطقة تانيس - صان الحجر الآثرية بالشرقية، والذى تنفذه الوزارة حاليا، يستهدف تحويلها إلى متحف مفتوح، ووضعها على خريطة السياحة المحلية والعالمية، بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية، حيث تعد هذه المنطقة هي "طيبة الشمال"، لافتا إلى أنها لا تحظى بزيارة الوفود السياحية ومعظم آثارها الضخمة كانت محطمة ومتناثرة بالموقع.
وأشارت وزارة الآثار - في بيان لها اليوم السبت، إلى أن وزير الآثار نفذ اليوم بجولة تفقدية لمنطقة صان الحجر، رافقه فيها الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، وسحر طلعت رئيس لجنة السياحة والطيران، ونائب محافظ الشرقية وعدد من سفراء الدول الأجنبية بمصر، منهم سفراء ليتوانيا والبرازيل واليونان والكونغو، بالإضافة إلى المستشار الثقافي الفرنسي ومدير المعهد الفرنسي بالقاهرة، والقائم بأعمال السفير البولندي وعائلته، ونائب سفير دولة البرتغال وعائلته.
وشدد العناني على اهتمام الوزارة بآثار المحافظة، حيث تطورت وافتتحت متحف (تل بسطة) أوئل العام الحالي، كما بدأت في تطوير منطقة صان الحجر منذ العام الماضي.
وأوضح أن مشرع تطوير المنطقة أسفر حتى الآن عن ترميم وإقامة مسلتين، وعمودين، وتمثالين ضخمين للملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى عمل مصاطب لرفع باقي البلوكات الحجرية الأثرية عليها لحمايتها وإظهارها بصورة أفضل للزائرين.
وقال: "إن الزيارة التفقدية لمنطقة صان الحجر هي رسالة أمان وأمن للعالم كله، وتعريف للمجتمع المحلي بأحد أهم المناطق الأثرية في مصر، والتي كانت عاصمة مصر خلال الأسرة الـ21 والـ22، والتي نظرا لثرائها الآثري أطُلق عليها (أقصر الشمال).
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار "إن منطقة صان الحجر شهدت عام 2017 البداية الحقيقية لإنقاذ الموقع الأثري منذ أن تم الكشف عنها على يد بعثات أثرية أجنبية متوالية فوق ما يزيد عن قرنين من الزمان، حيث بدأت وزارة الأثار في أعمال المسح والتوثيق الأثري للمنطقة بعد إعداد مشروع متكامل لتطويرها ووضعها على خريطة السياحة المحلية والعالمية بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والآثرية".
وأضاف أن أعمال تطوير المنطقة تضمنت رفع أكثر من 100 كتلة حجرية تزن أكثر من 20 طنا، ووضعها على قطع خشبية وبلوكات حجرية وعزلها عن الأرض لحمايتها من الرطوبة والأملاح، فضلا عن عمل مئات من الأمتار من المصاطب المنظمة بالشكل الذي يتناسب مع تكوين المعبد المصري القديم بصرحه وحدوده القديمة، وذلك برفع القطع الآثرية عليها لحمايتها حتي يتسنى للزائرين الاستمتاع برؤيتها بالشكل الأمثل.
وأشار وزيري إلى أهم القطع التي قامت البعثة بترميمها وإعادة تركيبها ورفعها، وهي التمثال الشمالي الضخم للملك رمسيس الثاني، والذي كان مفككا إلي 4 أجزاء ملقاه علي الرمال منذ اكتشافه في القرن الـ19، كحال باقي القطع الموجودة، ليقف ولأول مرة ليزين مدخل المعبد كما كان في العصور الفرعونية.
وأوضح أنه تم أيضا رفع مسلتين (البيلون الأول)، بالإضافة الي عمل 6 قواعد بصالة الأعمدة لرفع المسلات عليها ولأول مرة منذ سقوطها خلال القرن الأول الميلادي، ومن بين هذه القطع التي تم ترميمها وإعادة تجميعها وتركيبها بالموقع مسلتين كبيرتين وعامودين وتمثالين للملك رمسيس الثاني.
يذكر أن تل صان الحجر يمثل أهمية بالغة في التاريخ المصري القديم لكونه عاصمة مصر القديمة في عصر الأسرتين الـ21 و23، ومقر دفن ملوك الأسرتين الـ21 و22، ويصل ارتفاعه إلى 30 مترا أعلى الأرض، ويمتد حوالي 3 كيلو مترات من الشمال إلى الجنوب، وحوالي 1.5 كيو متر من الشرق إلى الغرب.
وشهد الموقع العديد من الحفائر والاكتشافات الأثرية المهمة منذ القرنين الـ18 و19، ومن أهم البعثات الأثرية التي عملت بالموقع حفائر ماريت في الفترة من 1860- 1864، وبترى 1883-1884، والبعثة الأثرية الفرنسية، كما كان للبعثة المصرية التواجد الدائم بالموقع وعمل المجسات الآثرية على فترات متباعدة حتى كان لها التواجد القوي منذ عام 2017.
وتحتوي منطقة صان الحجر على عدد كبير من المقابر والمعابد، أهمها معبد آمون الكبير، والذي يعد أكبر المعابد في شمال مصر، ومعابد أخرى لموت وخونسو وحورس، بالإضافة إلى المسلات الخاصة بالملك رمسيس الثاني وغيرها من الآبار والتماثيل العملاقة بأشكالها المتنوعة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: