"غير متصل".. القصة الكاملة لسقوط "سيستم" امتحان التابلت لأولى ثانوي
كتبت- ياسمين محمد:
لم تنم "سارة عادل" الطالبة بالصف الأول الثانوي، مساء السبت؛ ظلت تراجع ما ذاكرته في اللغة العربية، وتشحن جهاز "التابلت" الخاص بها، وتكتب اسم المستخدم والرقم السري اللذين تسلمتهما من المدرسة في ورقة خاصة؛ استعدادًا لليوم الأول من الامتحان الإلكتروني، تلك التجربة الجديدة التي يخوضها الطلاب لأول مرة.
في السابعة صباح أمس الأحد، جمعت الطالبة أغراضها، وتوجهت إلى مدرسة أحمد ماهر التجريبية لغات بمنطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة، دخلت فصلها الساعة الثامنة وجلست في مكانها المحدد، وأعطاها المعلم "كود" مكونًا من 9 أرقام يسمح لها ببدء امتحان اللغة العربية، وحينما حلت التاسعة صباحًا، وشرعت الطالبة في بدء الامتحان كما حددت وزارة التربية والتعليم، فوجئت بتعطل منصة الامتحان الإلكتروني.
انتظرت الطالبة وباقي طلاب المدرسة ساعتين، حاول خلالها كل العاملين في المدرسة حل الأزمة، وأخذوا يؤكدون للطلاب أن المشكلة في طريقها للحل، دون جدوى، لتقرر المدرسة صرف الطلاب وتوجيههم بمتابعة الموقع الخاص بالامتحان وأدائه في المنزل أو أي مكان تتوافر به شبكة إنترنت، لتعود الطالبة لمنزلها تعيد تحديث الموقع الإلكتروني للامتحان كل دقيقة؛ أملًا في تفعيل الموقع مرة أخرى وأداء الامتحان قبل التاسعة مساءً.
أعلنت وزارة التربية والتعليم، انطلاق الامتحان الإلكتروني الأول لطلاب الصف الأول الثانوي، اعتبارًا من أمس الأحد، ليبدأ بمادة اللغة العربية، مشيرة إلى إتاحة الامتحان لمدة 12 ساعة بدءًا من التاسعة صباحًا، وحتى التاسعة مساءً، كل يوم، ويمكن للطلاب خلال هذه الساعات فتح الامتحان في أي وقت من خلال أي شبكة إنترنت متوفرة، على أن يبدأ زمن الإجابة المحدد بـ3 ساعات مع الضغط على زر البدء.
"سارة" ليست الوحيدة التي واجهت مشكلة تعطل منصة الامتحان الإلكتروني فحسب، بل جميع طلاب الصف الأول الثانوي بالمدارس الحكومية والخاصة، لم يتمكن أحد من دخول الامتحان، حتى الذين سجلوا اسم المستخدم وكلمة المرور وكود الامتحان، وفتحوا السؤال الأول، فوجئوا بالموقع يغلق مرة أخرى.
يوم عصيب عاشته وزارة التربية والتعليم، وطلاب الصف الأول الثانوي، الوزارة تبحث عن أسباب المشكلة لحلها، والطلاب عادوا إلى منازلهم يلقون نظرة كل حين على جهاز "التابلت"؛ انتظارًا لفتح موقع الامتحان، في الوقت الذي شغلت فيه أذهانهم تساؤلات بشأن استمرار الامتحانات أو إلغائه.
قبل أيام من انطلاق الامتحانات، أعلنت الوزارة بكل صراحة، أن الامتحان الإلكتروني الأول سيكون "تجريبيًا"؛ لتدريب الطلاب على نظام التقييم الجديد المتمثل في أسئلة تقيم مهارات الفهم والتفكير العليا، وتجرب الوزارة من خلالها المنظومة الإلكترونية بعد إتاحة البنية التحتية بالمدارس، تمهيدًا للاختبارات التي تحتسب عليها الدرجات في مايو المقبل.
استمر الحال على ما هو عليه، منذ التاسعة صباحًا، وحتى السابعة مساءً، حين خرج الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، مؤكدًا إذاعة "فيديو" يشرح تفاصيل ما حدث، ويعلن حل جميع المشكلات التي واجهت الامتحان الأول وعدم تكرارها في باقي الامتحانات، وعودة النظام الإلكتروني مرة أخرى ودخول نحو 50 ألف طالب لأداء الامتحان من خلاله.
في التاسعة مساءً، خرج وزير التربية والتعليم، في "فيديو" مدته 10 دقائق، يشرح ويفسر كل ما حدث خلال قرابة 24 ساعة، ويرصدها مصراوي، في السطور التالية:
- منذ الثانية عشرة مساء السبت، حاول 3 ملايين شخص دخول منصة الامتحان الإلكتروني، قبل موعد إتاحته بـ9 ساعات.
- حتى الثانية ظهر الأحد، وصل عدد طلبات الدخول على موقع الامتحان 4.7 مليون من داخل مصر وخارجها.
- لم يصمد الموقع أمام عدد الطلبات، لأنه مصمم لاستيعاب طلاب الصف الأول الثانوي الذين لا يزيد عددهم عن 650 ألف طالب وطالبة.
- رصدت الوزارة بعض المشكلات التي واجهت الطلاب في الحصول على "كود" الامتحان، والتي حدثت بعضها بسبب أخطاء بشرية.
بعد رصد المشكلات اتخذ الوزير عدة قرارات هي:
- زيادة سعة "السيرفر" الخاص بالامتحان، لما يصل لـ15 ضعفًا، حتى لا يتعطل الموقع مرة أخرى بسبب الضغط.
- عدم السماح بدخول موقع الامتحان للمستخدمين من خارج مصر.
- اقتصار الدخول على الامتحان من داخل مصر على طلاب الصف الأول الثانوي فقط، عن طريق وسيلتين فقط، الأولى من خلال شبكة الإنترنت المتوفرة في المدارس، والثانية من خلال شريحة الإنترنت المسلمة للطلاب.
- يتاح الامتحان من التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساء، ويمكن للطلاب أداء الامتحان خلال أي ساعة.
- في التاسعة مساء كل يوم، تنشر الوزارة الامتحان عبر موقعها الإلكتروني، ليتسنى للطلاب الذين لم يدخلوا على منصة الامتحان الإلكتروني الاطلاع عليه.
- لا يمكن دخول الامتحان من خلال أي شبكة إنترنت متوفرة بخلاف شبكة المدرسة أو الشريحة، وللطلاب الذين لم يفعل الإنترنت في مدارسهم، أو لم يفعلوا الشريحة على "التابلت" انتظار الامتحان على موقع الوزارة.
- توحيد كود الامتحان على مستوى الجمهورية، حسب لغة كل مدرسة، على أن يتاح الكود على موقع الوزارة التاسعة مساء ليلة الامتحان.
- إصدار تقرير يومي بشأن الامتحان وأعداد الطلاب الذين أدوه، والمشكلات التي قد تحدث.
ووجه الوزير عدة نصائح للطلاب كالتالي:
- لا داعي للتوتر فالامتحان تجربة للتدريب على نظام الأسئلة ولتقييم المنظومة الإلكترونية الجديدة.
- ليس من الضروري الالتزام ببدء الامتحان في التاسعة صباحًا، فالامتحان متاح لمدة 12 ساعة يمكن الدخول عليه في أي وقت خلالها.
- في حالة عدم التمكن من دخول الامتحان في المرة الأولى لا تضغطوا على النظام، انتظروا قليلًا ثم أعيدوا المحاولة.
وأكد شوقي، أن ما حدث أمس طبيعي، ومنظومة حجمها 700 ألف طالب ومعلم، لابد أن تواجه بعض العراقيل عند تطبيقها للمرة الأولى، مؤكدًا أن ما حدث مفيد جدًا بالنسبة للوزارة لتدارك المشكلات، عملت على حلها، وتخطط لتلافيها في امتحاني مايو المقبل، وكذلك امتحانات الأعوام المقبلة: "أي نظام بالحجم ده لازم نجربه مرة واثنين وتلاتة، كان ممكن نرفع الامتحان على الموقع ونقول اتدربوا على الأسئلة، بس لازم نجرب النظام الإلكتروني على أرض الواقع ونطوره يوم ورا يوم".
فيديو قد يعجبك: