إعلان

"ممنوع الاقتراب".. ماذا يحدث في موقع حادث محطة مصر؟

06:26 م السبت 02 مارس 2019

كتب- أسامة عبدالكريم ويوسف عفيفي:

تصوير - إسلام فاروق ونادر نبيل وعلاء أحمد ونسيم عبدالفتاح:

ثلاثة أيام مرت على حادث انفجار جرار قطار رقم 3202 بمحطة مصر، إثر اصطدامه بنهاية رصيف 6، خلف 22 قتيلًا و41 مصابًا بحسب الإحصاءات الرسمية.

الحياة تسير على طبيعتها، لم تكد تلاحظ ثمة تغييرات جرت، جميع الأرصفة بالمحطة مزدحمة بالركاب، أقدام المسافرين لم تتوقف عن الحراك، كل منهم قاصدًا وجهة مختلفة.

تكثيف أمني

كثفت قوات الأمن من تواجدها، حول رصيف 6 مسرح الحادث المروع. عقب عبور المدخل الرئيسي للمحطة، يقف شرطيان أمام المدخل المؤدي إلى الرصيف، يمنعان المسافرين من الدخول أو الاقتراب من المنطقة التي نصبت قوات الأمن شريطًا تحذيرياً، وسياجًا من القماش الأخضر لحجب الرؤية عن موقع الحادث، مع استمرار عمليات رفع الأنقاض.

يقول محمد أحمد، عامل بشركة الخدمات بمحطة مصر: إن الستارة الخضراء التي وضعتها قوات الأمن تغطي الجرار من جميع الجوانب، إلا أنها لم تمنع المارة من رؤية آثار حطام الجرار المحترق.

كلما حاول أحد الركاب الدخول إلى موقع الحادث يمنعه رجال الشرطة، لكن هذا لم يمنع البعض من التقاط الصور للجرار المنكوب.

السرعة التي انطلق بها الجرار، جرفت أمامها الصدادات، وقفز أعلى الرصيف الحديدي الذي يربط الرصيفين 6 و4 ويستخدمه ركاب الصعيد للخروج من الرصيف إلى بوابة المحطة.

الاصطدام العنيف للجرار ألحق ضررًا بجدران الأساسنسير، الملحق بالمبني الإداري لهيئة السكك الحديدية، أدى لتصدعه، وإظهار شروخ بطول المبنى، صعبت عمليات رفع الجرار، بحسب مصدر من داخل اللجنة الفنية المشكلة لمعاينة الحادث، الذي أكد أن الجرار تكهن تماما، وسيتم رفعه خلال ساعات.

وجرى تشكيل اللجنة بعد ساعات من الحادث؛ للوقوف على أسبابه، وبدأت أعمالها

وأضاف المصدر، أن اللجنة كانت متخوفة من انهيار المبنى عند إجراء رفع للجرار، وبناءً عليه فضلت عدم اتخاذ أي خطوة قبل التأكد من عدم تأثر المبنى بعملية الرفع.

حضر مجموعة من العمال، استعانت بهم الهيئة لرفع حطام وبقايا أطلال أجزاء من المبنى المهار، تمهيدا للبدء في الوقوف على تلفيات المبنى وإمكانية ترميمه، ورفع الجرار، لاستئناف العمل مرة أخرى على رصيف 6.

الحركة متوقفة

يقول محمد حسني، أحد العاملين بشركة الخدمات بمحطة السكة الحديد: "أكل عيشنا شبه توقف على الرصيف، مفيش رجل في المكان زي ما أنت شايف، ويارب الموضوع ميطولش، إحنا بنكسب وبنبيع لما يكون فيه حركة للمسافرين".

ويضيف محمد أحمد: "رصيف 8، لم يتأثر كثيرًا رغم قربه من الحادث، سوى إغلاق لكشك مكتبة الأهرام الملاصق للحادث، ولم يلحق به ضرر".

"مشفتش حادث زيه في حياتي"، قالها أحد حاملي الحقائب للركاب، والذي يعمل داخل الهيئة منذ 10 سنوات. يقول "المواطنين اللي شيلت لهم شنطهم بيسألوني هي السكة الحديد هترفع الجرار أمته، ويارب يحصل دا قريب".

تكهين الجرار

قال مصدر بهيئة السكك الحديدية، إن رفع الجرار المنكوب يرجع إلى قرار النيابة العامة، موضحًا أنه بمجرد السماح برفعه سيتم نقله إلى جراج ورش السكة الحديد، ومنها سيعرض في مناقصة لعرضه في مزاد علني لبيعه كخردة.

ولفت إلى أن الجرار يعمل منذ أكثر من 45 عاما حتى تهالك ولا يصلح بعد الآن للعمل مرة أخرى أو وضعه في جراج السكة كثيرا بعد الحادث.

الركاب حتى اليوم، لا يزالون يدعون للمصابين بالعافية، خاصة مع رؤية آثار الحادث. أحد الركاب نورالدين جابر قال إن "الحادث مُحزن، والناس اللي ماتت واتصابت ملهاش ذنب"، مطالبًا بتوقيع أشد العقوبة على المقصرين في عملهم.

أضاف جابر: "بشوف المشهد المُحزن ده كل يوم وأنا رايح الشغل، وأتمنى يرفعوا الجرار من على رصيف 6 لمحو آثار الحادث المؤلم للركاب ولأسر الضحايا".

فيديو قد يعجبك: