هدوء وترحم على الضحايا.. كيف بدت محطة مصر صبيحة حادث الجرار؟
كتب - محمود مصطفى:
تصوير - نادر نبيل:
همهمات بدأت بين ركاب قطار 1904 المتجه من الإسكندرية إلى القاهرة، صاحبتها دقائق من التوتر، في انتظار الوصول إلى محطة مصر، في صبيحة الحادث الذي وقع صباح الأربعاء على رصيف 6، وأسفر عن مقتل 22 شخصًا، وإصابة41
جرار محترق يميل على جانبه الأيمن، تستتر مقدمته داخل مبنى متهدم تابع لهيئة السكك الحديدية، أصاب الركاب بالصدمة مرددين "ربنا يرحم الضحايا.. ويسامح اللي كان السبب".
لحظات قضاها بعض الركاب داخل محطة رمسيس في تفقد آثار الحادث ومتابعته، وحرص بعضهم على التقاط صور من موقع الحادث، قبل أن يصيح فيهم أحد أفراد الأمن "إنتوا بتعملوا إيه.. في حد يصور الخراب؟"، وهَمّوا بالانصراف.
لم يتوقع محمود جمال أن يأتي يوم تطالبه زوجته بعدم الذهاب إلى العمل خشية من الحادث: "مراتي كانت خايفة عليا وما كانتش عاوزة تخليني أنزل".
يعمل محمود منذ 25 عامًا في إحدى الشركات الموزعة للسيارات، والقطار هو وسيلته الأفضل للذهاب إلى عمله "أريح لي وأوفر بكتير من العربيات".
يقول محمود: "الحادث خوف بعض الناس اللي بتسافر بالقطر وأهاليهم، خاصة بعد ما شافوا صور الضحايا على الفيس، بس أنا الموضوع بالنسبة لي كان عادي، أنا خلاص اتعودت على القطر، وما أقدرش استغنى عنه".
الأجواء كانت هادئة في محطة رمسيس، على غير العادة في مثل هذا التوقيت من كل أسبوع، حيث عودة الطلاب المقيمين بالمدن الجامعية وموظفي الأقاليم إلى محافظاتهم، إيذانًا ببدء الإجازة الأسبوعية.
أغلقت قوات الأمن أرصفة "4 و5 و6" ووضعت حواجز حديدية على مداخلها.
على بُعد أمتار من رصيف 6، توجد الصالة الرئيسية لمحطة مصر، وتضم المكاتب التابعة للأمن، وأخرى للاستعلامات وحجز التذاكر، يلتقي فيها أناس من مختلف أنحاء الجمهورية، ومؤخرًا أضفت عليها هيئة السكك الحديدية منظرا جماليًا.
على كرسي خشبي وضع أمام رصيف 1، جلس "ع. أ. ص"، كُمسري بالمحطة يتفحص وجوه المارة مناديا "تذكرتك يا أستاذ"، وعلى وجهه تبدو علامات الذهول: "بقالي 25 سنة في السكة الحديد ما شفتش زي اللي حصل إمبارح، وعمري ما شُفت جثث متفحمة كده، ربنا يرحم أهالي الضحايا ويصبر أهاليهم" قالها الرجل الخمسيني.
يضيف: "يوم الخميس دا أكتر يوم بيبقى فيه ركاب جايين يركبوا قطر، السكة الحديد ببلاش، تسافر بـ6 جنيه ونص، العربية بره بـ50 جنيه، بس الحادث أثر على الناس اللي جاية تركب هما معذورين برضه، ودا طبيعي بعد أي حادث"
يقول محمد مصطفى، بائع بأحد الأكشاك على رصيف 6 بمحطة رمسيس، إن الحركة داخل محطة مصر هدأت كثيرًا بعد الحادث الذي وقع أمس، وانخفض إقبال المواطنين على المحطة.
وأضاف "حركة المبيعات تأثرت كثيرا بسبب ضعف الإقبال، وهذا هو الحال بالنسبة لأي حادث بالسكة الحديد".
فيديو قد يعجبك: