"شخصية مصر" لجمال حمدان في ندوة بمعرض الكتاب
القاهرة - أ ش أ:
عقدت بالقاعة الرئيسية بمعرض الكتاب اليوم الخميس، ندوة حول الكتب المؤسسة للثقافة العربية تناولت كتاب (شخصية مصر) لعالم الجغرافيا السياسية والمفكر المصري جمال حمدان.
وأكد المشاركون في الندوة أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي مثل تطبيقات جوجل للخرائط أثرت على استقبال وتفهم الموسوعة العلمية التي تركها لنا مفكر جغرافي كبير مثل جمال حمدان.
ولفت المشاركون إلى أنه مع أن ما كتبه جمال حمدان قد نال بعد وفاته بعضا من الاهتمام الذي يستحقه، إلا أن المهتمين بفكر جمال حمدان صبوا جهدهم على شرح وتوضيح عبقريته الجغرافية، متجاهلين في ذلك ألمع ما في فكر حمدان، وهو قدرته على التفكير الاستراتيجي حيث لم تكن الجغرافيا لدية إلا رؤية استراتيجية متكاملة للمقومات الكلية لكل تكوين جغرافي وبشرى وحضاري ورؤية للتكوينات وعوامل قوتها وضعفها، وهو لم يتوقف عند تحليل الأحداث الآنية أو الظواهر الجزئية، وإنما سعى إلى وضعها في سياق أعم وأشمل وذو بعد مستقبلي أيضا.
وأشاروا إلى أن جمال حمدان، عانى مثل أنداده من كبار المفكرين الاستراتيجيين في العالم، من عدم قدرة المجتمع المحيط بهم على استيعاب ما ينتجونه، إذ أنه غالبا ما يكون رؤية سابقة لعصرها بسنوات، وهنا يصبح عنصر الزمن هو الفيصل للحكم على مدى عبقرية هؤلاء الاستراتيجيون.
وأوضحوا أنه إذا ما طبقنا المعيار الزمني على فكر جمال حمدان، نفاجأ بان هذا الاستراتيجي كان يمتلك قدرة ثاقبة على استشراف المستقبل متسلحا في ذلك بفهم عميق لحقائق التاريخ ووعي متميز بوقائع الحاضر.
ففي عقد الستينات، وبينما كان الاتحاد السوفيتي في أوج مجده، والزحف الشيوعي الأحمر يثبت أقدامها شمالا وجنوبا، أدرك جمال حمدان ببصيرته الثاقبة أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وكان ذلك في 1968م، فإذا الذي تنبأ به يتحقق بعد إحدى وعشرين سنة، وبالتحديد في عام 1989، حيث وقع الزلزال الذي هز أركان أوروبا الشرقية، وانتهى الأمر بانهيار أحجار الكتلة الشرقية، وتباعد دولها الأوروبية عن الاتحاد السوفيتي، ثم تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي نفسه عام 1991م.
ولد جمال حمدان في 4 فبراير 1928م وتوفي في 17 أبريل 1993 وهو أحد أعلام الجغرافيا، وترك جمال حمدان 39 كتابا و79 بحثا ومقالة، أشهرها كتاب شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان.
شارك في الندوة علماء الجغرافيا فتحي مصيلحي وفتحي أبو عيانة ومحمد إبراهيم شرف وأدارها ياسر خضر.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: