مثقفون يرفضون رئاسة الفقي لـ"أدباء مصر".. والأخير: مقالاتي قطعة أدبية
كتب- محمد عاطف:
أثار اختيار الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، رئيسًا لمؤتمر أدباء مصر، في دورته الثالثة والثلاثين لعام 2018، المقرر إقامته خلال شهر ديسمبر المُقبل، جدلًا كبيرًا على الساحة الأدبية والثقافية، نظرًا لأنه لا ينتمي للوسط الأدبي أو الثقافي، فهو من مشاهير السياسيين والدبلوماسيين.
وانتقد الشاعر محمد الدسوقي، عضو أمانة مؤتمر أدباء مصر، اختيار "الفقي"، قائلًا: "للأسف لم أحضر الاجتماع الخاص باختيار رئيس المؤتمر، وأرى أن هناك توجه ما لمن قرروا ترشيحه ومنحه أصواتهم".
وأضاف الدسوقي، لـ"مصراوي": "وجود الفقي، سيضر المؤتمر والأدباء والمثقفين وأصحاب القيّم الإبداعية ممن يؤمنون بالحرية والديمقراطية والثقافة الحرة غير المدجنة - للأسف - ما يحدث يدل على حال ثقافتنا وما آلت إليه"، مضيفًا: "ضرر اختيار الفقي، أكبر من نفعه - القيمة الثقافية لا تقاس بالشهرة ولا بالمنفعة، لكنها تقاس بأثره وما قدمه للثقافة من جديد وتجديد".
وعلق الشاعر يسري حسان، على اختيار "الفقي" قائلًا: "من المفترض أن هناك لائحة للمؤتمر تحدد شخصية الرئيس الذى يجب أن يكون صاحب إنجاز أدبي أو نقدي مرموق، ولعب دورًا لافتًا في خدمة الأدب والأدباء، وفي ظني أن د. مصطفى الفقي- بعيد عن كونه مفكرًا أو كاتبًا أو سياسيًا نتفق معه أو نختلف- ليس هو الشخصية الأدبية أو النقدية التي تصلح لرئاسة مؤتمر أدباء مصر".
وأضاف حسان: "في ظني أن اختياره من قبل أمانة المؤتمر، مجرد تمسح فى أسماء تظن أنها ستُعطى ثقلاً للمؤتمر، فليرأس د. الفقي مؤتمر للمفكرين أو السياسيين أو حتى الرياضيين، أما مؤتمر الأدباء فيجب أن يكون رئيسه واحدًا منهم يعرف مشاكلهم وأهدافهم ورؤيتهم وكتاباتهم"، متابعًا: "صحيح رئاسة المؤتمر شرفية ولا دخل لها بأعمال المؤتمر من قريب أو بعيد، لكن لماذا نذهب بعيدًا ونختار الفقي، وما مصلحة أعضاء الأمانة مع الرجل، وهل كونه رئيسًا لمكتبة الإسكندرية يجعل منه أديبًا أو ناقدًا ويرأس مؤتمر الأدباء.. هذا عبث في رأيي".
وأكمل حسان: "لدينا عشرات الأسماء الكبيرة والمهمة وصاحبة الإنجاز الأدبي والنقدي والدور الثقافي الذي لا ينكره أحد، والمكانة الأدبية الرفيعة على المستوى المحلي والدولي، فهل لابد أن يكونوا جميعًا رؤساء لمكتبات كبرى أو أصحاب مناصب رفيعة حتى نختارهم لرئاسة مؤتمر أدباء مصر؟!".
فيما أكد الدكتور مصطفى الفقي، في تصريحات خاصة؛ أنه فوجئ بهذا الاختيار، وأنه لم يسعَ إلى رئاسة المؤتمر، وإنما اختاره الأدباء أنفسهم وبالتالي فليس لديه تعليق على اعتراض بعض الأدباء".
ورد الفقي على هجوم مثقفين عليه، قائلًا: "لست بعيدًا عن الوسط الدبي، ولن يُضيف هذا المؤتمر لي شيئا إلا على الجانب الأدبي فقط"، مشيرًا إلى أن مقالاته السياسية التي يكتبها، قطعة أدبية في حد ذاتها، وأن اعتراض البعض على تصويت الأمانة العامة للمؤتمر "حرية شخصية".
أما الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أكد أن اختيار الدكتور مصطفى الفقي جاء بناء على انتخابات نزيهة، وبالتالي فلا دخل للهيئة بما تتفق عليه الأمانة العامة للمؤتمر؛ لأنها مستقلة ولا يتدخل أحد في عملها.
فيديو قد يعجبك: