"لعبت دور الشيطان".. قصة خلع البنطلون من المدرج للإقالة والفصل (تايم لاين)
كتب - محمود مصطفى:
أسدلت جامعة الأزهر، الجمعة، الستار على واقعة إجبار أستاذ عقيدة، طلاب بكلية التربية بالقاهرة، على خلع بنطلوناتهم داخل المدرج، بفصل الأستاذ والطلاب، وإقالة عميد ووكيل الكلية ورئيس القسم.
بدأت الواقعة في التاسعة مساء الخميس، بتداول الصفحات المعنية بنشر أخبار جامعة الأزهر على "فيسبوك"، فيديو للدكتور إمام رمضان، أستاذ عقيدة، يطالب بعض طلاب كلية التربية بخلع بنطلوناتهم داخل مدرج كلية التربية.
وعلق طلاب على الفيديو، قائلين: "أول حاجة قالها الدكتور لما دخل المدرج، مين صايع يطلع يعمل دور على المنصة؟ فواحد بس اللي قال أنا، فطلعوا وقال الدكتور اقلع البنطلون ولو مقلعتش هاتشيل المادة"، مضيفين: "الطالب رفض يقلع، الدكتور قال لو في راجل يطلع يقلع، واحد قال أنا جابو وطلعو مع التاني، وحلف عليهم أنهم يقلعوا البنطلون، وبعد كده كان عاوزهم يقلعوا الملابس الداخلية".
وقال الدكتور خلال الفيديو: "اللي مش هيقلع أقسم بالله هسقطه في العقيدة".
ولاقت الواقعة استياء معظم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الواقعة حدثت داخل إحدى كليات جامعة الأزهر.
في تمام الـ11 مساء أعلن الدكتور غانم السعيد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إيقاف أستاذ العقيدة عن العمل وإحالته للتحقيق، بخصوص ما تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي من تصرف مرفوض وغير مقبول، بعد رفع الأمر إلى رئيس الجامعة الذي أصدر على الفور قرارا بإيقاف الأستاذ عن العمل وتحويله إلى التحقيق العاجل.
وأوضح، السعيد، وفق بيان، منع عضو هيئة التدريس من وضع الأسئلة والتصحيح، مطمئنًا الطلاب: "على أبنائنا الطلاب أن يتأكدوا من أن إدارة الجامعة لا تتوانى في محاسبة أي مخطئ، أو مقصر، ولا يوجد أحد فوق القانون، وعلى الجميع الانشغال بالدراسة والاستعداد للامتحانات".
وهذا ما أكده الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، في تصريح لمصراوي، أنه تم إيقاف الأستاذ بكلية التربية صاحب الواقعة عن العمل، وإحالته للتحقيق العاجل.
وفور علم الدكتور إمام رمضان أستاذ العقيدة، صاحب واقعة إجبار الطلاب على خلع بنطلوناتهم داخل المدرج، بقرار إحالته للتحقيق، أصدر بيانا في الـ12 من صباح الجمعة، معلقا على الأمر.
وقال، إن خلع الطلاب "بناطيلهم" جاء خلال محاضرة لشرح "الحياء في الإسلام".
وأضاف رمضان عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك: "بعد نهاية المحاضرة الثانية في العقيدة والأخلاق الإسلامية لطلاب الشُعب العامة بالكلية، اتخذت جامعة الأزهر التي أشرُف بالانتساب إليها منذ أن كنت طالباً حتى أصبحت معلما بها منذ عشرين عاماً، قراراً بإيقافي عن العمل وإحالتي إلى التحقيق".
وتابع أستاذ العقيدة: "المحاضرة بدأت بشرح معنى الإسلام والفرق بينه وبين الإيمان، وبيان أن الأول يختص بالظاهر الحسي، والثاني يختص بالجوهر الفعلي الذي يترجم إلى نتائج ملموسة تعود منافعها على الأمة رقياً ورفعاً"، موضحاً أن الأمر انتقل إلى الإحسان شرحاً وعلاقته بالحياء، وكيفية ارتقاء الإنسان إلى مرتبة الإحسان وكيف تكون النفس رقيبة على السلوك، وسلاحها في هذا الحياء الذي اختفى في العبادات والمعاملات، وطغيان الجانب المادي حتى أن الإنسان ليبيع دينه بعرض من عوارض الدنيا".
وأوضح أنه رَغَب في توضيح ما يشرحه بشكل تمثيلي، وقال: "من يقبل النجاح في مادته بتقدير امتياز، مقابل تنفيذ ما يُطلب منه، وإن امتنع رسب في المادة"، لافتاً أن أكثر من طالب تطوع دون أن يعلموا ما سيطلب منهم.
وأكمل: "كانت المفاجأة التي كانت صادمة لمن خرج متبرعاً وبإرادته وفي نفس الوقت أذهلت الطلاب عندما قلت للطالب اخلع البنطلون، فضحكوا جميعا لكنني لم أضحك، وقلت لهم منذ المحاضرة الأولى للمادة اتفقنا أن كل ما يقال داخل المدرج سواء أكان جدًا أو مزاحًا يخضع لميزان العقيدة والأخلاق".
وتابع: "قلت أنا أصر على تنفيذ مطالبي فإن تراجع أحدكما فسيرسب في مادة العقيدة، ورفض الطلاب رغم كل ما مارسته عليهم من ضغوط وأمام إصرارهم على عدم تنفيذ طلبي مهما كانت النتائج حتى لو رسبوا في المادة"، مضيفا: "هنا توجهت لكل الطلاب الجالسين وطلبت منهم تحية زملائهم الذين رفضوا الانصياع لي".
واستدرك: "بعد تحية الذين رفضوا الانصياع لي، قلت للطلاب أتعرفون سبب التحية؟ فقال الطلاب لأنهم لم يرضخوا لك في فعل منافٍ للأخلاق، قلت هذه واحدة، والثانية أنهم لم يفعلوا ذلك حياءً منكم أليس هذا صحيحًا، قالوا نعم، قلت فمن باب أولى أن يكون خيارنا من الخالق مقدم على نسائنا من المخلوق، وهذا من باب من أبواب مراقبة النفس، ضد غواية الشياطين من الجن والإنس، وهذا من قبيل الارتقاء في درجات الإيمان بالله".
وحاول الدكتور إمام رمضان تبرئة نفسه من الهجوم الذي تعرض له بعد تداول مقطع الفيديو، قائلا: "قمت بدور المعلم من خلال لعب دور الشيطان في تمثيلية أردت من خلالها بصورة عملية، توضيح كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق، متابعًا: "كل ذلك يوم الثلاثاء، والخميس نفس المحاضرة صباحاً من الساعة التاسعة بنفس الأسلوب ونفس والتمثيل، ورفض الطلاب في الاختبار العملي الثاني أن يتجردوا من القيم والأخلاق التي علمتها لهم، وإنى لأرجو من طلاب المحاضرة الأولى أن يردوا على ما ذكرته إن كان حقيقة أم تم اختلاقها".
واستكمل: "جاءت المحاضرة الثانية في الحادية عشر، وشعرت بتعب شديد وعدم القدرة على التنفس بصورة طبيعية ورآني الطلاب على هذه الحالة، فاقترح بعضهم أن أنصرف إلى الببت، إلا أنني قررت البقاء لشرح المحاضرة الثانية، وهي تكرار المحاضرة الأولى"، مناشدا الطلاب بذكر هذه الواقعة.
واستكمل: "كما حدث في المحاضرتين السابقتين حدث في المحاضرة الثالثة، وامتنع طالبان بعد أن صعدا إلى جواري من استكمال التمثيل حياء، حتى كدت أشرح الموقف التمثيلي كما فعلت سابقاً، وإذا بهذا الطالب يأتي من آخر المدرج، ويقول أنا فقلت تفعل قال نعم، رغم أن زملاءك رفضوا، قلت سيستحي أن يخلع ملابسه الداخلية، فلما فعل ذُهلت واستدرت وجعلته وراءي، وقلت هذا من أجل النجاح في مادة العقيدة باع العقيدة والأخلاق بعرض دنيوي ومن على شاكلته كثرة في أمة قال رسولها إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وتابع: "لقد بيّنت للطلاب في تجربة عملية أن مجرد النظر إلى العورة يبعد بنا عن قيم الدين، فما بالك بمن صور داخل المحاضرة؟ أنا من قلت صور وأنا من قلت شارك وأنا من قلت أريد الدنيا كلها ترى هذا، وإن لم أنكر، وها هي أخلاق بعض طلاب كلية التربية، بعدما درست لهم العقيدة والأخلاق نظريًا، رسبوا فيها بامتياز عمليًا، فهل التعليم لمعلم المستقبل يكون مجرد كلمات لا قيمة لها ولا وزن عنده في سلوكه العملي".
وذكر رمضان أنه خرج حزينًا من المحاضرة، بسبب تصرف الطالب والذي طالبه فيما بعد بدرجات الامتياز كما وعد، وكان رده: "وإن تركت إلا في فارغة"، ثم طرده، فقال الطالب: "أنت بترجع في كلامك بعد ما سمعت كلامك، طيب أنا صعيدي ومبسبش حقي وهوريك".
وأشار إلى أن رد الطالب دفعه لضربه وطلب الأمن له، وتحرير محضر بالواقعة بحضور رئيس القسم، ثم جاء وكيل الكلية وأصدقاء الطالب إلى المكتب وعند أخذ أقوال الطالب أنكر تطاوله وبكى، وتم اصطحابه إلى مكتب آخر، ثم أخبره العميد بوقفة عن العمل وإحالته للتحقيق.
واستدرك: "الطالب لم يحضر منذ بداية العام سوى هذه المحاضرة، كما أنه راسب في مادة العقيدة والأخلاق أربع مرات، وتقدم بتظلم مما تعرض له"، مختتماً: "أنتم شهود أمام الله عليَّ، وما نالني من سب وقذف عبر مواقع التواصل الاجتماعى ليبرهن بصدق عما وصلت إليه الأخلاق".
بعد ساعات من إحالة أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، صاحب واقعة إجبار الطلاب على خلع بنطلوناتهم داخل المدرج، اتخذت جامعة الأزهر قرارًا في تمام الخامسة مساء الجمعة، بفصله من الكلية، والطلاب المشاركين في الواقعة، وإقالة عميد كلية التربية ووكيله لشئون التعليم والطلاب ورئيس القسم.
وقال الدكتور غانم السعيد، المشرف على المركز الإعلامي بجامعة الأزهر، إن الجامعة اتخذت عدة قرارات حاسمة بشأن واقعة إجبار الطلاب على خلع "بنطلوناتهم" داخل مدرج كلية التربية، والتي أثارت غضبًا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس الخميس.
وأضاف السعيد -في تصريحات لمصراوي الجمعة - أن الجامعة قررت إقالة الدكتور حشمت عبدالحكيم، عميد كلية التربية بنين بالقاهرة، بالإضافة إلى ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، ورئيس القسم، فضلًا عن فصل الدكتور إمام رمضان، صاحب الواقعة، والطلاب الذين شاركوا فيها.
وأضاف أن الجامعة اتخذت جميع الإجراءات القانونية العاجلة، فور علمها بالواقعة، وتم فصل عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الأزهر لتحريضه الطلاب على ارتكاب أفعال مخلة بالحياء العام داخل قاعة الدرس بالحرم الجامعي، وهو ما يشكل جريمة جنائية يستوجب الإحالة للنيابة العامة لاتخاذ اللازم بشأنها.
ولفت إلى أن هذا الفعل يعد من ضمن الأفعال التي تستوجب العزل من الوظيفة، إعمالًا لنص الفقرة (25) من المادة 72 من القانون 103 الخاص بتنظيم الأزهر باعتبارها تخل بشرف عضو هيئة التدريس وتتنافى مع القيم الجامعية الأصيلة.
وواصل: "فصلت الجامعة الطلاب المشاركين في الجريمة، وأقالت عميد كلية التربية ووكيله لشئون التعليم والطلاب ورئيس القسم من منصبهم لتقصيرهم في أداء مهامهم الوظيفية والإشراف على سير الدراسة بانتظام ووفق المنهج الأزهري والحفاظ علي القيم وتقاليد الجامعة.
وأكد السعيد، أن هذا التصرف فردي من شخص، ولا يمثل الجامعة ولا منهجها، وأن الجامعة التي بها الآلاف من أعضاء هيئة التدريس ومئات الآلاف من الطلاب ترفض مثل هذا التصرف.
وأصدر الدكتور إمام رمضان صاحب الواقعة، بيانا ثانيًا، في السادسة مساء، للتعليق على قرار فصله من الجامعة.
وقال "رمضان"، في منشور له على صفحته الشخصية بـ"فيسبوك": "مجال البحوث العلمية التي يهتم فيها الباحثون بالوصول إلى صدق الفروض عن طريق التجربة، يصبح المعمل بالنسبة لهم كالروح الجسد، لا يفارقونه ولا يفتقرن عنه، إذ يتم إجراء عشرات التجارب حتى تؤكد واحدة منهم الفرض، عندئذ نصبح أمام كشف علمي جديد يسهم في بناء تحضر الأمم ورقيها المادي".
وأضاف: "هذا في مجال العلوم المادية، أما في مجال العلوم النظرية فما أكثر النظريات التى كتبت على الأوراق، ولا يعرف صدقها من عدمه إلا إذا طبقت على أرض الواقع، كتطبيق النظريات الفلسفية والتربوية على المجتمع وعلى الطلاب، ثم مراقبة نتائج هذه التطبيقات من خلال الملاحظة، التي تُظهر لنا فيما بعد إثر هذه الفلسفات والنظريات على المجتمع والطلاب، وبيان الإيجاب من السلب فيهما".
وتابع: "كل ما فعلته كأستاذ فى العقيدة والأخلاق مع طلابي كان عبارة عن تجربة أردت من خلالها أن أرى تأثير التعليم النظري للعقيدة والأخلاق على أرض الواقع بالاختيار التجريبي العملي، ونجحت التجربة مرة، ومرة ثانية، على طلاب كلية واحدة فى تخصصات مختلفة، وعند إجراء نفس التجربة على بعض طلاب نفس الكلية فشلت التجربة فشلاً ذريعًا، واحدثت ضجة سلبية عبرت بها حاجز الجدران للفضاء الخارجي في صور بشعة مقذذة أبدا لم تكن فى الحسبان على أسوأ فروض الفشل".
واستطرد: "هنا أؤكد أن هناك خطئًا حدث من الباحث الذي أجرى التجربة، وهنا وجب الاعتذار عن الخطأ، لمن أتوجه بهذا الاعتذار؟"
أولا: لأبنائي الطلاب جميعا دون استثناء، من قبل ومن رفض، من انتقد ومن جرح، من دافع ومن هاجم، أعتذر لأن التجربة التي أردت من خلالها البرهنة على أن العلم النظرى حاجة، والتطبيق العملى حاجة أخرى، هناك فارق شاسع بين الاثنين كنت أود تضيفه فكان الخطأ.
أعتذر ثانية: لكليتي التي أمارس فيها عملية التدريس منذ عشرين عامًا تخرج خلالهم عشرات الآلاف من الطلاب انتشروا بعملهم وأخلاقهم في جميع البلاد طولا وعرضا، وخارج القطر المصري، وأشرف بتواصلهم معى.
أعتذر ثالثا: لأساتذتي الذين تلقيت على أيديهم علوم الدين والدنيا؛ أعتذر لهم لانى تعلمت منهم العقيدة والأخلاق نظريًا وعمليًا، ويبدو من واقع الحال أني لم أكن أمينًا على ما علموني إياه، فمعذرة أسأتذتي أسأت التقدير.
وأعتذر رابعًا: لجامعتي التي أشرف بالانتماء إليها، فطوال حياتي العملية أبدا لم يكن يدور بخاطري أن تمس جامعتي التي هي حصن الدين شريعة وعقيدة، وما إنا إلا حارسًا من حراسها يتعبد لله بالتدريس في محاربه.
أعتذر خامسًا: لكل إنسان مسلم كان أو غير مسلم تأذى بما رآه من أستاذ وطلابه، في محاضرة العقيدة والأخلاق داخل جامعة الأزهر.
وأعتذر سادسًا: لأهلي وأسرتي الذين نالهم من الأذى مالم يكن يخطر لهم ببال.
واختتم: "أعتذر أولاً وأخيرًا إلى ربي الذي من على بكثير من نعمه، أعتذر إليه عن خطأ كنت أظنه صوابًا، فربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا، أعتذر إليه وقد اجتهدت فلم يصب الاجتهاد وجه الحق كما كنت أريد، فليس لى عندك أجرين ؛ ولا أطمع في أجر واحد، وإنما أطمع ربي وإلهي في سعة رحمتك وأنت أرحم الراحمين".
اقرأ أيضاً:
فيديو قد يعجبك: