أكاديميون: نتوقع نهضة فنية شاملة في ظل ما تشهده مصر من تغيرات إصلاحية
القاهرة- أ ش أ:
توقع عدد من أساتذة أكاديمية الفنون أن تشهد مصر نهضة فنية شاملة خلال الفترة المقبلة تشمل ارتفاع قيمة الذوق الفني مرة أخرى، وذلك في ظل ما تشهده البلاد من تغيرات إصلاحية في كافة المجالات، مشيرين إلى أن الفن جزء لا يتجزأ من الواقع الذي نعيشه.
وأكد الدكتور زين نصار، أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون - خلال الندوة التي أقيمت اليوم الخميس تحت عنوان (وجها لوجه.. الفن الغنائي مقابل أغاني المهرجانات)، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ50 والتي تقام خلال الفترة من 22 يناير وحتى 5 فبراير المقبل - ضرورة أن يراعي الفنان أمرين فيما يتعلق بعملية الإبداع هما تقاليد المجتمع والهوية الموسيقية الخاصة بالشعوب، منوها بأنه تلاحظ في السنوات الماضية ظهور أغاني هابطة للغاية يمكن أن نطلق عليها "سرطان غنائي" يؤدي لفساد الأخلاق وكل ما يسئ للمجتمع.
وأضاف نصار إن الأغاني الهابطة يقوم بأدائها أفراد غير محترفين ليس لهم علاقة بالفن وأساؤوا له أكبر إساءة، فبعد أن كنا نستمع إلى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وغيرهم من كبار الفنانين انتشرت نوعية من الغناء أغلب من يؤدونه لا يصلحون أصلا للغناء.
وأشار نصار إلى أن هؤلاء الأفراد غير المحترفين وغير المؤهلين للغناء وظفوا التكنولوجيا المعاصرة أسوأ توظيف، فأساؤوا لفن الغناء والمجتمع بنشر أغاني هدامة، فلا هم احترموا المجتمع وتقاليده ولا قدموا شيئا له علاقة بالهوية الموسيقية المصرية، فهم "نبات شيطاني أو سرطان غنائي" يفسد كل من حوله، على حد وصفه، متوقعا أن تشهد مصر نهضة في الحركة الفنية وتغييرا ملموسا خلال الفترة المقبلة في ظل ما تشهده البلاد من إصلاحات تشمل كافة المجالات.
من جانبه، قال الدكتور أشرف عبد الرحمن، أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، إن فن الموسيقى والغناء مر بمراحل عدة أهمهما مرحلة الرقي الفني في القرن العشرين بعد افتتاح الإذاعة المصرية، حيث حدثت نهضة موسيقية حقيقية من خلال أجيال موسيقية جديدة كان أولهم سيد درويش والقصبجي ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ،وهذا الجيل الأول أحدث ثورة حقيقية وتطور حقيقي في عالم الموسيقى العربية.
وأضاف عبد الرحمن:"عاشت مصر فترة ازدهار فني بعد مرحلة الرقي الفني إلى أن ظهرت في نهايات القرن العشرين ظاهرة الأغاني الهابطة والتي تعتمد على الكلمات الركيكة والموسيقى السطحية الألحان والأداء المفتعل إلى أن وصل الغناء لمرحلة ثالثة وهي الأغنية "الفاسدة" التي تفسد المجتمع ولها تأثير سلبي على الأفراد بالخروج عن التقاليد والقيم الأخلاقية مثل أغاني الفيديو كليب التي تعتمد على "العري" حتى أصبحت الكلمة "سوقية" وليست "ركيكة" فحسب، وانقلبت العامية الراقية إلى العامية "السوقية"، وأصبح الأمر واضحا في كل مجالات الفن والغناء وامتدت للدراما كذلك".
ونوه عبد الرحمن بأنه حدث من قبل مع إعلان الحماية البريطانية عام 1914، أن انتشرت موجة من الغناء الهابط لاقت هجوما من قبل النقاد والمستمعين خلال تلك الفترة، حيث يعتبر الغناء نتاج تغيرات مجتمعية في كافة المجالات، ولكن في الفترة الحالية نتوقع أن تحدث نهضة فنية شاملة في مصر خلال الفترة المقبلة تشمل ارتفاع قيمة الذوق الفني مرة أخرى في ظل ما تشهده مصر من تغيرات إصلاحية في الفترات الأخيرة، فالفن جزء لا يتجزأ عن الواقع الذي نعيشه.
وأوضح أن عدة عوامل ساهمت بدورها في انتشار ظاهرة أغاني المهرجانات أبرزها شبكة الإنترنت وموقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، حيث أن سياسة المنع مستحيلة وغير مجدية، ومن هنا نطالب بإتباع سياسة التوجيه والإرشاد والارتقاء بالذوق العام.
من جهته، قال الدكتور وليد شوشة رئيس قسم النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، إن موسيقى المهرجانات فن جدير بالدراسة والتأمل، وإذا كان الفن هو مرآة للمجتمعات فإن موسيقى المهرجانات موسيقى يعكسها المجتمع، والانعكاس هو تشابه وتطابق، والإبداع الفني مرهون بثقافة مجتمعية واقتصادية وسياسية..وإذا ألقينا الضوء على هذه النوعية من الفنون فأننا نلاحظ أن موسيقى المهرجانات ظاهرة جديدة ظهرت في خضم السيولة السياسية المصرية إبان ثورة 25 يناير، وما واكب الحياة الاقتصادية المصرية في الفترة الأخيرة كنتيجة لتداعيات سياسية واقتصادية".
وتابع شوشة: "بات العالم أصغر مما كان عليه نتيجة الثورة التكنولوجية الهائلة، مما سهل للشباب المتواجدين بالعشوائيات لممارسة الموسيقى والغناء وكذلك إنتاجها".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: