"صلاح الدين لم يقابل ريتشارد".. "الدماطي" يكشف أخطاءً بالأعمال الفنية
كتب- محمد عاطف:
نفى الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار السابق، عزمه على كتابة رواية تاريخية، حول بعض ملوك وملكات قدماء المصريين، بعد نجاح كتابه الأخير "ملكات مصر"، مؤكدًا أنه على استعداد بأن يمد أي كاتب أو روائي بالمعلومات العلمية اللازمة لمثل هذه الروايات، بدلًا من الأخطاء التاريخية الجسيمة التي نراها في كثير من الأعمال، باعتباره أمر غير مقبول.
وحول أهم هذه الأخطاء التاريخية في الأعمال الدرامية قال "الدماطي": لعل أبرز الأعمال الفنية التي تضمنت أخطاء تاريخية كارثية، هو فيلم الناصر صلاح الدين، رغم أنه عمل سينمائي مميز من الناحية الفنية، إلا أن الأخطاء التاريخية به شيء لا يصدقه عقل، أول خطأ به أن صلاح الدين الأيوبي كان يدعو للقومية العربية رغم أنه ليسا عربيا من الأساس وإنما كردي.
وأضاف الدماطي: "من أبرز الأخطاء بالفيلم أن صلاح الدين الأيوبي بارز رينو دي شاتيون، وقتله في مسجد محمد علي بالقلعة، رغم أن رينو دي شاتيون، أسر في معركة حطين وأهدر دمه، أي أنه قتل قبل شهور من الواقعة التي تحدث عنها الفيلم، كما أن رينو تزوج من ستيفاني حاكمة الكرك، وكانت اكبر منه في السن ولم تكن فرجينيا ولا جميلة".
ومن أهم الأخطاء الكارثية في الفيلم التي رصدها الدماطي، قال: "حاكم عكا لم يكن خائنا، وإنما دافع عن بلده فترة طويلة جدًا، وحتى لو كان خائنا فإنه لن يظهر بهذا الشكل الغريب الذي يصب خلاله الخمر لملوك الفرنجة، ولن يكون مهزأ بهذا الشكل، وهذه المغالطة عيب كبير على عمل فني محترم أن تظهر بهذا الشكل".
ولفت "الدماطي" إلى أن عيسى العوام، لم يكن مسيحيا، وإنما هو قائد مسلم، كما استنكر "الدماطي" أن يكون ريتشارد قلب الأسد قائدا رحيما قتل مائة شخص بالخطأ، مؤكدا أن الحقيقة هو أنه ذبح 2700 أسير حتى لا يتحمل تكلفة أكلهم ولا يكونوا عائقا له في الحرب، كما أن آل بارباروسا، حاكم ألمانيا، لم يصل إلى عكا لأنه مات في تركيا ولم يصل من جيشه إلا خمسة آلاف شخص فقط، كما أن صلاح الدين الأيوبي لم يقابل ريتشارد قلب الأسد على الإطلاق والمفاوضة الأخيرة تمت بين مندوب من طرفه وبين ريتشارد.
وتساءل "الدماطي": كم شخص يعتقد الآن أن حاكم عكا خائنا، وأن عيسى العوام مسيحي، وأن ريتشارد طيب القلب، وأن باقي الأحداث التي قدمها الفيلم وقعت بالفعل؟ مطالبا بضرورة أن يتم التنبيه على مثل هذه الأعمال التي لا تلتزم بالأحداث التاريخية أنها أعمال درامية بحتة وليست تاريخية، حتى لا يحدث مثل هذا اللبس.
وأضاف الدماطي: في مسلسل "عبث الأقدار"، قام الفنان عزت العلايلي بدور الملك خوفو، وإذا به يقوم بالدور وهو يلبس سلسلة خرطوش، ولم يكن هذا الزي موجودا في هذه الفترة من الأساس، وما يثير الضحك أن الخرطوش الذي يرتديه مكتوب عليه اسم ملك من الأسرة 21، أي أنه جاء بعد الملك خوفو بألف وخمسمائة عام، لأن الملك خوفو كان موجودا عام 2600 قبل الميلاد، وكان يجب عليهم على الأقل أن يكتبوا اسم خوفو في الخرطوش وليس ملكا آخرا.
وأكمل الدماطي، من أغرب الأخطاء التي أشاهدها في الدراما في مجال الملابس، أن الفلاحون يرتدون "النمس" في الحقل، رغم أن هذه الملابس لا يرتديها إلا الملوك فقط، فهل اصبح الشعب كله ملوك؟!
وأشاد الدماطي بالأعمال التي يقدمها الدكتور وليد سيف والمخرج حاتم علي، قائلاً: "عندما يجتمعوا في عمل فإن أعمالهم تخرج بشكل جيد، وإذا كانت هناك أخطاء فإنها أخطاء بسيطة لا تؤثر على المحتوى التاريخي، مؤكدا أن مسلسل "صلاح الدين"، الذين قدموه جاء بشكل جيد جدا، وكذلك ثلاثية صقر قريش وربيع قرطبة وملوك الطوائف".
فيديو قد يعجبك: