شيخ الأزهر يدعو إلى الربط بين التقدم العلمي والدين
كتب - محمود مصطفى:
دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إلى الربطِ بين التقدم العلمي وبين الدين؛ باعتباره حارسا أمينا على الأخلاق الإنسانية، شريطةَ أن نأخذ الدين من الكتب المقدسة ومن تعاليم الأنبياء وسلوكهم وتصرفاتهم.
وقال شيخ الأزهر - خلال مؤتمر قمة قادة الأديان والذي تقام فعالياته بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان تحت عنوان "تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي" اليوم الجمعة- إنه لا يوجد أدنى شك في أن الثورة التقنية الرقمية لن تتوقف عن تطور يختلط فيه النافع بالضار، والمصلحةُ بالمفسدة، ما دامت هذه الثورة تتطور في غيبة من حراسة الأديان والأخلاق الإلهية، موضحا أن الحل لا يكون بمجابهة هذه الثورة، وإنما بالبحث الجاد عن إمكان العودة إلى كيفية الربط بين التقدم العلميِ وبين الدين بحسبانه حارسا أمينا على الأخلاق الإنسانية، شريطةَ أن نأخذ الدين من الكتب المقدسة ومن تعاليم الأنبياء وسلوكهم وتصرفاتهم.
وأوضح شيخ الأزهر أن الانفصام الذي حدث بين مسار العلم ومسار الدين هو مأساة الإنسان المعاصر الذي يتقدم في مجال علومه وتقنيَّاته بقدر ما يتقهقر ويتراجع في باب الأخلاقِ والآداب والفضائل، بل إن هذا السباق المطرد بين التقدم العلمي والتقهقر الخُلُقي هو السبب الأوحد وراء كوارث الإنسان الحديث وعلله المستعصية على العلاج.
وتابع: "إنه من السهلِ جِدًّا أن تجد الآنَ ربطًا منطقيًّا بين التطورِ العلميِّ المذهلِ في مجالِ الأسلحةِ الفتَّاكة مثلًا، وبين الحـروبِ المأسـاويةِ اللاإنسانيةِ، بل من السهلِ أن تجدَ علاقةً بين وفرةِ اقتصادِ السِّلاحِ وبينَ الإرهابِ، وتنظيماته وجماعاته التي استقطبت الأطفالَ إلى مُعسكراتِها وجنَّدتهم في التدريبِ والانخراطِ في صُفوفِ القتال، عن طريق منصات التواصل الاجتماعي والألعاب الرقمية والمواقع الإلكترونية "، مشيرًا إلى أن تقاريرُ الأُمَمِ المتحدة تكشف أنَّ آلاف الأطفال انضموا إلى التنظيمات الإرهابية.
وحذر شيخ الأزهر من خطورة كارثة من كوارث البيئة الإلكترونيَّة، وهي تمكينُ وحوشِ الجرائم الجنسيَّة من سُهولةِ الاتصالِ بضحاياهم من الأطفالِ وتشجيعهم على الالتحاقِ بهم، وقُدرتهم على إخفاءِ هُويَّاتهم، وإنشاء هويَّاتٍ مُزيفةٍ تجعل من مُلاحقتهم قضائيًّا ضربًا من المستحيلِ، مِمَّا يضعُ خصوصيَّةَ الأُسَرِ وكرامة أطفالها في مَهَبِّ الريحِ، حتى أن اليونيسيف صرحت بأنَّه «لا يوجد طفلٌ بمأمنٍ من المخاطرِ على شبكة الإنترنت".
يشار إلى أنه يشارك في فعاليات المؤتمر أكثر من 80 شخصية عالمية من قادة الأديان، ومتخصصين في الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع وممثلين عن منظمات محاربة جرائم العنف ضد الأطفال، وتقام فعالياته خلال يومي 14 و15 من شهر نوفمبر الجاري، بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، بالتعاون بين الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية وتحالف الأديان من أجل مجتمعات أكثر أمانا، و"تحالف كرامة الطفل"، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل.
وتعد هذه النسخة الثانية من أعمال قمة قادة الأديان من أجل تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي، حيث أقيمت النسخة الأولى في عام 2017 بالعاصمة الإيطالية، والتي انتهت ب "إعلان روما" الأخير، والذي دعا السياسيين وقادة الأديان والمنظمات المهتمة بشئون الأطفال، للتعاون في بناء وعي عالمي من أجل حماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت، ونتج عنه ملتقى "تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات"، والذي أقيم في نوفمبر من العام الماضي، بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، بحضور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وعدد كبير من قادة الأديان حول العالم.
فيديو قد يعجبك: