"إنذار مبكر".. رئيس "الأرصاد" يكشف تفاصيل موجة السيول المتوقعة- حوار

كتب- محمد نصار:

قال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إن هناك عدة محافظات مهددة بخطر السيول المتوقعة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف عبدالعال، في حوار لمصراوي، أن الهيئة تصدر تحذيرات مستمرة لجميع الوزارات والمؤسسات في الدولة على فترات زمنية مختلفة من أجل الاستعداد لأي مخاطر يمكن أن تتعرض لها البلاد، وإلى نص الحوار.

ماذا تعني "الظواهر الجوية العنيفة" التي ذكرها بيان الأرصاد؟

في مثل هذا التوقيت من كل عام نصدر بيان دوري يسمى بالبيان التحذيري أو الإنذار المبكر، والظواهر الجوية العنيفة المذكورة في البيان تتعلق بالسيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة، ومخاطر الرياح الشديدة.

ما الهدف من الإنذار المبكر؟

الهدف منه إعطاء الفرصة والوقت الكافي لكل المحافظات للاستعداد لموسمي الخريف والشتاء، والهدف الرئيسي يكمن في منح المحافظات الفرصة لتطهير وتهيئة مخرات السيول الموجودة بها، لذلك نصدر تحذيرات متتالية ومستمرة منها تحذيرات قبل 72 ساعة و48 ساعة و24 ساعة، لتكون المحافظات على أهبة الاستعداد لأي تغير مناخي قد يطرأ في أي لحظة.

لماذا طالبت المواطنين والسكان بالابتعاد عن مخرات السيول؟

السيول تختلف في طبيعتها عن الأمطار الغزيرة التي تهبط على أرض مستوية، فالسيول تهبط على قمم المناطق الجبلية ومن ثم يمكنها التجمع بكميات كبيرة والاندفاع بقوة مدمرة نحو سطح الأرض، ولذلك يمكنها إزالة وتدمير أي منازل تعترض طريقها، مثلما حدث في منطقة رأس غارب.

ما المدة التي تستمر فيها السيول؟

السيول مستمرة طوال فصل الخريف، لأن طبيعة مصر تشهد أمطارًا في هذا الفصل، وربما تمتد حتى فصل الشتاء.

ما تفاصيل خريطة التغير المناخي في مصر خلال الفترة المقبلة؟

التغير المناخي ظاهرة عالمية ولا تتعلق بمصر وحدها، وليس من الضروري أن يكون للأسوأ، فعلى سبيل المثال لم يؤد التغير المناخي في درجات الحرارة خلال شهر أغسطس الماضي إلى ارتفاع درجات الحرارة، لكن السيول ستكون مؤثرة بشدة على المحافظات وحياة المواطنين خاصة في المحافظات والمناطق الجبلية.

ما أسباب هذه التغيرات المناخية وإلى أي مدى تستمر؟

التغيرات المناخية كما قلت من قبل تغيرات عالمية مرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري، وهى مستمرة باستمرار استخدام البشر للمنتجات البترولية ومشتقاتها بدلا من الطاقات النظيفة، ونتج عن هذه المواد البترولية تكوين طبقة أو غلاف من الملوثات حول الكرة الأرضية، وبالنسبة للاستمرارية، فالسيول والرياح أو درجات الحرارة ونسب الرطوبة المرتفعة مستمرة باستمرار ظاهرة الاحتباس الحراري.

ما الدورة التي يأخذها تحذير أو بيان الأرصاد قبل الوصول للمواطنين؟

في البداية نصدر بيانات مستمرة ومتواصلة عن التغيرات في حالة الطقس بمختلف أنحاء الجمهورية، ونرسلها إلى مجلس الوزراء وجميع الوزارات في الدولة، إلى جانب المحافظات، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، في توقيت متزامن، وبناءً على ذلك تتحرك جميع الوزارات المعنية باتخاذ التدابير اللازمة لتلافي أي مخاطر، بخلاف التحذيرات التي تصدر للمواطنين عبر وسائل الإعلام.

قلت من قبل إن العمل جارٍ لتغيير تعريف الطقس في المناهج الدراسية، ما تفاصيل ذلك؟

يوجد فريق عمل في الوقت الحالي يضم عددًا كبيرًا من الباحثين والخبراء في المناخ وعلماء الأرصاد الجوية يعملون على وضع تعريف جديد للطقس من أجل تدريسه في المناهج الدراسية، ولكن لا يمكن الحديث عن تفاصيل حالية أو مدة زمنية محددة لأننا في النهاية نتحدث عن تغيرات في الطقس ويستغرق الأمر وقتًا طويلًا يمتد لسنوات لرصدها ودراستها.

ما المناطق المعرضة لخطر السيول في البحر الأحمر، وهل توجد أي مناطق أخرى خارج المحافظة؟

الأمر لا يتعلق بمنطقة بعينها في البحر الأحمر، لكن بشكل عام أي منطقة أو محافظة محاطة بسلاسل جبلية تقع في منطقة الخطر بالنسبة للسيول.

يشار إلى أن مصر تمتلك العديد من السلاسل الجبلية، منها سلسلة جبال البحر الأحمر وتقع غربي البحر الأحمر وتمتد من أقصى الشمال عند رأس خليج السويس حتى تندمج في هضبة الحبشة في الجنوب محازية لساحل البحر، وجبل عتاقة (371 مترا) المطل على مدينة السويس، وسلسلة جبال سانت كاثرين التي تقع في محافظة جنوب سيناء، ويعتبر من أعلى الجبال في سيناء ويبلغ ارتفاعها 2.629 مترًا فوق سطح البحر، وجبل موسى والذي يعتبر من أكثر الجبال الموجودة في جنوب سيناء شهرة ويبلغ ارتفاعه 7363 قدمًا، وجبل العوينات الذي يقع في منطقة حدود ليبيا -مصر- السودان، ويغطي جبل العوينات مساحة قدرها 1500 كيلو متر مربع.