لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

على حافة الكارثة.. مشاهدات صحفي "مصراوي" داخل محطة مصر

11:30 م الأربعاء 27 فبراير 2019

إطفاء الجرار المتفحم بالسكة الحديد

كتب - محمود مصطفى:

يوم بدا غير عادي، بداية من استيقاظي متأخراً في السابعة والنصف صباحًا، على غير عادتي، إذ اعتدت أن أستيقظ في السادسة والنصف، لأصل إلى عملي بالمهندسين في تمام التاسعة والنصف.

القدر كان مختلفا ورحيما بي في هذا اليوم، غير بقية الأيام، إذ تمكنت رغم تأخري من الاستيقاظ من النوم، في اللحاق بالقطار القادم من الإسكندرية، الذي استقله يوميا في الثامنة و20 دقيقة، بعد أن تأخر عشر دقائق عن موعد وصوله إلى محطة قويسنا بمحافظة المنوفية حيث أقيم مع أسرتي.

نحو ساعة استغرقها القطار من محطة قويسنا إلى رمسيس، اقتنصت أغلبها في النوم، وهي فرصة عظيمة لكل مستقلي القطارات ممن يحالفهم الحظ في الحصول على كرسي بالقطار أثناء ذهابهم إلى عملهم في الصباح الباكر.

وصلنا قرابة التاسعة والنصف، كانت وجهتي مدينة نصر لتغطية مؤتمر صحفي بجامعة الأزهر، لكن ما إن خرجت من محطة مصر متوجها إلى مسجد الفتح، لأستقل أحد الأتوبيسات المتجهة إلى الحي السادس، حيث مقر جامعة الأزهر، شاهدت أدخنة كثيفة من محطة مصر، الأمر بدا لي في البداية أنه حريق نشب في بعض القمامة التي تمتلئ بها المحطة، إلا أن فضولي الصحفي، جعلني أعود مسرعا إلى المحطة، وهناك وقعت عيني على كارثة !

مشاهد صعبة لم أشاهدها طيلة حياتي، "جثث متفحمة" على رصيف 4 بالمحطة، بعد أن انتقلوا -والنيران تحاوطهم من أعلاهم إلى أسفلهم-، من رصيف 6 حيث اصطدم القطار، و"جثث أخرى" لا تزال مُلقاة على القضبان، النيران مشتعلة في بعض الأكشاك ومبني إداري تابع لهيئة السكك الحديدية، واعتقدت في بادئ الأمر أنه حادث إرهابي، إلا أن مشاهدتي للجرار المشتعل ولا توجد به أي عربات للركاب، تأكدت أنه حادث، وهو ما وجدته بالفعل.

كان المشهد أصعب مما يتخيله أحد، هرول الركاب في سحب طفايات الحريق لإخماد النيران التي اشتعلت في الناس، السواد أحاط بالمشهد، والأدخنة عبّرت عن الغضب الذي أصاب الجميع، ومحاولات جرت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتى وصل رجال الحماية المدنية وسيارات الإسعاف، وتحول صخب الميدان الأشهر في مصر، إلى أجراس إنذار، إما لمرور سيارات المطافئ، أو لعبور سيارات الإسعاف.

تسبب انفجار خزان الوقود إلى اشتعال النيران بشكل أكبر خاصة في الركاب المارين على أرصفة "4 و5 و6"، ولاحظت أن افتقاد محطة مصر لأبسط وسائل الأمن الصناعي كان سبباً في كل هذه الخسائر.

سارع الجميع لإنهاء معاناة نحو 60 راكبًا وضعهم قدرهم في هذا المكان بهذا الوقت، الدعوات حاصرتهم بالعناية، ومنهم من قضى نحبه، ومنهم من يمكث بين جدران مستشفيات القاهرة، يأمل من الله العافية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان