"انتقادات لأداء الوزراء".. حكومة مدبولي في مرمى نيران البرلمان
كتب- أحمد علي وميرا إبراهيم:
شهدت جلسة مجلس النواب، اليوم برئاسة الدكتور علي عبدالعال، موجة انتقادات عنيفة الأولى من نوعها منذ انعقاد البرلمان الحالي، في حضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ألقى بيان الحكومة، اليوم الثلاثاء، أمام أعضاء مجلس النواب خلال الجلسة العامة للمجلس.
ووجه عبد الهادي القصبي، زعيم الأغلبية، انتقادات حادة للوزراء وتأشيراتهم غير الواضحة، بعد تكليفهم لموظفي الاتصال السياسي بالتعامل مع النواب، في الوقت الذي تطالب فية الجهات الموجعة لها تلك التأشيرات بأن تكون التأشيرة موقعة من الوزير.
ودعا "القصبي" الحكومة لإعادة النظر في العديد من الخدمات الموجهة للمواطن، ومنها ارتفاع الأسعار والمعاشات والتعليم والصحة والبطالة والحد الأدنى للأجور.
وقال النائب سامر التلاوي: "إننا كنواب لا نجد أي ردود من الحكومة خاصة في موضوع تكافل وكرامة، ونريد من الحكومة التعاون لنستطيع مواجهة الشعب الفترة المقبلة ونريد حلًا"، قائلا: "ارحموا من فى الأرض يرحمكم من في السماء".
ووجه سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، التحية للشعب لتحمل الكثير في مواجهة الإصلاحات الاقتصادية التي لم يشعر بها ولم تكن لها أي مردود.
وقال وهدان: "للأسف الحكومة لا تستجيب للنواب ولا يوجد أي تعاون، والفلاح المصري لا يسمعه أحد".
وقال عمر أبو اليزيد: "لدينا مستشفى بولاق الدكرور، وليس بها أي خدمات رغم أنها تخدم 4 ملايين مواطن، المريض مطالب بإحضار الشاش والطبيب كمان من أجل الكشف عليه، ورغم أن نصف أهالي بولاق الدكرور تحت خط الفقر إلا أنهم حرموا من تكافل وكرامة".
ووجه عاطف ناصر رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، هجوما حادًا على أداء الحكومة، وقال: "للأسف لا أعرف أكثر الوزراء، والغالبية منهم يرفضون مقابلة النواب ويحولولنا إلى الموظفين، ولا يأتون إلى المجلس ولجانه عند مناقشة القوانين"، مطالبًا رؤساء اللجان بعدم عقد اجتماعاتهم إلا في حضور الوزراء.
وقال "ناصر": "بيان رئيس مجلس الوزراء الذي استمعنا إليه يشعرنا أن الشعب يعيش في رخاء ورغد، وهذا غير صحيح فالمواطن تحمل أكثر من قدرته، ولم يشعر المواطن بأي مردود من الإصلاحات الاقتصادية". وتساءل: كيف يعيش المواطن البسيط وفاتورة الكهرباء تصل إلى 500 جنيه ومثيلتها فاتورة المياه.
بدوره، وصف النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة والري، حال الفلاح المصري، بأنه "دخل العناية المركزة"، بسبب ما يعانيه من مشكلات.
وأضاف: القطن المصري الذي كانت البلاد تزرع منه 2 مليون فدان، يتم زراعة 50 ألف فدان فقط حالياً، ومع توجه الدولة للاهتمام بزراعته، وتحديد سعر للقنطار العام الماضي بـ٢٧٠٠ جنيه، نجد أن الحكومة لم تحدد سعرًا للمحصول العام الحالي، ما أدى إلى انخفاض السعر إلى ١٨٠٠ جنيه للقنطار، الأمر الذي يكبد الفلاح خسائر فادحة بسبب زيادة تكاليف الإنتاج.
بيان مدبولي
تحدث مدبولي خلال الجلسة العامة اليوم عن الجهود التي تبذلها الحكومة، قائلًا: نتحدث في هذه الجلسة بكل صراحة وشفافية، ويجب علينا أن نعرف وضعنا منذ منتصف 2014، حتى نعرف وضعنا خلال هذه المرحلة، ففي منتصف 2014 كانت البنية الأساسية متهاوية أو متداعية في العديد من القطاعات: كهرباء ومياه وصرف، مع عدم القدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ونسبة بطالة عالية للغاية، نتيجة توقف العديد من المشروعات وعدم مشاركة القطاع الخاص بفاعلية في الاستثمار بالقطاعات المختلفة نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد، بالإضافة إلى عودة ملايين المصريين من الدول العربية التي حدث بها نوع من عدم الاستقرار قائلا: "الاقتصاد كان منهارا ناهيك عن قطاع السياحة الذي توقف تماما".
وأكد رئيس الوزراء، أنه وفق هذه المعطيات اتجهت الدولة نحو العمل الشاق لبناء الدولة، وهنا أعني بشكل واضح بناء الدولة بشكل أساسي، وسعينا كحكومة نحو تحقيق الاستقرار وضخ حجم هائل من الاستثمارات في المشروعات وتوفير الاحتياجات الأساسية للدولة والمواطن، كما تم ضخ مئات المليارات بمجال الطاقة وقطاع الغاز والمنتجات البترولية، قائلا: "بخصوص الطاقة في منتصف 2014 كنا لا نستطيع أن نؤمن الاحتياجات من الغاز لمدة أسبوعين".
وأضاف رئيس الوزراء، أن الدولة بدأت منذ هذا التاريخ مسيرة إصلاحية من خلال القيام بحجم عمل شاق ومتواصل لتدعيم وإرساء بناء الدولة والاستقرار الأمني، وتحقيق النمو في مختلف القطاعات، بما يتلاءم مع التحديات الهائلة التي كانت تواجهها الدولة في هذا الوقت؛ حيث تم العمل على تغيير الثقافات القديمة، والبناء على ما تقوم به الحكومة الحالية لتسلمه للحكومات المتعاقبة، وذلك وفق خطط وبرامج ورؤى متفق عليها.
فيديو قد يعجبك: