لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أسانسير ومرآة لكشف الخطر.. كيف قضى سعد زغلول سنواته في بيت الأمة؟

09:34 م الأربعاء 13 مارس 2019

كتب- محمد نصار:
تصوير- روجيه أنيس:

ما إن تطأ قدمك إلى ما بعد بوابة منزل سعد زغلول الحديدية بالقاهرة، تجد عن يمينك ويسارك مساحات خضراء يتوسطها طريق قصير لا يتجاوز بضعة أمتار يأخذك في نهايته إلى عدد من درجات السلم.

في نهاية درجات السلم تجد نفسك أمام الباب الداخلي لمنزل سعد زغلول، الذي تحول لمتحف بعد وفاته، يكشف الباب عن صالة كبيرة متسعة أفقيا ورأسيا تتوسط 4 حجرات على جانبيها، تزخر بصور زعيم الأمة وعدد من التحف الفنية والتماثيل.

بعد الباب من جهة اليمن تجد غرفة السفرة، والتي تضم مجموعة من المقتنيات وتشمل إبريق لشطف وغسل الأيدي وشمعدان من الكريستال وطقم شاي فضة 6 قطع، حيث تشير مقتنيات غرفة السفرة إلى الذوق العالي الذي كان يتمتع به زعيم الأمة. إلى جانب ما سبق تضم برادًا كبيرًا للشاي، وبرادين آخرين أحدهما متوسط الحجم والآخر صغير، كما توجد لبانة وسكرية وطبق فضة لتقديم الحلوى.

تقول نهى الدجوي، أمينة المتحف، إن "الكاسات والكريستالات الموجودة بالسفرة هي الأصلية التي كان يستخدمها سعد زغلول، ويوجد طقم خشاف من الزجاج الأصلي، وأطقم جيلي وشربات، وعلبة سجائر و2 طقطوقة من النحاس الأصلي و2 كسارة البندق من الفضة".

"كل شيء هنا في المتحف كما هو، تحمل وسائده وجدرانه ومقتنياته بصمات سعد وزوجته صفية"، توضح نهى، أنه لم يتغير أي شيء بخلاف الستائر وفيما عدا ذلك فكل مكونات المتحف أصلية بنسبة 100%.

وفي مقابل السفرة وعلى اليسار من باب المتحف، يوجد صالونان أحدهما صغير للسيدات والآخر كبير الحجم للرجال وغرفة مكتب. وكان الصالون الصغير مخصصًا لصفية زغلول لاستقبال السيدات، واستقبلت أم كلثوم فيه، كما يضم الصالون صور صفية، ووالدها مصطفى باشا فهمي، ووالدتها، وسعد زغلول، ومحمد زكي باشا.

وفِي نفس الجهة يقع الصالون الكبير ملاصقًا للصغير، وكان الصالون الكبير خاصًا بسعد زغلول لاستقبال ضيوفه من أعضاء الحركة الوطنية، وما يثير الدهشة أن صالون سعد كان يضم عددًا من مقتنيات صفية زغلول، منها المروحة الأصلية لليد الخاصة بها.

لم تكن مروحة يد صفية فقط هي المتواجدة في صالون سعد، بل انضمت إليها كنبة مخصصة لصفية، تقول أمينة المتحف، إن سبب تواجد هذه الكنبة في الصالون الكبير، أن صفية كانت تجلس عليها خلال فترة اعتقال سعد زغلول لتواصل لقاءاته؛ "في أثناء نفي سعد واصلت زوجته عقد الاجتماعات ولقاء كبار المسئولين في الدولة ورواد حركة الثورة".

كما يضم الطابق الأول أيضًا، حجرة المكتب الشتوي وهي خاصة بـ"سعد"، وكانت من أحب الغرف لقلبه، فجعلها مقرًا للقاءاته ومكانًا لاتخاذ القرارات الهامة وعقد الاجتماعات السرية، وعلى يمين المكتب دولاب صغير يضم كل أدوات الكتابة والأقلام والأحبار الأصلية، ويضم حبارة مطعمة بالأحجار الكريمة، وعلى اليسار أريكة تحكي حالتها ما فعلته السنوات بها.

ويقف شباك كبير يطل على الشارع مباشرة خلف ظهر سعد ومن أمام المكتب توجد مرآة كبيرة مواجهة للشباك من خلفه، تكشف المنطقة بالنسبة إليه بشكل واضح فيمكنه رؤية ما يدور خلف ظهره دون أن يضطر لتعديل مجلسه، تقول أمينة المتحف: "كان يجلس على مكتبه وأمامه المرآة التي تكشف له ما يدور خلف ظهره، كان بيحاول يعرف الخطر من مكانه".

في نهاية الصالة الممتدة من باب المنزل يقع "ركن الاطلاع" وهو المكان الذي خصصه سعد زغلول للقراءة، وتوجد مكتبة تضم 5000 كتاب، كما يضم هذا الركن دولابًا خشبيًا بداخله بدلة صيد أهداها له إمبراطور الحبشة، وعن جانبها الأيمن تجد أسانسير، تم وضعه قبل موت سعد زغلول بعام واحد بسبب تدهور حالته الصحية فكان لا يستطيع صعود الطابق الثاني.

خلال رحلة صعودك للسلم الواصل للطابق الثاني، تجد في جدرانها عن يمينك صور ولوحات لسعد زغلول، وفي نهاية السلم وعلى أعتاب الطابق الثاني تجد غرفين متقابلتين يمينًا ويسارًا يربطهما ممر متصل بالسلم وغرف الطابق الثاني.

بعد 5 خطوات يمينا، تجد حجرة الملابس، بها الملابس الخاصة لصفية وأحذيتها الأصلية التي لم يغير الزمن منها شكلها ولون جلودها بخلاف الرائحة للمواد الكيميائية المستخدمة لحفظ هذه المقتنيات، وراديو، ويكشف باب غرفة الملابس عن غرفة النوم، وتضم سريرين من النحاس يقفان بشكل متلاصق، فكانت الموضة حينها كذلك، وفقًا لما ترويه أمينة المتحف، كما تجد بدلة التشريفة وهي أهم بدلة لديه، وبدل أخرى.

تتسع الغرفة أيضًا لبعض المقتنيات الخاصة به، منها مكبس للطربوش يتخذ نفس شكله، وبها معطراته الأصلية، وتحوي طاولة بها مشاطات، وعصيان وشماسي، ودولابين للملابس وحوض لغسيل الوجه.

يأخذك باب الغرفة الثاني إلى قاعة شديدة الاتساع تسمى "الحرملك" وهي خاصة بالسيدات وتضم فازات فنان فرنسي نادرة، وبرافان، وهاتف أرضي، ومجموعة تحف، وتتوسط الغرفة ترابيزة بها لوحة مرسومة على القماش، ويوجد دولاب زجاجي يحمل بداخله مصحفًا مُهدى إليه مكتوب بالخط اليدوي.

ينتهي الطابق الثاني والأخير من المنزل إلة صالة صغيرة تمتد من خلف باب غرفة الحرملك، عن يمينها باب يفضي إلى غرفتي الحمام، اللتان تضمان حوضًا للاستحمام وباقي الأدوات، وكرسي متهالك كان يستخدمه سعد للاستحمام جالسًا في أيام مرضه ولحظات حياته الأخيرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان