إعلان

زي موحد ومدرس ملتحي.. قصة مدرسة "دار الفتح" السورية بأكتوبر (صور)

10:58 م الأربعاء 16 أكتوبر 2019

كتب- محمد نصار:

بين ليلة وضحاها، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب منشور عن مدرسة تحمل اسم "دار الفتح السورية النموذجية الخاصة" بمدينة أكتوبر، متخوفين من عدم وجود رقابة حكومية على المناهج التي تقوم بتدريسها للطلاب، خاصة بعد ظهور مُدرسين بـ"جلباب" ولحية.

بحث مصراوي عن مكان المدرسة في الحي السابع بأكتوبر، وفقًا ما ذكرته صفحة المدرسة على "فيسبوك"، وكانت المفاجأة أنه لا توجد مدرسة في هذه المنطقة تحمل هذا الاسم ولا يعرف عنها أي أحد في المنطقة.

"غير موجودة"

بعد عدة محاولات للوصول إلى حقيقة وجود أي كيان يحمل هذا الاسم من عدمه في تلك المنطقة، تلاحظ وجود مجموعة من الطالبات المصريات أمام سنتر "سمارت"، وهو مبنى مكون من 3 طوابق وغير مكتمل البناء، فالطابق الأرضي يشهد عمليات تشطيبات لمجموعة من المحال، والطابق الثاني عبارة عن أعمدة فقط بلا حوائط، بينما الطابق الثالث كامل التشطيب ومغطى بواجهات زجاجية من مختلف الجوانب.

تحدث "عبدالرحيم"، صاحب محل مخبوزات ملاصق للمول التجاري، قائلًا: "كان فيه طلاب موجودين هنا فعلًا من السوريين وهما طلاب في مرحلة ابتدائي، لكن اليوم لم نلاحظ وجود أي أحد منهم بعد وصول قوات الشرطة أمس إلى الموقع".

"مُؤجر من الباطن"

وعن حقيقة وجود مثل هذا الكيان، أوضح عبدالرحيم، أن مبنى (سمارت) من المفترض أنه مخصص ليكون مولًا تجاريًا موسعًا تعود ملكيته لأحد المصريين، ولكن حاول صاحب المبنى التربح منه بشكل أو بآخر رغم عدم اكتمال عمليات البناء فتم تأجير الدور الثالث والأخير من المبنى لأحد المدرسين المصريين.

وتابع: "المدرس المصري أجَر 4 قاعات من الدور لشخص سوري اسمه (عبدالهادي)، وبدأ يُجمّع أطفال سوريين منذ بداية العام الدراسي الحالي بشكل مستمر".

كانت وزارة التربية والتعليم، أكدت عدم تبعية المدرسة للوزارة من قريب أو بعيد، كما أنها ليست بمدرسة من الأساس ولكنها مركزًا للدروس الخصوصية.

وقالت الوزارة في بيان اليوم، إنها وجهت لجنة برئاسة مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة ومسئولي جهاز مدينة السادس من أكتوبر وشرطة التعمير، إلى مركز للدروس الخصوصية تحت مسمى "سمارت"، وبعد الفحص وجد أن المبنى مكون من بدروم ودور أرضي وطابقين ومركز الدروس الخصوصية يشغل الدور الثالث والمكون من 10 قاعات القاعة تحوي ما بين 50 و 500 طالب.

ورغم توجيهات وزارة التعليم بشأن التعاون بين مديرية التربية والتعليم بالجيزة ووزارة التنمية المحلية ووزارة الداخلية، من أجل إغلاق هذا المكان بشكل نهائي وذلك لمخالفته قوانين الدولة المصرية، إلا أنه تلاحظ استمرار السنتر في مواصلة عمله اليوم بشكل طبيعي وكأن شيئًا لم يكن.

تكتم حارس السنتر

في البداية نفى حارس السنتر وجود أي مدرسة تحمل هذا الاسم في المنطقة، قائلًا إنه توجد حضانة بهذا الاسم في الحي الثاني، ولكن بعد عدة محاولات، وسط حذر شديد منه قال: "الموضوع انتهى خلاص، مفيش مدرسة بالاسم ده هنا، ولكن كان عبدالهادي السوري استأجر 4 قاعات في الدور الثالث من هذا المبنى".

معلومات مُضللة

ادعى الحارس، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، بشكل منافِ لحديث عبدالرحيم صاحب المخبوزات، وصفحة المدرسة على فيسبوك، أن عبدالهادي استأجر هذه القاعات منذ مدة قصيرة جدًا لا تتجاوز 5 أيام، متابعًا: "بس بعد اللي أُثير حوله وقدوم الشرطة قررت طرده ومنع التعامل معه".

ويتعارض حديث الحارس حول المدة التي تواجد فيها عبدالهادي في السنتر مع حديث صاحب محل المخبوزات، والذي أكد أن هذا الكيان يمارس نشاطه منذ بداية العام الدراسي، كما يتعارض حديثه مع الصفحة الرسمية للمدرسة على فيسبوك، والتي نشرت منشورًا بتاريخ 18 يوليو الماضي بشأن فتح باب التسجيل في المدرسة أمام الطلاب وذلك لمراحل رياض الأطفال والابتدائي والإعدادي.

زي موحد ومدرس ملتحي

قالت الطالبة نرمين "اسم مستعار" بالمرحلة الإعدادية، إنهم لاحظوا وجود مجموعة من الأطفال السوريين يرتدون زيًا موحدًا برفقة مدرس ملتحي منذ فترة، مؤكدة أنها لم تراهم اليوم.

وأكدت نرمين، أن هذا المكان يعمل في الوقت الحالي كمركز تعليمي ولكنه في الأساس عبارة عن مبنى مخصص لإنشاء مول تجاري، لافتة إلى أنه لا توجد أي معلومات متعلقة بالمدرس أو الطلاب.

وبالتواصل مع عبدالهادي الشافعي، المسئول عن الكيان المسمى "مدرسة دار الفتح السورية النموذجية الخاصة"، رفض الحديث عن الواقعة أو الإدلاء بأي معلومات تتعلق بها.

وختامًا، قال الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، أن الوزارة تسمح للطلاب السوريين للالتحاق بالمدارس المصرية بذات القواعد والإجراءات التي تطبق على زملائهم المصريين، فضلًا عن إتاحة التحاق الطلاب السوريين بمجموعات التقوية بالمدارس المصرية.

وأكد "حجازي"، في بيان اليوم، إصرار وزارة التربية والتعليم، على التصدي بكل قوة وحزم لأية كيانات تعليمية غير قانونية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان