أمين مجمع الفقه الإسلامي: تغير الأحكام أمر مستقر في البناء الفقهي

القاهرة - أ ش أ:

أكد أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور عبد السلام العبادي، أن تغير الأوضاع يتطلب تغير الأحكام الفقهية، لافتا إلى أن تغير الأحكام أمر مستقر في البناء الفقهي الإسلامي.

جاء ذلك في كلمته أمام مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد بالقاهرة اليوم الثلاثاء وغدا تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" والذي ينعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ويشارك فيه 85 وفدا دوليا من مختلف دول العالم.

وقال العبادي، إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي أدار الخلاف الفقهي إدارة صائبة، من خلال الاجتهاد الجماعي للقضايا التي عرضت عليه ؛ حيث نظر إلى الخلاف الفقهي نظرة حضارية متميزة من أجل الوصول إلى الرأي الصائب ترجيحاً بين الآراء، ووصولاً لموقف فقهي جديد على ضوء المستجدات المعاصرة والأمور الحادثة، وعلى أساس الاجتهاد الجماعي في إطار احترام المعالجات السابقة لتصديها للأمور على ضوء واقعها في تلك الأيام.

وأضاف العبادي أن إقامة العدل وجلب المصالح ودرء المفاسد، له ارتباط دقيق بالأوضاع الزمنية والأخلاق العامة كما يقرر الفقهاء لذلك اعتبروا أن تغير الأوضاع يتطلب تغير الأحكام، مشيرا إلى أن الفقهاء عبروا عن ذلك بقولهم أن اختلاف هذا الحكم عن سابقه هو اختلاف عصر وزمان وليس اختلاف حجة وبرهان، فقد يرجع تطور القضية إلى فساد في الأخلاق وتطور في الأعمال، لافتا إلى أن الفقهاء القدامى لو كانوا ينظرون في المسألة المعاصرة لقالوا مثل ما قال الفقهاء المعاصرون فيها.

واستعرض العبادي ما يقوم به مجمع الفقه الإسلامي الدولي من خلال بحثه (دور مجمع الفقه الإسلامي الدولي في البناء الفكري والعملي للأمة) أن المجمع يتخذ من الاجتهاد الجماعي سبيلا للنظر في القضايا المستحدثة ما يزيد الأمر حجة ويقيناً .. حيث يتم ذلك في المجمع عن طريق أولاً البحوث التي تعد في المسألة ومن ثم النقاش المسجل الذي يدور حول المسائل ثم التصويت على القرار المقترح من جميع أعضاء المجمع وهذا يولد في المجمع إلى ما يسمى بالاجتهاد الجماعي فهو مؤسسة كبرى يمثل فيها العلماء من كل الدول الإسلامية والهيئات الإسلامية من غير الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى ممثلين للجهات التي تقوم بأعمال مشابهة لعمل المجمع، مؤكدا أن ما يتم الوصول إليه في المجمع يقوم على اجتهاد جماعي يزيد القرارات قوة وأثراً.