إعلان

منير فخري: جدي صاحب شعار "عاش الهلال مع الصليب" (حوار)

02:10 م الخميس 14 مارس 2019

منير فخري عبدالنور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- ميرا إبراهيم:

تصوير- هاني رجب:

قال منير فخري عبدالنور، سكرتير عام حزب الوفد السابق، إن جده "فخري عبدالنور" القيادي الوفدي بثورة 19 هو صاحب شعار الهلال مع الصليب، حيث أنه أول قبطي طالب الزعيم سعد زغلول بمشاركة الأقباط في النضال ضد الاحتلال، مضيفًا: "جدي أول قبطي يطالب بدخول الأقباط السياسة والنضال ضد الاحتلال".

وروى عبدالنور، في حواره لمصراوي، تفاصيل وحكايات العائلة مع الثورة ولا سيما جده، وإلى نص الحوار:

ماذا تعني الثورة لعائلة فخري عبد النور؟

الثورة ليست أمرًا خاصًا بعائلتنا فقط، ولكنها بالطبع جزء من تاريخ الأسرة، فجدي كان أحد المشاركين وبالصفوف الأولى، ونظرًا لوفاة جدي عام 1942 ، أي قبل ولادتي، بالتالي لم أتمكن من سماع حكاياته عن الثورة، ولكنني قرأت كتب التاريخ وعلمت بدوره المهم منها، فهو أحد ثلاثة ذهبوا لسعد زغلول عند إنشاء الوفد، لمطالبته بضم الأقباط بالوفد الذي كان يخلو من الأقباط آنذاك، ليقول له إن الوطنية ليست حكرًا على المسلمين، ويجب أن يشارك الأقباط بالوفد.

هذه كانت الخطوة الأولى لاتحاد طرفي الأمة، كما أنه صاحب شعار عاش الهلال مع الصليب عقب مطالبته بمشاركة الأقباط: "جدي أول قبطي يطالب بدخول الأقباط السياسة والنضال ضد الاحتلال".

ما الدور الذي لعبه جدك بخلاف ذلك؟

عام 1919 شارك جدي في اللجنة المركزية التي رأسها محمود باشا سليمان، والتي كان منوطًا بها الاتصال بالقواعد الشعبية خاصة في الريف، وكان له دوره عبر هذه اللجنة بالصعيد، ومع أحداث الثورة شارك في تشكيل الوفد الثالث بعد نفي سعد زغلول ورفاقه لجزيرة سيشل، حيث دعا الوفد الثالث لمقاطعة البضائع الإنجليزية ليتم اعتقاله على إثر هذا النضال لفترات متقطعة من عام 1921 وحتى عام 1923.

كما نظم ضمن نشاطه ذلك رحلة سعد زغلول من القاهرة بطول الصعيد من القاهرة وحتى أسوان عبر مركب نيلية تقف بشاطيء كل محافظة، للدعوة لمقاطعة البضائع الأمريكية، وبالفعل نجحت، وجاءت الثورة التي أكدت منذ ذلك الحين أن الشعب هو مصدر السلطات.

ما الذي تعنيه الثورة للشعب المصري؟

تعني الكثير جدًا بالطبع، فهي تمثل صحوة الشعب المصري ونهضته، وتعني دخول الشعب في المعادلة السياسية، ويرجع هذا الفضل ليس للثورة فقط ككل، وإنما لشخصية سعد زغلول، فهو الذي أصر على أن يفرض كلمة الشعب ضد احتلال الإنجليز للسلطة الفعلية وضد الاحتلال البريطاني، وأن يفرض عليه كلمة الشعب.

والثورة تعني كذلك تحرير المرأة المصرية التي خرجت للمظاهرات، ليعقبها دخول الجامعة، ومن ثم تقلد المناصب العامة، كما أن الثورة نهضة ثقافية أعطت لمصر القوى الناعمة التي سمحت لها أن تقود العالم العربي خلال القرن العشرين، ونتيجة لثورة 19 تشكل وجدان عدد كبير من المفكرين والكتاب والفلاسفة والصحفيين والمصريين الذين قادوا الفكر العربي خلال القرن العشرين مثل طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، إلى جانب نجيب محفوظ، فكل هذه القمم تشكل وجدانها بالثورة.

وللثورة دورها بالشِعر فلا يمكن الحديث عنها دون ذكر شعر أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وبمجال الفنون ظهر بأعقاب الثورة الرعيل الأولى من الفنانين التشكيلين مثل راغب علام، وصلاح كامل، وكذ لا يمكن أن ننسى محمود مختار.

كيف تمر ذكرى الثورة على بيت أل عبدالنور؟

الثورة في الذهن باستمرار، ولدينا ذكرى 13 نوفمبر و9 مارس، اللذان قلما تمران دون كتاباتي لمقال ونشره، أما عن بيت عبدالنور فعمي سعد رحمه الله، هو من كان يقوم بدور مماثل كل عام، ولأن عمي سعد كان راوئيًا رائعًا في حكيه، ولأنه كان أصغر إخوته، وكان قريبًا من جدي، وسمع له كثيرًا، ولكونه يمتلك ذاكرة جبارة، كان يروي لنا ويقص علينا ذكريات جدي مع النضال والثورة.

"كنا كل يوم بالشتاء نروح نقعد معاه بعد الظهر، بالبلكونة الغربية ببيته بالزمالك، حيث يجمعنا دفء الشمس وحكايات الثورة، والأحداث السياسية والاجتماعية بمصر أيضًا، وكان لديه كمية مخطوطات خاصة أرسلها جميعها لبيت الأمة".

كيف تُقيّم الثورات التي تتابعت بعد ثورة 19؟

جاءت ثورة 52 والتي حاولت تقليل قيمة ثورة 19، وهو خطأ قاتل ارتكبته ثورة يوليو، فالتاريخ المصري يُنظر له كحلقات متصلة، فجذور كل ثورة تعود لسابقيها، فالتاريخ بثوراته حلقات متصلة تكمل بعضها البعض، وفي بعض الجوانب القليلة ثورة 52 أكملت ما بدأته ثورة 19 ومنها السعي نحو الاستقلال التام وخروج الإنجليز، إضافة لبعض القيم التي غرزتها وظلت بالوجدان المصري أهمها التأكيد على استقلال الإرادة الوطنية ضد أي سيطرة أجنبية أو أي شروط تفرض على مصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان