إعلان

الأنظار تتجه صوب القمة العربية الأوروبية في "أرض السلام" -تقرير

04:30 م الجمعة 22 فبراير 2019

الرئيس السيسي ودونالد توسك

القاهرة- أ ش أ:

تأهبت مدينة شرم الشيخ أيقونة السلام لاستضافة الحدث العربي الأوروبي الأهم وهو القمة الأولى للجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، والتي تلتئم بعد غد الأحد بشرم الشيخ، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، لتفتح مرحلة جديدة من التعاون بين الكتلتين الإقليميتين الجارتين اللتين تشكلان قلب العالم في الماضي والحاضر والمستقبل.

وفيما تؤكد كافة التقارير الواردة من عواصم الدول الأوروبية أن مستوى تمثيلها في القمة سيكون غير مسبوق في القمم الإقليمية فإن كافة المؤشرات الواردة من أرض السلام تؤكد أن هذه القمة ستكون بمثابة منعطف جديد تتطلع معه شعوب الجانبين مثلما تتطلع حكوماتهم لأن يدشن مرحلة جديدة من السلام والتفاهم والبناء على قواعد المصالح المشتركة.

وليس من قبيل المصادفة إجماع الطرفين العربي والأوروبي على أن تكون شرم الشيخ حاضنة هذه القمة والعنوان الذي ينظر إليه العالم دوما عندما يخطو خطوة جديدة يعلى معها صوت تفاهم الحضارات ليخرس صوت مؤججي صدام الحضارات، كما أنه ليس من قبيل المصادفة أن تكون شرم الشيخ حاضنة لكل الدول التي تضع في صدارة أولوياتها مواجهة التطرف الديني والإرهاب الأسود.

وفيما يؤكد سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة إيفان سوركوش أن 24 من زعماء دول الاتحاد الأوروبي قادمون لقمة شرم الشيخ فإن مصادرنا بالسفارة البريطانية أكدت مجددا أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ستكون في صدارة زعماء أوروبا الذين سيتوافدون لمدينة السلام مثلما ترأست المستشارة أنجيلا ميركل القطب الأوروبي الأقوى وفد بلادها في القمة.

ويؤكد المحرر الدبلوماسى لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن هذا الحضور الأوروبي المكثف على مستوى القادة، وإن كان في دلالاته السياسية إشارة لافتة للقاصي والداني على قناعة المجتمع الدولي بالوضعية السياسية المتميزة لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وريادتها للمنطقة ودورها الذي لا غنى عنه كصمام أمان للاستقرار الإقليمي، إلا أنه وعلى الجانب الآخر سيفتح دون شك صفحة جديدة تستمد معها السياحة الأجنبية الوافدة لشرم الشيخ قوة زخم غير مسبوقة.

وفيما تتجه الأنظار صوب شرم الشيخ ورسائلها للعالم وللشعوب العربية والأوروبية فقد استبق الاتحاد الأوروبي القمة بتدشين تقرير شدد فيه على ارتباط البلدان العربية والأوروبية بتاريخ طويل من العلاقات الاستراتيجية بين الكتلتين الإقليميتين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، تعززه رغبة الجانبين بتطوير التعاون من أجل تحقيق الطموحات المشتركة ومواجهة التحديات الآنية وعلى رأسها الإرهاب والهجرة غيرالشرعية.
وأشار التقرير إلى أن القمة تجمع للمرة الأولى رؤساء دول وحكومات من كلا الجانبين، بالإضافة إلى مسئولين رفيعي المستوى من الاتحاد والمفوضية وعلى رأسهم جون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وفيدريكا موجريني الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية بغية تعزيز العلاقات العربية الأوروبية، حيث سيتم تناول عدد من القضايا والتحديات المشتركة ومن أهمها التعددية والتجارة والاستثمار والهجرة والأمن بالإضافة إلى الوضع في المنطقة.

تحديات جديدة فرضتها الأوضاع الإقليمية والدولية على البلدان العربية والأوروبية في ضوء ما يشهده العالم من أعمال إرهابية وتطرف وزيادة معدلات الهجرة وأيضا الحروب والنزاعات وحالة عدم الاستقرار، دفعت الجانبين إلى العمل على تعزيز تعاونهما حيث وقعا في عام 2015 مذكرة تفاهم لتاسيس لمرحلة جديدة من العلاقات الودية والمتطورة.

وأكد التقرير أن للعرب وللأوروبيين تاريخا طويلا ثريا من التبادل الثقافي والاقتصادي والتجاري والسياسي، بالإضافة إلى القُرب الجُغرافي والاعتماد المُتبادل، ما ساهم في تأسيس علاقات قوية بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

وشدد الاتحاد الأوروبي في تقريره على أنه ومن خلال إطار العمل هذا أصبح الهدف المُشترك هو "تطوير تعاون أوثق ومن أجل تحقيق الآمال المُشتركة وصولاً إلى السلام والأمن والازدهار في المنطقتين".
ونوه التقرير باللقاءات المنتظمة التي يعقدها الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لقاءات على مستويات مُختلفة، لقاءات المسئولين رفيعي المُستوى التي تنعقد بشكل منتظم خلال العام، حيث يلتقي سفراء السياسة والأمن الأوروبيين مع الممثلين الدائمين لجامعة الدول العربية سنوياً، وتعقد لقاءات وزارية على مستوى وزراء الخارجية كل سنتين.

ويتعاون الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية معاً من خلال منهجية جماعية وتعاونية متعددة الأطراف على التعامل مع التحديات المُشتركة التي يواجهها الطرفان على المُستويات المختلفة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية أو أمنية.

وأوضح التقرير أن التعاون الإقليمي القوي يعد أساساً لإيجاد حلول للتحديات الحالية التي تواجهها الدول الأوروبية والعربية، حيث يتشارك الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية الالتزام في تعزيز التعددية ونظام دولي يقوم على أساس القانون الدولي والعمل من أجل زيادة التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، فمن خلال إطار العمل هذا أصبحت الممثل الأعلى نائب الرئيس فيدريكا موجريني عضواً في اللجنة الرباعية حول ليبيا حيث تضم هذه اللجنة أيضاً ثلاثة أعضاء آخرين هي (جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة).
كما يتعاون الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في التعامل مع عدد من ملفات الأمم المتحدة مثل أجندة 2030 حول التنمية المُستدامة والجهود العالمية لمعالجة التغييرات المناخية والحد من انتشار الأسلحة النووية.
وأشار التقرير الى أن الأمر لا يقتصر على ذلك بل يرتبط الطرفان بحوار سياسي يشمل ملفات إقليمية عديدة ومواضيع تحتل أولويات الأجندات لدى الطرفين ومن بينها عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا والعراق، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب والهجرة؛ والبحث عن حلول دائمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار.
كما يتعاون الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في مواجهة تهريب الأسلحة المحظورة من خلال مشروع يُقَدَّر بمبلغ 2.7 مليار يورو لبناء القدرات والتدريب في مجالات مراقبة الأسلحة التقليدية لدى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، كما تم إنشاء مجموعة عمل للرقابة على أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة والسلاح عام 2015 كجزء من الحوار الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، حيث تلتقي مجموعة العمل بانتظام لتقييم مدى تقدم عملها.
وأكد الاتحاد الأوروبي- في تقريره- أن مكافحة الإرهاب تأتي في مقدمة أولويات الطرفين العربي والأوروبي في ضوء التهديدات المتنامية والتحديات المشتركة التي يخلقها الإرهاب الدولي والتطرف، والتي تواجهها أوروبا والعالم العربي وتجعل من مسألة وقوف الطرفين متحدين ضد الإرهاب أمراً ضرورياً، حيث يلتزم الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بالحرب العالمية على الإرهاب من خلال عملهم المُشترك لدعم جهود التحالف العالمي ضد داعش، مع الحفاظ على الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وسيادة القانون والقانون الدولي الإنساني.
كما يعمل الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، عبر إطار عمل الحوار الاستراتيجي بينهما، على تشكيل مجموعات عمل لمكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة.
وفي مجال الإنذار المبكر والاستجابة للأزمات عمل الاتحاد الأوروبي منذ عام 2012 على دعم مشروع تعزيز قدرات الاستجابة للأزمات لدى جامعة الدول العربية، حيث ساعد مبلغ 4.4 مليون يورو على تمويل إعداد غرفة أزمات جامعة الدول العربية وتهدف إلى تعزيز قدرات جامعة الدول العربية على الاستجابة للأزمات.
روابط عديدة ومحورية ومحاور تستند اليها العلاقات العربية الأوروبية لا تستمد فقط عمقها وتنوعها من صفحات التاريخ وخطوط الجغرافيا بل باتت تتخطاها مع تنامي مخاطر مشتركة فى مقدمتها الإرهاب ومكافحته وموجات الهجرة غير الشرعية وصولا إلى التنافس الدولي في نظام عالمي متغير، فرضت جميعها في هذا التوقيت وضع النقاط فوق الحروف لتدشين مسيرة جديدة يعلى فيها الطرفان المصالح المشتركة فوق تباين وجهات النظر، ولم يكن مستغربا بعدما أدرك الطرفان أن الوقت قد حان للقاء مشترك للزعماء أن يكون اختيارهم للمكان في شرم الشيخ.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان