رئيس "الأرصاد": برودة وموجات أكثر عنفًا في الطريق.. "طقس مصر يتغير" (حوار)
حوار- محمد نصار:
قال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن مصر تشهد تغيرات جوية غير مسبوقة تمثلت في عدة مظاهر منها الأتربة في فصل الشتاء، وزيادة نسب الرطوبة، لافتًا إلى أنه خلال الفترات المقبلة ستكون موجات الطقس السيئ أشد عنفًا وأقل في العدد.
وأضاف عبدالعال، في حوار لـ"مصراوي"، أنه من المقرر أن تنتهي اللجنة المشكلة لدراسة تغيير وصف مناخ مصر في المناهج الدراسية من عملها نهاية عام 2019 الجاري.
- بداية، حدثنا عن حالة الطقس خلال الأيام المقبلة؟
حالة التحسن في الطقس مستمرة، باستثناء وجود نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة، وهذه الرياح بدأت مساء الأربعاء الماضي في المناطق الغربية كما بدأت الخميس على القاهرة والوجه البحري والمناطق الساحلية.
وبدأ منذ أول أمس الأحد الانخفاض التدريجي في درجات الحرارة، مع عدم وجود فرص لتساقط الأمطار إلا على جنوب سيناء على شرم الشيخ والغردقة.
- هل تصل الرياح المحملة بالأتربة حد العاصفة؟
لا الرياح قوية ولكنها لا تصل حد العاصفة، وإن كانت ممكن تكون شديدة ناحية الصحراء الغربية، وأتمنى أن تنتشر بيينا ثقافة استخدام الكمامات في حالة الأرتبة خاصة إن كان نشاط الرياح كبيرًا، وعلى مرضى الجهاز التنفسي مراجعة الطبيب أولًا بأول وتجنب الخروج في هذه الظروف قدر الإمكان.
- ماذا عن درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة خاصة في الليل؟
لا يجب أن ننسى أننا في فصل الشتاء وطبيعي أن تكون درجات الحرارة منخفضة خاصة فترة المساء، ونوصفها بأنها شديدة البرودة، وعلى المواطنين الاستمرار في ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، حتى لو الجو دافئ في النهار.
- ما السبب في ظهور كلمة "السيول" في مصر خاصة في الخريف والشتاء الحاليين؟
أولا السيول في مصر خريفية وليست شتوية، والتغيرات المناخية التي أثرت على العالم كله أثرت على مصر، والتي نتج عنها بعض الظواهر العنيفة في شدتها والمتغيرة في توقيتها وهذا كله بسبب التغيرات المناخية العالمية.
- هل تشهد مصر موجات سيول أخرى فيما تبقى من موسم الشتاء؟
السيول في مصر خريفية وليست شتوية، ونقدر نقول إن السيول في مصر انتهت، ومفيش سيول حتى نهاية الشتاء الحالي، ويجب أن نفرق بين معنى السيول والأمطار العادية، السيل يكون عندما تسقط الأمطار الغزيرة على منطقة جبلية، ولكن لو على أرض منبسطة مهما كانت غزارتها تسمى أمطار شديدة.
- وهل ترى أن السيول ازدادت خلال السنوات المقبلة؟
كل الدراسات التي تمت تقول إن الظواهر الجوية عددها هيقل لكن شدتها هتبقى أعنف، لو عندك أمطار تصل حد السيول جت في السنوات السابقة 10 مرات دلوقتي هتبقى أقل من 10 بس أعنف في شدتها.
- ما دور الهيئة في التصدي لهذه الموجات السيئة من الطقس؟
أنا دوري في هيئة الأرصاد أبلغ كل الأجهزة الحكومية المختصة بالتوقعات، لكن الخطوات على الأرض لتجنب هذه الموجات السيئة ليست من اختصاص الأرصاد، يتم إرسال التنبؤات لكل أجهزة المرور وكافة المحافظات والوزارات والهيئات الحكومية عندنا "إيميلاتهم" وبيتم إرسال النشرة الحوية بشكل مستمر إليها.
- هل يمكن القول إننا أمام تغيرات جذرية في المناخ في مصر؟
التغيرات حدثت بالفعل ولكن لا يمكن أن نطلق عليها وصف تغييرات جذرية، لأن ذلك يعني أن كل شيئ يتغير بشكل كامل، جذري يعني الدنيا كلها تنقلب رأسًا على عقب.
- ما هي التغيرات التي طرأت ولم نشهدها من قبل؟
توجد الكثير من التغيرات في حالة الطقس التي طرأت للمرة الأولى وأبرزها أن تأتي العواصف الترابية في فصل الشتاء بدلًا من الربيع، وفي فبراير العام الماضي وصل درجة الحرارة على القاهرة 33 درجة وده مش طبيعي، كما أن مصر لم تشهد رياح الخماسين في فصل الربيع منذ 3 سنوات، وهذا يرجع إلى التغيرات المناخية.
- متى تنتهي اللجنة المشكلة لدراسة وصف مناخ مصر؟
اللجنة ما زالت تعمل في الدراسة حتى يمكن معرفة هل تغير المناخ في مصر، وإذا تغير ما هي الصفات الجديدة للمناخ التي سيتم وصفه بها، وذلك لإرسالها لوزارة التربية والتعليم لتعديل وصف المناخ في الكتب الدراسية، وتنتهي اللجنة من دراستها قبل نهاية عام 2019.
- هل من الطبيعي أن تستمر الشبورة المائية بكثافة حتى ساعات متأخرة من الصباح؟
هذا يعود إلى الرياح ونسبة الرطوبة، لو الرياح خفيفة أوي مع ارتفاع نسبة الرطوبة، يتم زيادة كثافة الشبورة المائية، ومعنى استقرار الأحوال الجوية أن تكون الشبورة المائية أقوى، وفي هذه الحالات نوجه السائقين بتوخي الحذر أثناء القيادة وتقليل السرعة وترك مسافة كافة بينه وبين السيارة التي تسبقه، وإذا كانت الشبورة كثيفة جدًا يجب أن يتوقف على جانب الطريق ويضيء المصابيح الخلفية حفاظًا على سلامته.
- هل نشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة الصيف المقبل عن سابقه؟
المشكلة كلها تكمن في نسب الرطوبة، إذا كانت نسب الرطوبة مرتفعة سنشعر بارتفاع درجات الحرارة بشكل أكبر من معدلها الطبيعي، وللعلم أقصى درجة حرارة الصيف الماضي على القاهرة بلغت 38 درجة لكن الرطوبة لم تقل عن 80% وهذا جعلنا نشعر بدرجات حرارة عالية، متوقع أن يكون الصيف المقبل بنفس الشكل.
- ما الصعوبات التي تواجهها الهيئة في عملها؟
لا توجد صعوبات، فنحن نمتلك أحدث أجهزة قياس موجودة في العالم كله، إلى جانب الحرص على التدريب المستمر للعاملين في الهيئة سواء داخل أو خارج مصر، معندناش مشاكل.
- هل تحتاج الهيئة أي معدات تسهل عملها؟
الحاجة الوحيدة اللي مش عندنا هي رادار الطقس، والرئيس السيسي مشكورًا وجه بتخصيص 182 مليون جنيه لتطوير أجهزة الهيئة، وبالاشتراك مع القوات المسلحة بدأ العمل في استيراده من الخارج، وهذا الجهاز يساعدنا في تحديد اماكن السيول وكمية المياه بشكل دقيق، بما يمكن من التصدي لها بشكل يتناسب معها.
- كيف ترى اهتمام المواطنين المتزايد بالأرصاد الجوية؟
هذا الأمر يرجع إلى الثقة التي أصبحت موجودة لدى الناس في هيئة الأرصاد الجوية، إضافة إلى حالات التغير التي نشهدها حاليًا، والإعلام الذي يؤدي دورًا مهمًا في إخبار المواطنين بحالة الأرصاد.
- ما تفاصيل خطة تطوير الهيئة خلال الفترة المقبلة؟
لدينا بروتوكولات تعاون مع كافة الوزارات والمحافظات، ونسعى لإدخال "الحاسب الآلي العملاق" إلى الهيئة والذي سيتم تركيبه قريبًا لأول مرة، وهو حاسب آلي فائق السرعة لأن عامل الوقت هام جدًا في عمل الهيئة.
فيديو قد يعجبك: