"مجمع الفقه": مهرجان منظمة التعاون الإسلامي يهدف لمواجهة التعصب المذهبي
القاهرة- أ ش أ:
أكد محمد المنذر الشوك، مدير ديوان الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، اليوم الأربعاء، أهمية مهرجان منظمة التعاون الإسلامي الثقافي المقام في القاهرة تحت شعار "أمة واحدة وثقافات متعددة - فلسطين في القلب" في التعريف بجهود وإنجازات المنظمة وأجهزته العلمية التابعة المشاركة في الفعاليات مثل مجمع الفقه الإسلامي.
وقال المنذر - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط-، إن "المهرجان مازال في البداية، إلا إننا يمكن أن نحكم عليه بالنجاح عبر أولى فعالياته وندواته المتميزة التي تتصدى للتحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية مثل التنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب"، مشيدا بندوة "تحديات التنمية المستدامة في دول العالم الإسلامي" التي أقيمت لمعالجة أحد أهم ملفات الأمم المتحدة وقضاياها الملحة.
وذكر أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي يعد جهازا علميا يقوم على مبدأ الاجتهاد الجماعي، ويعمل تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي ويضم في عضويته علماء يمثلون العالم الإسلامي على تنوعه.
وأضاف أن الرسالة التي حملها المجمع للتعريف بها في جناحه بمعرض منظمة التعاون الإسلامي الثقافي هي إبراز القدرة الفذة للشريعة الإسلامية في معالجة المشكلات الإنسانية المعاصرة وفق تصور شامل للإسلام والتعريف بأصوله ومصادره وأحكامه.
وأوضح أن من أهداف مشاركة المجمع في المهرجان تحقيق التلاقي الفكري بين المسلمين ومواجهة التعصب المذهبي والغلو في الدين والتقريب بين المذاهب الإسلامية المتعددة المتفقة على ماهو معلوم من الدين بالضرورة هي مهمة المجمع، ورصد تحقق تلك الأهداف، والتفاعل مع رواد المهرجان والتعريف بنشاطاته ومخرجات دوراته السابقة.
وأشار المنذر إلى أن الدورات السابقة للمجمع عملت على موضوعات تتصدر الساحة الفكرية واهتمامات المواطن المسلم في مختلف الدول مثل حقوق الإنسان والموضوعات الاقتصادية والمعاملات المالية، وذلك عن طريق العديد من الندوات.
وحول القضايا التي سيناقشها المجمع في دورته القائمة، قال مدير ديوان الأمين العام للمجمع "نحن بصدد جمع الموضوعات التي تعرض على الأعضاء وهم 57 دولة كل عضو يقترح الموضوع ويتم مناقشتها"، لافتا إلى أن الموضوعات عادة ما تخص الجوانب الفكرية والفقهية والتي تخص الحياة اليومية للمسلم ومستجدات الحياة العصرية.
وألمح إلى أن المجمع سبق أن عالج موضوعات خطيرة تخص المجتمعات العربية المسلمة في عام 2009 حين تطرق إلى ملف مكافحة الإرهاب في دورته ال19، محاولا تبيين الوجه الحقيقي والمعتدل للإسلام القائم على الوسطية والاعتدال، وتم إصدار العديد من الكتيبات في هذا السياق.
وتابع أن الملف الأبرز على مائدة مجمع الفقه الإسلامي هو الأمن الفكري، وتمت مناقشته في دورة العام الماضي، إذ تم إصدار وثيقة "التعايش" في المدينة المنورة وتترجم حاليا للغات ثلاث: العربية والفرنسية والإنجليزية.
وشارك المجمع برواق عرض فيه منشوراته المتمثلة بالأساس في مجلته العلمية ونشرات الأخبار، بالإضافة إلى عرض فيلم تعريفي كامل عن كل ذلك، كما قدم لوحات تعريفية شملت تأسيسه ودوراته ومشاريعه العلمية وما نشره من مؤلفات وكتب فقهية متنوعة.
ويشارك المجمع في ندوات: "وجها الكراهية والإرهاب والإسلاموفوبيا: نحو فهم بنيوي للعلاقة بين وجهي التطرف في العلاقة بين الغرب والإسلام"، "التحديات الراهنة التي تواجه الأمة الإسلامية" ضمن فعاليات مهرجان منظمة التعاون الإسلامي.
وافتتحت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، أمس، فعاليات أول مهرجان للثقافة الإسلامية، يقام بالتنسيق والتعاون بين وزارتي الثقافة والخارجية ومنظمة التعاون الإسلامى.
ويستمر المهرجان إلى 9 فبراير الجاري من خلال مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية التي تؤكد الهوية الثقافية بين أبناء الأمة العربية والإسلامية ضمن أول مهرجان لمنظمة التعاون الإسلامى فى القاهرة، الذي تحل دولة تنزانيا ضيف شرف له.
ويسعى المهرجان للتأكيد على القيم النبيلة للإسلام والتي تدعو للتسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وإلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء.
وتشارك 18 دولة في المهرجان، وهى: مصر، وفلسطين، وأذربيجان، وباكستان، والجزائر، وغينيا، والسنغال، وموزمبيق، والسعودية، والإمارات، واليمن، والكويت، وجزر القمر، وبوركينا فاسو، وموريتانيا، وبنجلادش، والمغرب وإندونيسيا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: