لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

3 أسر بالدويقة: "إحنا في الشارع" والمحافظة: "اللي عنده أوضه أخد شقة"

12:44 م الخميس 31 يناير 2019

كتب- محمد نصار:

تصوير- علاء أحمد:

مقاعد مفروشة وقطع أثاث مبعثرة في قطعة أرض دائرية تتوسط مجموعة من الشوارع في الدويقة، وأناس في أمور متفرقة، منهم من اتخذ لنفسه مقعدًا على فرشه في الخلاء، ومنهم من يهرع إلى إنقاذ ما بقى من أثاث منزله قبل بدء هدمه.

ورغم نجاح المحافظة في نقل ما يقرب من 82 أسرة التي تم حصرها إلى الأسمرات، إلا أن بعض الأسر بالمنطقة اشتكت من عدم حصولهم على شقق سكنية كافية، بينما تشكو أسر أخرى من عدم قدرتها على دفع رسوم التعاقد على الشقق التي خصصت لها، فتقول أم رحاب، التي انسابت الدموع من عينيها أثناء الحديث عن حالها: "الصخرة بعيد عننا بـ300 متر وعندي 17 شقة، جهاز بناتي مرمي في الشارع من إمبارح، وحبسوا جوزي وابني، أنا مرمية في الشارع أهه، قولتلهم سيبوا بيتي".

"أنا معايا 7 أسر عايشين في البيت، وفي دكان باكل منه عيش، الساكن أخد شقة وأنا ما أخدتش، عايشة في البيت أنا وسلايفي من سنين، وفي شقق متأجرة" تشكو أم رحاب من تضررها من قرار الإخلاء وهدم المبنى.

تبيت أم رحاب بجانب أثاث منزلها في الهواء: "أعمل إيه في الخراب اللي أنا فيه، أروح فين، الصخرة بعيد عننا وعزالنا في الشارع من إمبارح مش عارفة أروح فين".

"عايزين نشوف العفش اللي في الشارع ده" بلهجة قوية تؤكد أم محمد أنها لن تتخلى عن منزلها مهما حدث قبل أن تعرف لها مصيرًا: "يهدوا علينا البيت وإحنا جوا، معانا عقود للشقق دي، عايزين نشوف هيعملوا معانا إيه؟".

وتقول أم محمد إنها لا تعرف للعيش طريقًا غير هذا المكان الذي تعيش فيه منذ 25 عامًا: "بقالي 25 سنة هنا، اتجوزت وخلفت، وعيالي اتجوزوا هنا وخلفوا هما كمان هنا، نروح فين، مش عايزين يدونا شقة، في غلط في حصر السكان وأصحاب البيوت؟".

على بعض الحجارة في جانب أحد الشوارع المؤدي في نهايته إلى الجبل، تجلس أم علاء بجانب ابنتها، وتقول السيدة الخمسينية: "أنا عاملة عملية بتر لرجلي، إزاي إحنا 3 أسر وبنتي عايشة معايا كمان ناخد شقتين، إحنا كنا قاعدين في بيوتنا مروحناش اشتكينا ليهم، هما اللي طلعوا الناس من بيوتها والحاجة مرمية في الشارع من إمبارح".

وتضيف ابنتها: "إزاي ناخد شقتين بس، وعايزين كمان ياخدوا مننا 10000 جنيه على الشقتين، بيقولوا كل شقة عليها 5 آلاف جنيه رسوم، علشان نستلمهم وإحنا معناش ندفع طيب نعمل إيه، يقولولنا خليكوا في الشارع؟".

وتقول أم علي، إنها لا تجد لها مكانًا تذهب إليه منذ أمس الثلاثاء: "من إمبارح الضهر وإحنا في الشارع بعفشنا بكل حاجة كانت في البيت، البيت اللي أنا فيه كله استلم، مشكلتنا إن الشقة كانت مقفولة محدش بلغ اسمنا، مدخلناش في الحصر".

"قاعدين مستنيين الفرج" توضح أم علي، أنها تواصلت مع المسؤولين في الحي لحل مشكلتها ووعدوها بذلك، ولكن حتى الآن لم يتم إبلاغها بأي تطورات بشأن وضعها: "من إمبارح نايمين في البرد، قالوا لازم نجيب جواب من الحي علشان نستلم الشقة، قالوا لازم تخلوا البيوت دلوقتي، وأدينا قاعدين في عز البرد".

وقال خالد مصطفى، المسؤول الإعلامي للمحافظة، إن هناك ما بين 3 أو 4 أسر من سكان منطقة الدويقة الذين تم نقلهم إلى الأسمرات 3 لم يتسلموا وحداتهم السكنية حتى الآن.

وأضاف مصطفى، لمصراوي، اليوم الخميس، أنه تم إصدار عقود للوحدات السكنية بأسماء هذه الأسر لكنهم لم يتسلموها نتيجة عجزهم عن دفع رسوم التعاقد على الوحدات والبالغة 4165 جنيهًا لكل وحدة.

وأكد المسؤول الإعلامي للمحافظة، أن المحافظة تعمل في الوقت الحالي على حل هذه الأزمة لتمكين هذه الأسر من تسلم وحداتها في الأسمرات.

وعن الذين لم يتسلموا وحدات سكنية تكفيهم أوضح: "إحنا بنشتغل طبقًا لحصر دقيق، وكل اللي له شقة أخد مكانها، لكن في أكتر من أسرة كانت في شقة واحدة، مش معقول واحد متجوز مع والدته مثلًا هياخد شقتين، وفي ناس مكنتش عايشة في المكان جت وعايزة تاخد شقة، الحصر تم بشكل دقيق".

ورد مصدر رفيع المستوى بمحافظة القاهرة وأحد العناصر المشرفة على عمليات الإخلاء والهدم، على ذلك بقوله: "الناس لازم تدفع 4165 جنيهًا على الشقة الواحدة مقابل رسوم تعاقد علشان المرافق التي تم توصيلها للشقق، الناس بتاخد الشقة مفروشة بالعفش بتاعها".

وقال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، لمصراوي: "اللي عنده أوضة خد شقة، وبندي مهلة استضافة للناس لمدة 72 ساعة قبل تسديد رسوم التعاقد عن كل شقة".

وأكد المصدر، أن الأهالي يتاجرون بالقضية، للحصول على حقوق أكثر مما يستحقونها: "في واحدة كانت واخدة شقة قبل كده جت إمبارح قعدت في البيت اللي كانت فيه قبل كده وقالت أنا مطلقة وعايزة شقة، لأن الشقة التانية كانت باسم جوزي".

وحصرت محافظة القاهرة 82 أسرة تعيش في 13 منزلًا بمنطقة الرزاز بالدويقة، نتيجة للخطورة على حياتهم بسبب انهيار جزء من الجبل وظهور تصدعات جبلية، وتم نقل أغلبهم إلى الأسمرات.

اقرأ أيضًا:

"يا نسيب البيت يا نستنى الموت".. تفاصيل إخلاء عقارات الدويقة

محافظ القاهرة: بحوث اجتماعية لتقديم المساعدات لسكان الدويقة المنقولين

أول تعليق من محافظة القاهرة على عجز أسر بالدويقة عن سداد رسوم الشقق

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان