سامح شكري: زعماء العالم حريصون على الالتقاء بالسيسي خلال زيارته لنيويورك
نيويورك (أ ش أ)
أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي الراهنة للولايات المتحدة الامريكية لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، تعد أيضًا فرصة يتم استثمارها لاجراء عدد كبير من اللقاءات الثنائية مع بعض قادة دول العالم وذلك الي جانب بحثه للعلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الامريكية من خلال لقائه بالرئيس الامريكي دونالد ترامب، موضحاً ان عددا كبيرا من زعماء العالم طلبوا عقد لقاءات ثنائية مع الرئيس السيسي خلال زيارته لنيويورك.
وأضاف وزير الخارجية في تصريحات اليوم السبت، في نيويورك خلال لقائه مع رؤساء مجالس ادارات ورؤساء تحرير الصحف ووكالة انباء الشرق الاوسط وعددا من الاعلاميين، أن الرئيس السيسي سوف يلتقي أيضا خلال الزيارة بأعضاء غرفة التجارة الامريكية وعدد من ممثلي الشركات الامريكية ممن لهم نشاط في مصر أو الراغبين في إقامة نشاط بها وكذلك لقائه مع مجلس التفاهم الامريكي الذي يضم في عضويته عددا من رؤساء مجالس إدارات الشركات المهتمين بالشأن السياسي إلى جانب الامور التجارية والاقتصادية.
وقال وزير الخارجية إن الرئيس السيسي سيشارك أيضا في أعمال قمة مجموعة ال٧٧ والصين، التي ترأسها مصر حاليا والتي تعد تجمعا اقتصادياً يتم التعامل معه من منظور سياسي ايضا، حيث تقوم ببحث احتياجات الدول النامية في اطار القضايا الدولية مثل الحوكمة التجارية أو تغيير المناخ أو برامج التنمية وتنفيذها وتحقيق مصالح الدول النامية بصورة عامة.
وذكر سامح شكري أن الرئيس السيسي سيشارك أيضا في الاحتفال الذي سيقام على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بمئوية الزعيم الافريقي الراحل نلسون مانديلا لمكانته وتضحياته كرمز من رموز القارة، لا سيما أن مصر ستترأس في يناير القادم الاتحاد الافريقي.
وسيشارك الرئيس السيسي أيضا في قمة تغير المناخ، لافتا إلى أن مصر تسير بخطي واثقة في إطار سياسات الطاقة ومساعيها لتصبح مركزاً لتصدير الغاز والتعاون في منطقة شرق المتوسط في هذا المجال وتبنيها سياسة تنويع مصادر الطاقة وتنامي الاعتماد على الطاقة الجديدة المتجددة والحد من التلوث.
وأضاف وزير الخارجية سامح شكري أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيعقد أيضاً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لقاءات مع عدد من الزعماء المؤثرين ، لافتاً الى كثافة طلبات دول العالم لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بصورة أكبر من قدرتنا على استيعابها وحاولنا أن تتسم اللقاءات بالتنوع الجغرافي والسياسي.
وأوضح أن تحديد زعماء الدول الذين سيلتقي بهم الرئيس السيسي يراعي ظروف الوقت المتاح لهذه اللقاءات والتي نحرص على أن تتسم بالتنوع الجغرافي والسياسي وان تكون متصلة بدوائر محل اهتمام مصر من الناحية الاستراتيجية وعلاقاتها بتلك الدول من الناحيتين السياسية والاقتصادية وكذلك الجهود المشتركة لمواجهة التحديات في منطقة الشرق الاوسط وجهود مواجهة الارهاب والموضوعات الخاصة بالتنمية.
واشار شكري إلى أن لقاء الرئيس السيسي والرئيس الامريكي دونالد ترامب يأتي في إطار أهمية العلاقات الاستراتيجية وحرص كل من الجانبين عليها، مشيرا إلى أن استئناف مناورات النجم الساطع مجدداً يعد دليلاً على التعاون العسكري بين البلدين، مؤكدا حرص البلدين على تعزيز تلك العلاقات وعوائدها لتحقيق المصالح المشتركة على النطاق الثنائي والاقليمي والدولي.
وأكد سامح شكري انه خلال العامين الماضيين بذلت جهود مشتركة وتبادل للعلاقات من خلال الشرح والتوضيح عبر لقاءات من جانب مسئولين من كلا البلدين لاتخاذ إجراءات متصلة بشأن تطوير تلك العلاقات.
وذكر أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب وافق على تسليم مصر 195 مليون دولار تمثل جزءاً من المساعدات التي كان قد تم احتجازها عن عام 2016 كذلك صرف مبلغ مماثل عن عام 2017 ، مشيرا إلى أن هذا الامر يشير إلى أن العلاقات بين البلدين تسير في اتجاه صحيح وأن القضايا التي كانت مثارة بينهما تم التعامل معها من كلا الجانبين.
وقال إن وجود قضايا محل نقاش بين البلدين هو سمة طبيعية على مدي أربعين عاما ماضية حيث يكون هناك تباين في الرؤي بشأن بعض القضايا التي ربما ترتبط بظروف المنطقة وتقدير المواقف،حيث يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لتسير الامور نحو تحقيق المصالح المشتركة .
وأعرب عن أمله أن يمثل لقاء ترامب السيسي فرصة للانفتاح والتبادل والتواصل وأن يتم اطلاق مرحلة جديدة من العلاقات مرتبطة بتعزيز قدرات مصر السياسية والامنية واستمرار التعاون لتحقيق الاهداف المشتركة.
وقال إن مصر تتواصل مع الولايات المتحدة الامريكية بهدف العمل على استئناف العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وكذلك التواصل مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للوصول لاقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية
وقال سامح شكري اننا على تواصل مع الجانب الامريكي لعرض رؤيتنا وفقا لقرارات الشرعية الدولية والمفاوضات السابقة إلى جانب محطات الحوار العديدة التي تمت بين السلطة الوطنية الفلسطينية والجانب الاسرائيلي والتي كانت قد وصلت لبعض التفاهمات، مؤكدا أن أي خطوة يمكن اتخاذها ينبغي أن تنطلق من قواعد الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة.
وبالنسبة للوضع في ليبيا، قال وزير الخارجية سامح شكري إن هناك جهوداً تبذل لعقد اجتماع وزراي لبحث الوضع في ليبيا خاصة في ضوء تطورات الاحداث الاخيرة في طرابلس واندلاع أعمال عنف وأعمال عسكرية تثبت صحة رؤية مصر في ضرورة تفعيل خطة مبعوث الامم المتحدة إلى ليبيا في كافة عناصرها إلى جانب ثبوت أن الاعتماد على الميليشيات المسلحة في تحقيق الأمن هو شئ غير مأمون ويحمل مخاطر كثيرة حيث ينبغي الاعتماد على القوات المسلحة والشرطة الوطنية تحت قيادة سلطة الحكومة التي لها شرعيتها وتمارس صلاحيتها على هذه الاجهزة.
وأوضح أن هناك اهتماما من العديد من الدول الاوروبية بشأن الأوضاع في ليبيا والذي تجسد في الاجتماع الذي عقد في باريس لهذا الغرض فضلا عن اهتمام إيطاليا نظرا لتأثرها بالهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن مصر تتفاعل مع كل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في ليبيا ونعمل على توحيد الجيش وتشجيع الاطراف المختلفة على تحقيق سلام سياسي والاستقرار في ليبيا.
وردا على سؤال حول الموقف من القضايا التي يتم إثارتها ضد مصر كل عام قبل انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، قال سامح شكري إن مثل هذه الموضوعات يتم تناولها بشفافية ووضوح وأن ما يتم رصده من وتيرة الحديث من جانب بعض الدوائر الامريكية قد شهد خفوتا كبيرا في الفترة الاخيرة خاصة ما كان يثار من موضوعات تتعلق بحقوق الانسان.
وأضاف أن المتابع لملف حقوق الانسان في مصر يري أن الدستور والقانون والحكومة تكفل حماية حقوق الانسان المصري في ظل مناخ حرية الرأي والتعبير الذي تشهده مصر ، حيث يتم تبادل النقاش حول مختلف القضايا السياسية إلى جانب النشاط الذي يبذل من جانب منظمات المجتمع المدني، مؤكدا أن الحوار بين الجانبين بشأن بعض القضايا في إطار هذا الحوار هو أمر مقبول طالما انه ليس في اطار المشروطية او ممارسة سياسة بعينها.
وقال وزير الخارجية سامح شكري إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيؤكد - خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - ضرورة معالجة ظاهرة الإرهاب ومواجهتها، خاصة وأنها لم تعد تهدد دولة بعينها بل تهدد العالم أجمع بما يتطلب المواجهة الشاملة والحازمة له من خلال تعاون تام بين كل دول العالم لأن التعامل الجزئي لن يؤتي ثماره، مشيرا إلى أن المنظمات الإرهابية تحصل على أسلحة متطورة وقدرات كبيرة تكشف عن وجود دعم لها من جانب بعض الدول بما يحتم التعاون الدولي من أجل وقف ذلك التمويل وتجفيف منابعه ومواجهة تلك الظاهرة.
وأوضح أن التهديدات الأمريكية الإيرانية المتبادلة هي أمر من شأن الدولتين، ونحن ننظر إلى الأمر في ضوء الوضع الإقليمي وضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي وعدم تأثره بمجريات تلك الأحداث ولا نقبل أي مساس أو إضرار بالأمن القومي العربي على أنه كل لا يتجزأ.
وتابع: إن ما يتردد من تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز، هو أمر يخرج عن نطاق القانون الدولي والمجتمع الدولي لن يصمت على ذلك وكذلك العالم العربي، مؤكدا أن فكرة الأمم المتحدة قائمة على الحوكمة الدولية والقانون الدولي يكفل حرية الملاحة وكذلك قانون البحار الذي يحكم سياسات الدول إلى جانب أنه يتم وضع الدول المخالفة تحت طائلة عقوبات مجلس الأمن في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: